الأبقار البحرية وخطر الانقراض

محمد التفراوتي21 مارس 2017آخر تحديث :
الأبقار البحرية وخطر الانقراض

 آفاق بيئية : أبوظبي   

 وافقت ثلاث و عشرون دولة على تعزيز الجهود لمساعدة المجتمعات المحلية على  حماية أبقار البحر و موائلها االطبيعية من  الاعشاب البحرية. تتعرض الانواع المهددة بالانقراض، المعرضة أصلا لخطر التشابك في معدات الصيد، للاصطدام بالقوارب وفقدان الموائل الطبيعية، على طول الساحل الشرقي لأفريقيا وجنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ وأستراليا.
و لقد اجتمع مسؤولون حكوميون وخبراء رائدون في العلوم البحرية والأعشاب البحرية هذا الأسبوع في أبو ظبي لمناقشة الحلول المطروحة لوقف التدهور السريع لكل من أعداد أبقار البحر وموائلها الطبيعية المتمثلة في الأعشاب البحرية.
و لقد قام كل من مكتب اتفاقية الانواع المهاجرة في أبو ظبي, هيئة البيئة في أبو ظبي و شركة توتال بالتنسيق و الدعوة لحضور  الاجتماع الثالث للدول الموقعة على مذكرة التفاهم المتعلقة بالحفاظ على الأبقار البحرية وموائلها  الطبيعية (مذكرة تفاهم الأطوم)، و تلى ذلك عقد حلقة عمل للخبراء استغرقت يومين حضرها 125 ممارسا في مجال الحفاظ على  ابقار البحر  من جميع أنحاء منطقة الهند والمحيط الهادئ, ولقد كان هذا الاجتماع الأكبر من نوعه في هذا المجال.
وتدعم مروج الأعشاب البحرية مزارع الأسماك في جميع أنحاء منطقة الهند – المحيط الهادئ، ويزداد دورها المتمثل بقدرتها على المساعدة في التخفيف من آثار تغير المناخ, فهي تقوم بتخزن الكربون أربعين مرة أسرع من الغابات الاستوائية المطيرة و تعيش ما نسبته 32 في المائة من حوالي 25 نوعا من فصائل الأسماك في العالم في الأعشاب البحرية كمسكن لها في مرحلة ما من دورة حياتها.
 لكن مع ذلك، فإنه يتم خسارة هذه المساكن من الاعشاب البحرية ذات الإنتاجية العالية بمعدلات أسرع من خسارة الغابات المطيرة كما والشعاب المرجانية، مما يضع الأنواع المهاجرة ضمن نطاق الفصائل المهددة بالانقراض. كما و تدعم مروج الأعشاب البحرية المجتمعات المعتمدة على الصيد، لذلك فإن الحفاظ عليها  يعمل على التخفيف من وطأة الفقر: ففي العديد من البلدان النامية، تعتمد المجتمعات المهمشة على الأعشاب البحرية كما والعديد من الحيوانات الأخرى.
هذا و تعتبر مجموعة أدوات البحث المتعلقة بالأطوم والأعشاب البحرية التي تم إطلاقها حديثا أداة بحث هامة عبر الإنترنت حيث يمكن لكل من مجموعات المجتمع المدني ,العلماء المحليين والهيئات المسؤولة عن المحافظة على الانواع والحكومات أن تقوم بإختيار أنسب الطرق الموحدة للبحث في مجال الأعشاب البحرية وأبقار البحر والمجتمعات المحلية التي تعتمد على النظم الإيكولوجية لكسب عيشها, فعلى سبيل المثال، يساعد معرفة تحركات أبقار البحر و الموارد السمكية المعتمدة على الأعشاب البحرية المجتمعات المحلية على الحفاظ على مصايد الأسماك المستدامة مع المساهمة في نفس الوقت في حماية تعداد أبقار البحر وتحسين سبل عيشها.
 سيتم الترويج لمجموعة أدوات البحث هذه لاستخدامها في مجال أبقار البحر ، ويمكن تكييفها مع أجزاء أخرى من العالم حيث تعيش انواع أخرى من الحيوانات.
و لقد اتفقت الحكومات كمسعى مشترك على العمل مع الأوساط المعنية ببحوث أبقار البحر والأعشاب البحرية وحفظها للقيام بأنشطة بحث ورصد أكثر توحيدا كشرط مسبق وذلك لهدف وضع تدابير خاصة مصممة خصوصا في بلدانها, حيث أنه من شأن تحسين التنسيق بين الدراسات الاستقصائية وتبادل البيانات بشأن تعداد ابقار البحر بين البلدان أن يحسن الحماية الخاصة بهم عبر الحدود.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!