تقرير “أفد” في الجامعة الأردنية والاسكوا
قدّم المنتدى العربي للبيئة والتنمية “أفد” تقريره عن الاقتصاد الأخضر في عمّان ضمن ندوة استضافتها الجامعة الأردنية ونظمتها جمعية البيئة الأردنية، وذلك ضمن جولة إقليمية لتقديم التقرير ومناقشة توصياته مع الجمهور والمسؤولين في العالم العربي. وكان تقرير أفد السنوي الرابع بعنوان “الاقتصاد الأخضر في عالم عربي متغيّر” قد أطلق خلال المؤتمر الذي عقد في بيروت في تشرين الأول 2011. يشار إلى أن الندوة في عمّان عقدت في قاعة المحاضرات في كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأردنية، استقطبت مئات الطلاب والأساتذة والمسؤولين وقادة الأعمال، وتميزت بنقاش حي شارك فيه الحضور بفعالية.
في كلمتها الافتتاحية أيّدت نائبة رئيس الجامعة الدكتورة هالة الخيمي نتائج تقرير “أفد”، مشيرة إلى أهمية تقديمه في كلية إدارة الأعمال بالذات، حيث أن السياسات البيئية يجب أن ترتكز على العلم ولا يمكن تنفيذها إلا عبر التدابير الاقتصادية. كما أعلن عميد كلية إدارة الأعمال الدكتور موسى اللوزي عن إضافة مادة الاقتصاد الأخضر إلى المنهج الدراسي. أما رئيس جمعية البيئة الأردنية الدكتور محمد المصالحة، وهو أيضاً عميد كلية الدراسات الدولية في الجامعة الأردنية، فرحب بالضيوف وأعلن أنه تمّ بالفعل اعتماد تقرير “أفد” كمادة قراءة الزامية في الكلية.
في تقديمه لنتائج التقرير، أشار نجيب صعب أمين عام المنتدى إلى أن الاقتصاد الأخضر هو الطريق الصحيح لتحقيق التغيير المستدام في البلدان العربية، فقال “أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت بالناس إلى الميادين في البلدان العربية كان المطالبة بتأمين وظائف، وتقرير أفد يُظهر بوضوح أن الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر سيخلق فرص عمل لائقة ومستدامة”. كما شدّد صعب على أهمية إجراء تعديلات في السياسات العامة.
أختتمت الندوة بجلسة نقاش أدارها الدكتور المصالحة وشارك فيها رئيس جامعة البتراء ورئيس الوزراء السابق الدكتور عدنان بدران ورئيس الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وزير الطاقة والبيئة السابق خالد الإيراني ونجيب صعب. وقد شّدد الدكتور بدران في حديثه على ضرورة الانتقال إلى الطاقة المتجددة وتحدث عن المثل الأردني، حيث تصل فاتورة الطاقة إلى 4 بلايين دينار، وهي كلها طاقة مستوردة، ما يشكّل ثلث الدخل القومي. وتعليقاً على تحذير الإيراني من أن الأردن لن يتمكن من تحقيق هدفه بزيادة انتاجه من الطاقة المتجددة، وهي 2% حالياً لتصل إلى 10% بحلول 2020، قال بدران بأن هذا الهدف يجب أن يتحقق بحلول 2015 بدلاً من أن يتم تأجيله، ويجب أن يترافق ذلك مع تدابير جذرية لتشجيع الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، عن طريق رفع الدعم عن الطاقة التقليدية.
وكان صعب قد تحدث أمس الأول في الجلسة الوزارية ضمن الاجتماع الـ 27 للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، التي عقدت في بيروت، حول التحضيرات العربية الاقليمية لمؤتمر ريو. ترأس الجلسة وزير الاقتصاد الاماراتي السيد سلطان المنصوري وشارك فيها كل من وزيرة البيئة التونسية السيدة ماميّة البنّا ووزير البيئة الفلسطيني يوسف أبو صفية. وقد ناقش صعب خلال الجلسة مضامين الاقتصاد الأخضر المطروحة على قمة ريو، وقدم توصيات المنتدى لموقف عربي موحد، واقترح مسارات لتوحيد موقف البلدان العربية قبل قمة ريو وتهيئة الطريق لمشاركة فعّالة. وقد تم التركيز حول كيف يمكن للاقتصاد الأخضر أن يشكّل استجابة للتحديات في المنطقة العربية، خاصة لجهة خلق فرص جديدة للشباب ومعالجة الانماء غير المتوازن. وقد اقترح صعب استخدام التمويل الأخضر ونقل التكنولوجيا لتعبئة موارد مالية كافية لتحقيق التنمية المستدامة.