آفاق بيئية : الامم المتحدة
أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن أعوام 2015 و2016 و2017 شهدت أعلى درجات حرارة تم تسجيلها، وأن عام 2016 كان الأعلى حرارة على الإطلاق. ولكن عام 2017 سجل أعلى درجات حرارة في سنة لم يحدث فيها ظاهرة النينيو، التي يمكن أن تزيد درجات الحرارة العالمية سنويا.
البيانات التي أظهرها تحليل موحد أجرته المنظمة لخمس مجموعات من البيانات الدولية الرائدة، تشير إلى أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض في عام 2017 زاد بنحو 1.1 درجة مئوية عن معدل عصر ما قبل الثورة الصناعية، فيما كانت الزيادة في عام 2016 (أحر سنة مسجلة) 1.2 درجة مئوية.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، حذر عمر بدور العالم بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن عام 2018 من المتوقع أن يسير في نفس الاتجاه.
كما أشار إلى أن بلدان المنطقة العربية أكثر عرضة للخطر، بسبب موقعها الجغرافي:
“أولا التأثير الأشد خطورة هو الجفاف والتصحر. هذه المنطقة تعاني بشكل عام من نقصان المياه، وتواتر ظاهرة الجفاف سيكون للأسف أشد مع ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى صعوبة كبيرة في إيجاد موارد مائية قابلة للاستعمال في المجالات المختلفة كالزراعة والمياه الصالحة للشرب. هذا هو الخطر الأول، ثم هناك الخطر الثاني وهو الظواهر القصوى، حيث تظهر بين الفينة والأخرى ظاهرة التساقطات الشديدة، مما يؤدي إلى الفيضانات التي تؤثر بدورها على البنية التحتية وحياة الأشخاص.”
وأضاف السيد بدور أنه إذا ما تخطى العالم ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، أي أعلى من درجتين مئويتين مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، فسيكون العالم قد وصل إلى مرحلة لا يمكن عكسها، وسيؤدي ذلك إلى تفاقم تواتر الظواهر القصوى، بما يشكل خطرا محدقا للحياة على كوكب الأرض:
“الظواهر القصوى للطقس تشكل ثاني أشد المخاطر التي تواجه الإنسانية بعد أسلحة الدمار الشامل. هذا يعني أن الطقس أصبح يهدد البشرية مثلما تهدده أسلحة الدمار الشامل. هذا شيء جد مثير للانتباه ويجب على الجميع، من حكومات والمجتمع المدني، الوقوف وقفة واحدة تجاه تحديد انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الأجواء.”
هذا ومن المقرر أن تصدر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقريرا كاملا عن حالة المناخ لعام 2017 في آذار / مارس المقبل، والذي سيوفر نظرة عامة شاملة عن تغيرات واتجاهات درجات الحرارة، والأحداث ذات التأثير العالي، والمؤشرات طويلة الأجل لتغير المناخ ، مثل زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتحمض المحيطات.