آفاق بيئية: مصطفى بنرامل*
تخليد اليوم العالمي الطيور المهاجرة بالقنيطرة أيام 10-11 ماي 2024 بالقنيطرة
نظمت جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ وجمعية ربيع مرجة الفوارات للتنمية “الملتقى الأول لربيع مرجة الفوارات 2024″ وذلك من خلال تنظيم حملة تحسيسية وتوعوية ونظافة بمناسبة اليوم العالمي للطيور المهاجرة في عام 2024 الذي يصادف السبت الثاني من شهر ماي لكل سنة والذي يتوافق مع 11 يناير لعام 2024، واتخذ شعار هذه السنة “حماية الحشرات، حماية للطيور“ وهو تركيز على أهمية الحشرات للطيور المهاجرة، وتسليط الضوء على المخاوف المتعلقة بانخفاض أعداد الحشرات، مما يشكل تهديدا للأمن الغذائي والصحي مما قد يساهم في تدهور المنظومة البيئية والتنوع البيولوجي على السواء.
وأقيمت فعاليات الملتقى الأول أيام 10-11 ماي 2024 في فضاءات إيكولوجية بكل من القنيطرة بالتنسيق مع المديرية الجهوية والإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات وجماعة القنيطرة والسلطة المحلية.
وأكد الخبير البيئي مصطفى بنرامل، “رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ”، أنه تم اتخاذ شعار عام 2024 لليوم العالمي للطيور المهاجرة: “حماية الحشرات، حماية للطيور”، لأن الحشرات تعتبر مصادرا أساسيا للطاقة الحيوية للعديد من أنواع الطيور المهاجرة، ليس فقط خلال مواسم التكاثر ولكن أيضًا خلال رحلاتها الواسعة، وتؤثر بشكل كبير على توقيت هجرة الطيور ومدتها ونجاحها بشكل عام.
وأوضح أنه على طول طرق هجرتها، تبحث الطيور بنشاط عن الحشرات في الحقول والغابات والأراضي الرطبة والموائل المختلفة أثناء توقفها. غالبًا ما يتزامن توقيت هجرة الطيور مع ذروة وفرة الحشرات في مواقع التوقف، مما يوفر التغذية للطيور لتجديد احتياطيات الطاقة لديها قبل مواصلة رحلاتها.
وحذر في سياق كلامه أنه، إن تم فقدان واضطراب أعداد الحشرات في مواقع التكاثر وعلى طول طرق هجرة الطيور، قد يهدد بقاء الطيور ورفاهيتها. المساحات الطبيعية مثل الغابات والمراعي التي تم تحويلها أو تعرضها للخطر بسبب الزراعة المكثفة والتنمية الحضرية وتأثيراتها مثل التلوث الضوئي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض أعداد الحشرات. المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب المصممة لحماية المحاصيل تضر بالحشرات التي تعتمد عليها الطيور في الغذاء. يمكن لندرة الحشرات الغنية بالطاقة والبروتين أن تعيق هجرة الطيور وتكاثرها، مما يؤدي إلى إضعاف أجهزة المناعة، وانخفاض النجاح الإنجابي، وزيادة معدلات الوفيات لكل من الطيور البالغة ونسلها.
وعلى مدى العصور والأزمنة، لعبت ومازالت تلعب الطيور أدوارًا حاسمة في التلقيح ومكافحة الآفات، كما أن نقص الحشرات يعطل وظائف النظام البيئي هذه. يمكن أن يؤدي الاكتظاظ السكاني لبعض الحشرات، دون وجود مفترسات طبيعية من الطيور، إلى تفشي المرض مما يضر بصحة النبات والزراعة.
في حين تحدث الناشط البيئي رشيد شضوشي، “رئيس جمعية ربيع مرجة الفوارات للتنمية”، أن تنظيم هذه الحملة يأتي تخليدا لليوم العالمي للطيور المهاجرة في عام 2024، مؤكدا خلالها على الحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية لحفظ التنوع البيولوجي. ويشمل ذلك، الحد من استخدام المبيدات والأسمدة، والتحول إلى الزراعة العضوية حيثما أمكن ذلك. وتشمل التدابير الأخرى الحفاظ على مناطق النباتات الطبيعية وربطها والتي توفر الغذاء والمأوى للطيور والأنواع الأخرى في المناظر الطبيعية الزراعية.
وتجدر الإشارة، أنه في عام 2024، سيتم الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة على مدى يومين، 11 مايو و12 أكتوبر، بما يتماشى مع الطبيعة الدورية لهجرة الطيور في نصفي الكرة الأرضية المختلفين ذهابا وإيابا.
في اليوم الأول، نظمت مائدة مستديرة تفاعلية حول موضوع: “محمية مرجة الفوارات؛ شهادات من الماضي الحي من أجل بلورة مستقبل زاهر وفق المقاربة التشاركية” التي حضرها ثلة من ساكنة المرجة التي عايشوها من الصغر للكبر، وحكوا حكاياتها لأطفالهم وأحفادهم وأبناء أحفادهم من أجل الغوص في ذكرياتها الجميلة الخضراء والطيور تحوم فوق رؤوسهم مرحبة في فضاءاتها الإيكولوجية.
وفي كلمته الافتتاحية للشاب سفيان البصراوي، عضو جمعية ربيع مرجة الفوارات للتنمية، رحب خلالها بكل المشاركات والمشاركين من ساكنة محلية مجاورة للمرجة، وكل الشركاء المساهمين من أجل تنظيم الملتقى الربيعي الأول لمرجة الفوارت.
وأوضح بإن الحملة التحسيسية والنظافة التي نقوم بها، تأتي تتمة للمسار الذي عملنا عليه ومازلنا نسير وفقه من أجل استعادة المنظومة الطبيعية لمحمية مرجة الفوارات. وأكد على أن تخليد اليوم العالمي للطيور المهاجرة اليوم ليس فقط هو اهتمام للطيور وباقي الحيوانات والتي أصبحت تحج بالآلاف كل سنة إما للاستراحة أو الغذاء أو قضاء فصل الشتاء بالمرجة، بل هو اهتمام من أجل جعل الفضاء الإيكولوجي لمحمية مرجة الفورات محجا أيضا للزوار بالآلاف أيضا وذلك نظرا للأهمية البيئية التي أصبحت تحتلها كموقع طبيعي ذو أهمية عالمية ومصنف ضمن لائحة رامسار الدولية منذ سنة 2018.
وقالت البحثتان في مجال المناطق الرطبة “نهيلة البوحلي وهند المباركي” بجامعة ابن طفيل تحث إشراف الأستاذ الجامعي “الدكتور محمد أيت ناصر”، أن تنفيذ هذه الحملة اليوم، يعتبر استمرار عمل دؤوب من أجل جعل المحمية رافعة للتنمية المحلية وفضاء ترفيهي طبيعي بمواصفات عالمية وخصوصا أنه يقع بالقلب النابض لمدينة القنيطرة. وعبرتا عن سعادتهما وفرحة الجميع بهذا الفضاء الطبيعي، وتمنيا النجاح لكل فعاليات الملتقى الربيعي الأول لمحمية مرجة الفوارات ومنه نشكر شريكنا فيه جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ وباقي المساهمين والداعمين لهذا العمل البيئي التنموي التضامين من أجل مستقبل أحسن لمدينة القنيطرة.
وخلال فعاليات اليوم الثاني من الملتقى الأول لربيع مرجة الفوارات، والتي كانت عبارة عن حملة توعية ونظافة بمحيط مرجة الفوارات بالقنيطرة، والتي شارك فيها أيضا عدد من الفاعلين المدنيين والباحثين الجامعيين والأساتذة الأكاديميين بالإضافة لممثل المديرية الإقليمية للمياه والغابات بالقنيطرة، حيث نصبت خيمة كبيرة لاستقبال زوار المرجة في ذلك اليوم وجعلها فضاء لحلقة تفكيرية حول الموضوع من أجل بلور التوصيات الخاصة لتقديمه للجهات الرسمية والجماعات الترابية.
وبعد كلمة الافتتاحية للخبير البيئي “مصطفى بنرامل”، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، بالقرب من مياه والنباتات الإلفمائية لمرجة الفوارات، تم القيام بحملة نظافة تطوعية من طرف المشاركات والمشاركين وسكان الأحياء المجاورة للفضاء الايكولوجي الذي حبا الله به مدينة القنيطرة الجميلة من أجل جمع النفايات البلاستيكية المتناثرة هنا وهناك بشكل عشوائي.
وفي كلمة للسيد بوسلهام الشليخ، الفاعل والناشط المدني والبيئي من مدينة القنيطرة أحد المشاركين في أنشطة الملتقى، أكد خلالها أن ملتقى بيع مرجة الفوارات الأول استطاع أن يؤثر في الجميع من خال فقرات التحسيس والتوعية التي دعت للحفاظ على هذه الهبة الربانية من التلوث أو تدهور المكونات الطبيعية لمحمية مرجة الفوارات. والتي تعتبر موقعا عالميا مصنفي ضمن لائحة رامسار للمناطق الرطبة بالمغرب. فالمحمية يتوافد عليها آلاف من الطيور المهاجرة، بالإضافة إلى غننى تنوعها البيولوجي، وذلك لما تتوفر عليه من كائنات حية متنوعة من الاسماء ثديات وبرمائيات وزواحف ونباتات وحشرات…
وفي ختام فعاليات ملتقى ربيع مرجة الفوارات الأول، تم رفع مجموعة من التوصيات والمقترحات لبرامج ومشاريع يمكن تقديمها للجهات الرسمية، التي من المنتظر أن تساهم في تنمية الموقع الطبيعي في أفق تهيئته من جهة، وكذا ستمكن من العمل على تقديم طلب نيل القنيطرة شارة المدينة الرطبة في أفق 2028.