التحقق من الأمن الغذائي في زمن فيروس كورونا المستجد

محمد التفراوتي1 أبريل 2020آخر تحديث :
التحقق من الأمن الغذائي في زمن فيروس كورونا المستجد

آفاق بيئية : ثانوات تينسين*، ثانوات تينسين* ،أغنيس كاليباتا*

 لقد بدأ فيروس كورونا المستجد بالزحف بشكل بطيء باتجاه مجتمعاتنا وبينما نسعى لتأمين صحة وسلامة عائلاتنا فإن الطعام بالنسبة للكثير من الناس لم يكن يبدو مهما ابدا كمصدر للتغذية وبالنسبة للكثير من الناس كمصدر للراحة . ان السؤال المطروح هو انه مع استمرار الاضطراب الاقتصادي هل باستطاعتنا تجنب ازمة غذائية مرتبطة بهذه الجائحة.

WUHAN, CHINA – JANUARY 23: (CHINA OUT)The resident wear masks to buy vegetables in the market on January 23th,2020 in Wuhan, Hubei£¬China . Flights, trains and public transport including buses, subway and ferry services have been temporarily closed and officials have asked residents told to stay in town in order to help stop the outbreak of a strain of coronavirus that has killed 17 people and infected over 500 in places as far away as the United States. This week marks the start of Chinese Lunar New Year holiday, the busiest season for Chinese travellers. (Photo by Getty Images)

إن طبيعة ما نأكله والطريقة التي نأكل بها تؤثر على صحتنا ورفاهيتنا فنحن نعتمد على المزارعين للاستمرار بالعمل في الحقول وعلى امين الصندوق لإن يتوجه للعمل في السوبرماركت وعلى السائقين لتوصيل الطعام للاسواق او الى المنازل ولكن هناك ضغوطات ففي بعض الاماكن فإن الطعام المغذي قد اصبح شحيحا ومن بين المخاوف الاخرى اكتناز الطعام وترك القليل على الرفوف للمستهلكين .

يجب علينا جميعا التصرف حيث يتوجب علينا العمل معا لانقاذ الارواح وتلبية الاحتياجات الفورية وذلك من خلال الاستجابة الطارئة والتخطيط لحلول طويلة المدى من اجل دعم الانتعاش وبناء المرونة والصلابة. يحتاج القادة الذين يتمتعون بروح المسؤولية والحكومات للترويج لموارد غذائية آمنه وباسعار معقولة وحمايتها وخاصة للناس الاكثر ضعفا بالعالم .

لقد كان انعدام الامن الغذائي مشكلة حادة حتى قبل تفشي فيروس كورونا المستجد فأكثر من 820 مليون شخص –واحد من كل تسعه- ليس لديهم طعام كافي ومن بين هولاء هناك 113 يتحملون الجوع الشديد ولدرجة انه يشكل تهديدا مباشرا لحياتهم وسبل عيشهم . ان التأثير الاقتصادي للجائحة سيؤدي الى ارتفاع في هذه الارقام . ان الفئات الاكثر ضعفا هم الفقراء في المناطق الحضرية وسكان المناطق النائية والمهاجرين والعمال الذين يعملون بشكل غير رسمي والناس في مناطق الصراع وغيرها من الفئات الضعيفة وكما لاحظ التحالف الدولي لتحسين التغذية مؤخرا فإن الأفراد الذين يعانون من سوء التغذية مع مناعة ضعيفة هم اكثر عرضة للاصابة عند انتشار الفيروس .

ان أي إستجابة فعالة لإزمة الغذاء المرتبطة بفيروس كورونا المستجد تتطلب النظر في كيفية اعادة هيكلة انظمة الغذاء العالمية والمحلية . ان الهدف هو التحقق من وجود استقرار سياسي ومالي وحماية مجتمعاتنا من تردي الوضع الصحي والتدهور البيئي والتحقق من وجود حيويه اقتصادية وكما هو الحال في الرعاية الطبية ، يجب ان يتم السماح للطعام بعبور الحدود بحرية كما يجب ان يتحقق منتجو الغذاء بإن الطعام الصحي والمغذي متوفر ولا يتم إهداره.

لقد تعلمنا من الركود العظيم 2008-2009 ان الحكومات- وبدعم من المؤسسات المالية والامم المتحدة وغيرها- تستطيع التخفيف من مخاطر نقص الغذاء العالمي والاسعار المرتفعة . لقد أدت حزم التحفيز الى استقرار القطاع الزراعي من خلال توزيع البذور وبرامج الاسمدة وتقديم الدعم للجرارات وغيرها من الالات وتلقى المستهلكين مساعدة غذائية ووجبات مدرسية.

يتوجب على الحكومات عمل حوارات تتميز بالشفافية مع الشركات والوكالات التقنية والمؤسسات الاكاديمية والمجتمع المدني للتصدي للمخاطر الناشئة فنحن بحاجة للبناء على الاليات العالمية الموجودة بالفعل مثل لجنة الامن الغذائي العالمي وذلك من اجل منع ازمات التغذية . ان مثل هذه الكيانات توفر منابر للنقاشات السياسية ومكان لتحديد الأدوات الارشادية والأهم من ذلك كله فإن على المسؤولين الترويج للاستقرار والشفافية والمسائلة وحكم القانون وعدم التمييز في صياغة المعايير التنظيمية للاغذية.

بالاضافة الى ذلك يتوجب على الحكومات تأسيس أو تقوية اليات الحماية الاجتماعية لحماية الناس الاكثر ضعفا . ان كبار السن والمعوقين والنساء الحوامل والمرضعات والاطفال الرضع وطلاب المدارس والسجناء الذين يعتمدون على برامج الغذاء هم الاكثر عرضة لانعدام الامن الغذائي.

ان من الضروري ان نزيد من صلابة ومرونة انظمتنا الغذائية . ان تعزيز ادارة الاسواق وبناء فائض لمنع الاضطرابات في سلاسل التوريد سيساعد في التحقق من ان تلك الانظمة تعمل بشكل سلس خلال الازمة. ان النشاطات المرتبطة بالانتاج والتخزين والتوزيع والمعالجة والتعبئة والتغليف والتجزئة والتسويق فيما يتعلق بالاغذية يجب ان لا تتوقف كما يجب ان تستمر الشركات بالابتكار ونحن بحاجة كذلك الى التدابير اللازمة لحماية العاملين في المجال الغذائي ومنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

ان هذا ليس وقت الذعر والفزع حيث يتوجب علينا ان نظهر التضامن ضمن مجتمعاتنا وذلك حتى يتسنى للسكان الاصليين والمزارع العائلية والمنتجين الريفيين الصغار الاستمرار في الزراعة والحصاد والنقل والبيع للغذاء بدون تعريض السلامة للخطر علما انه من الممكن عمل ذلك.

دعونا نساعد بعضنا البعض للتغلب على هذه الازمة علما انه قبل بداية تفشي هذه الجائحة دعا الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيرس لعقة قمة الانظمة الغذائية في سنة 2021 بهدف تعزيز الامن الغذائي والاستدامة البيئية . نحن لا نستطيع الانتظار فالعمل يجب ان يبدأ الان.

*ثانوات تينسين هي رئيسة لجنة الأمن الغذائي العالمي.

*أغنيس كاليباتا هي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لقمة النظم الغذائية لعام 2021.

*مارتن كول رئيس لجنة الخبراء الرفيعة المستوى المعنية بالأمن الغذائي والتغذية التابعة للجنة الأمن الغذائي العالمي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!