للدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقلّ نموًا والبلدان النامية غير الساحلية
الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقلّ نموًا والبلدان النامية غير الساحلية
تُسمِع صوتها خلال مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ
آفاق بيئية : بانكوك / تيمفو
شكّل مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ الذي بدأ أعماله يوم أمس بصورة افتراضية بضيافة حكومة بوتان الملكية، منصة هامة للمنظمة والمجتمع الدولي للإصغاء إلى أصوات البلدان التي هي في العادة الأشد عرضة للصدمات على غرار تأثيرات جائحة كوفيد-19، ألا وهي الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقلّ نموًا والبلدان النامية غير الساحلية.
وقد شاركت وفود من جزر المحيط الهادئ مشاركة نشطة خلال أول يومين من المناقشات الفنية مُبدية بذلك اهتمامها في التحديات والتأثيرات الناشئة عن جائحة كوفيد-19 وسواها من القضايا الملحّة.
وأشار وفد توكيلاو، وهو إقليم لا يتمتع بحكم ذاتي تابع لنيوزيلندا وعضو منتسب في المنظمة، إلى عدم تسجيل أي حالة كوفيد-19 لدى السكان حتى تاريخه، وعددهم لا يتعدى 400 1 نسمة. غير أنّ أمنهم الغذائي معرّض للخطر.
وقال الوفد “نتوجّه بالتهنئة على كل ما تبذله البلدان من جهود، لا سيّما بلدان جماعة المحيط الهادئ التي ننتمي إليها، من أجل مكافحة كوفيد-19 وإبقاء توكيلاو خالية من كوفيد-19. لكنّ أمننا الغذائي سيتأثر بشدّة بفعل القيود المفروضة حاليًا على حركة السفر. وتنبثق المخاطر الناشئة عن كوفيد-19 في احتمال أن يكون وجود عثرة واحدة في أمننا الحيوي فتاكًا بالنسبة إلى ديمومة شعبنا في الأجل الطويل.”
أما توفالو، وهي جزيرة صغيرة أخرى من جزر المحيط الهادئ، فقد سعت إلى اتخاذ إجراءات داخلية للتخفيف من وطأة أثر الاختلالات في التجارة الدولية: “ثمة تهديد كبير محدق بإمدادات الأغذية المستوردة. لذا جرى تشجيع الأشخاص، في ظلّ هذا التفشي غير المسبوق لكوفيد-19، على زيادة أنشطتهم في مجالي الزراعة وصيد الأسماك.”
وكانت أيضًا تأثيرات تغير المناخ في صدارة جدول أعمال جزر المحيط الهادئ خلال المؤتمر الإقليمي للمنظمة. وطلب وفد ساموا دعمًا دوليًا لتعزيز قدرة نظمها الزراعية الغذائية على الصمود. “إننا نتطلّع إلى تلقي ساموا المساعدة من المنظمة، خاصة في ظلّ التأثيرات السلبية لتغير المناخ، بما يضمن إرساء ممارساتنا الخاصة بإدارة الموارد الزراعية والسمكية؛ فضلاً عن تعزيز وتدعيم التدابير التي اتخذناها لزيادة قدرتنا على مواجهة تغير المناخ والتخفيف من المخاطر الناجمة عنه”.
وأشارت ساموا كذلك إلى تهديد آخر وهو أنّ: “حمى الخنازير الأفريقية تتغلغل شيئًا فشيئًا إلى جزر المحيط الهادئ وإننا نقرّ بأهمية المساعدة من خلال توفير موارد للتوعية العامة من أجل إطلاع شعوبنا على التدابير الوقائية.”
وسلّط بدوره وفد بابوا غينيا الجديدة الضوء على الموضوعين كليهما، أي تغيّر المناخ وحمى الخنازير الأفريقية. فقد اعتبر الوفد أنه “بالنسبة إلى تغير المناخ، تؤيد بابوا غينيا الجديدة أي مبادرات لتطوير أو تشجيع التكنولوجيات الزراعية الذكية مناخيًا الملائمة في بلدان آسيا والمحيط الهادئ من خلال ترتيبات من قبيل التعاون بين بلدان الجنوب وتعميم قضايا المرأة في العمليات الزراعية” مشيرًا إلى أنّ السلامة البيولوجية عبر الحدود تكتسي أهميّة أساسية لمواجهة توسّع حمى الخنازير الأفريقية ودودة الحشد الخريفية.
الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقلّ نموًا والبلدان النامية غير الساحلية هي أولوية لمنظمة الأغذية والزراعة
بعد وقت قصير على تولي السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، مهامه خلال شهر غشت 2019، أسندت أولوية قصوى إلى الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقل نموًا والبلدان النامية غير الساحلية في إطار الجهود التي تبذلها المنظمة للحد من الجوع وحفز الطاقات الزراعية في العالم.
وفي هذا السياق، وافق الأعضاء في المنظمة على اقتراح المدير العام إنشاء مكتب خاص يُعنى فقط بالتحديات التي تعترض تلك البلدان ويعمل على تحفيز التنسيق بين مختلف القطاعات وعلى تشجيع الإجراءات الإنمائية.
وقد جرى أيضًا اعتبار تلك البلدان محور تركيز مبادرة العمل يدًا بيد التي أطلقها المدير العام السيد شو دونيو والتي تستخدم التحليل القائم على البيانات والأدلّة لتحديد موضع العمل وكيفيته من أجل تحقيق أكبر تأثيرات ممكنة في مجالي الفقر والجوع.
وخلال المؤتمر الإقليمي، توجه وفد فيجي بالشكر إلى المنظمة على “ما قدّمته من دعم من أجل جمع البيانات وتحليلها” وهو ما ساعد البلاد على صنع القرارات بالاستناد إلى الأدلّة. “لقد شمل التعداد الزراعي الذي أجريناه هذا العام للمرة الأولى قطاعي الغابات ومصايد الأسماك. وسيشمل للمرة الأولى أيضًا بيانات مفصلة عن الجنسين.”
وأشادت بدورها ميانمار، وهي من بين البلدان الأقلّ نموًا، بعمل المنظمة لدعم الفئات الأشدّ ضعفًا، خاصة من خلال مبادرة العمل يدًا بيد: “يكتسي التقييم السريع لأثر كوفيد-19 الذي أعدّته المنظمة أهمية خاصة للمساعدة في إعداد الخطة الحكومية. وفي اعتقادنا أنّ مبادرة العمل يدًا بيد سوف تفتح صفحة جديدة وستشكل منصة جديدة وستتيح فرصة جديدة لإقليمنا. وإنّ ميانمار تؤيّد هذه المبادرة وهي على أتمّ الاستعداد للتعاون معها بالكامل.”
وتعتزم المنظمة أيضًا مساندة تلك البلدان من خلال برنامج المنظمة للاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها الذي أطلق مؤخرًا بغرض التخفيف من التأثيرات الفورية لجائحة كوفيد-19 بموازاة تعزيز قدرة النظم الغذائية وسبل العيش على الصمود في الأجل الطويل.
أما بوتان، التي تصنّف ضمن البلدان الأقلّ نموًا والبلدان النامية غير الساحلية على حد سواء، فقد هنّأت المنظمة وأبرزت هيكلها الخاص باللامركزية في سبيل مساندة البلدان الأعضاء: “نودّ أن نشيد بعمل المنظمة الاستباقي بالنسبة إلى جائحة كوفيد-19 المستشرية حاليًا وأثرها على الزراعة والأغذية. وإنّ الأوضاع التي نمرّ بها تزيدنا قناعة بالدور الهام للغاية الذي تضطلع به مكاتب المنظمة في بلداننا.”
وسيواصل مؤتمر المنظمة الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ أعماله حتى يوم الجمعة 4 سبتمبر/أيلول. ومن المقرر أن يبدأ الشق الوزاري الرفيع المستوى أعماله يوم الخميس على أن يكون المدير العام السيد شو دونيو، المتحدث الرئيسي فيه. وبالإمكان متابعة جميع جلسات المؤتمر عبر البثّ المباشر على الإنترنت.