معالجة الجوع وسوء التغذية والتكيف مع تغير المناخ

محمد التفراوتي13 أبريل 2018آخر تحديث :
معالجة الجوع وسوء التغذية والتكيف مع تغير المناخ

المدير العام للفاو يحث دول آسيا والمحيط الهادئ على إعادة الكفاح ضد الجوع إلى مساره الصحيح

آفاق بيئية :  فيجي 

حث المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا الحكومات في دول آسيا والمحيط الهادئ اليوم على زيادة التركيز على تحقيق هدف القضاء على الجوع من خلال تقليص الفقر في الأرياف وتكييف القطاعات الزراعية مع التغير المناخي.

وقال دا سيلفا في افتتاح مؤتمر الفاو الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في فيجي إن “على الدول مضاعفة جهودها لإعادة الكفاح ضد الجوع إلى مساره الصحيح”.

وقال إنه مع أن دول المنطقة أحرزت “تقدماً ملحوظاً” في تخفيض معدلات نقص التغذية خلال العقدين الماضيين، فإن هذا التقدم تباطأ وزادت أعداد من يعانون من الجوع في بعض المناطق، وخاصة في جنوب شرق آسيا.

ومن بين 815 مليون شخص في العالم كانوا يعانون من الجوع عام 2016، يعيش 490 مليون، أو 60 في المائة، في آسيا والمحيط الهادئ.

وأكد المدير العام للفاو على أنه ما يزال بالإمكان تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، والمتعلق بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030. وأوضح قائلاً: “لتحقيق ذلك، من المهم جداً تعزيز صمود المجتمعات الريفية، وخاصة الأسر الزراعية، حيث يتركز الفقر والجوع”.

وقال إن تحقيق الهدف الثاني ليس فقط يعني القضاء على الجوع وإنما أيضاً القضاء على كافة أشكال سوء التغذية، وهو ما يتطلب مساعدة الأسر الزراعية وصيادي الأسماك والرعاة على تعديل أنظمة الإنتاج لديهم وممارسات عملهم. وكان دا سيلفا يتحدث في فعالية المائدة المستديرة الوزارية حول القضاء على الجوع المنعقدة في إطار المؤتمر.

وقال المدير العام للفاو إنه من الضروري أيضاً أن تعالج الدول المعوقات الاقتصادية والاجتماعية والفنية الكثيرة التي تواجهها الأسر الزراعية، موضحاً أن النمو الاقتصادي السريع في المنطقة لم يؤدي إلى مداخيل أعلى للمجتمعات الريفية. ولمعالجة هذا الأمر، دعا دا سيلفا إلى توفير أنظمة حماية اجتماعية وبرامج تغذية مدرسية تستخدم فيها منتجات غذائية محلية يتم شرائها من الأسر الزراعية القريبة، مؤكداً أن مثل هذه المعالجات فعالة جداً.

جزر المحيط الهادئ تعاني من آثار تغير المناخ وانتشار السمنة

وقال دا سيلفا أن البلدان الجزرية الصغيرة النامية، ولا سيما جزر المحيط الهادئ، هي أكثر الدول عرضة لآثار تغير المناخ. وخلال الأيام العشرة الأخيرة وحدها، تعرضت فيجي لإعصاري خوسيه وكيني، وهذا يدل على أن تكيف البلدان الجزرية الصغيرة النامية مع تغير المناخ ومدى قدرتها على الصمود أمام الكوارث ليس فقط شرطاً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة، بل هو “مسألة تتعلق بالبقاء على قيد الحياة”.

وأكد المدير العام أيضاً على أن جزر المحيط الهادئ تصارع مشكلة عالمية أخرى، وهي انتشار وباء زيادة الوزن والسمنة.

وقال: “الوضع في جزر المحيط الهادئ ينذر بالخطر. إذ يوجد هنا أعلى معدلات السمنة في العالم”. وتشير الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك حالات وصلت فيها نسبة سكان الجزر الذين يعانون من زيادة الوزن إلى 90 في المائة.

وأشار دا سيلفا إلى ضرورة قيام البلدان بالتشجيع على الأنظمة الغذائية الصحية نظراً لزيادة استهلاك الأغذية المصنعة والغنية بالملح والسكريات التي تعتبر العامل الرئيسي لزيادة الوزن والسمنة.

وقال بهذا الشأن: “إن وضع سياسات وطنية عامة هو أمر ضروري لتعزيز التغذية باعتبارها قضية عامة، المسؤولية تقع على عاتق الجميع ويجب أن يكون المستهلكون على دراية بفوائد وأضرار ما يأكلونه. وهذا يتضمن التثقيف التغذوي، ورفع الوعي، فضلاً عن وضع الضوابط على التوسيم والإعلانات”.

وبهذا الصدد، يمثل برنامج العمل العالمي حول الأمن الغذائي والتغذية أداة أساسية ستعمل من خلالها السياسات الإقليمية والعالمية على تلبية احتياجات وأولويات البلدان الجزرية الصغيرة النامية.

وقال المدير العام للفاو: “أدعو شركاءنا الدوليين والإقليميين إلى التعاون والعمل مع البلدان الجزرية الصغيرة النامية لتنفيذ برنامج العمل العالمي، وتقديم الدعم الفني والمادي حيثما أمكن”.

الفاو تدعم استخدام الدول لصندوق المناخ الأخضر

ودعا غرازيانو دا سيلفا البلدان إلى اقتراح أفضل طريقة يمكن من خلالها أن تساعد الفاو في تخطيط وتنفيذ الإجراءات وجمع الدعم المالي لبناء القدرة على صمود سبل العيش في الأرياف.

وتدعم المنظمة حالياً 12 مشروعاً في المنطقة للاستفادة من صندوق المناخ الأخضر، وهي آلية تساعد الدول النامية على تمويل جهود التصدي لتغير المناخ. وفي منطقة المحيط الهادئ الفرعية، تعمل المنظمة على إطلاق خمسة مشاريع في البلدان التالية: جزر كوك وفيجي وتونغا وفانواتو وساموا وجزر سليمان.

الأميرة مها تشاكري سيريندورن سفيرة النوايا الحسنة للقضاء على الجوع

وفي رسالة بالفيديو إلى المؤتمر، أكدت الأميرة التايلندية مها تشاكري سيريندورن على الحاجة إلى مقاربة شاملة للقضاء على الجوع وسوء التغذية بكافة أشكالها ودعت إلى تنويع زراعي أكبر. وقالت الأميرة، وهي سفيرة نوايا حسنة للفاو للقضاء على الجوع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ: “الإفراط في الاعتماد على محاصيل قليلة يعني أننا لا نقضي وقتاً كافياً أو نستخدم موارد كافية لإنتاج أغذية أخرى مغذية أكثر، مثل الحليب والبيض والبقوليات والفواكه والخضروات. علينا العمل بجد لتنويع الزراعة والأنظمة الغذائية لضمان تغذية صحية ومعالجة سوء التغذية بكافة أشكالها”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!