محمد بلحسان من مدينة أرفود يفوز بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر عن فئة الشخصية المؤثرة
آفاق بيئية : محمد التفراوتي
وضعت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار عمل خططها التنموية، تأسيس صناعة إنتاج التمر كأحد أولوياتها وفي أفق ثمة جهود متواصلة لزيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين استغلال كافة الموارد المتاحة. وفي هذا الإطار، أسست جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر بغية تعزيز إجراء أبحاث نخيل التمر وانتشارها في العالم وبغية تقدير من قدموا إسهامات جليلة في هذا المجال من أفراد ومؤسسات. وتعد الجائزة مستقلة ومحايدة تمنح سنوياً للعلماء والمنتجين البارزين والشخصيات والمؤسسات المؤثرة التي أسهمت في مجال الأبحاث والتنمية الخاصة بنخيل التمر.
وتروم فئات الجائزة البحوث والدراسات المتميزة في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور والمنتجون المتميزون في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور ثم أفضل تقنية في مجال زراعة النخيل وانتاج التمور وكذا أفضل مشروع تنموي في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور فضلا عن الشخصية المؤثرة في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور.
وفاز الفلاح المغربي محمد بلحسان من منطقة أرفود ، بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر في دورتها الثالثة تقديرا للأبحاث والمشاريع والدراسات التي تعنى بتطوير زراعة النخيل وذلك عن فئة الشخصية المتميزة في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور والتي تقدر قيمتها المالية ب300 ألف درهم إماراتي. وذلك لدوره البارز في خدمة قطاع النخيل والعاملين في صناعة التمور والشجرة المباركة على مستوى المملكة المغربية ولرعاية وتحسين جودة إنتاج ضيعته النموذجية لزراعة النخيل بمنطقة أرفود، والتي تمتد على مساحة تناهز 70 هكتار، وتضم حوالي 6000 نخلة تتوزع على أصناف تمور المجهول والفكوس والخلط.
وفي حفل بهيج ، بقصرالإمارات في العاصمةأبوظبي،عبر الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال حفل كريم الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر في دورتهاالثالثة عن عميق شكره وبالغ تقديره وامتنانه إلى راعي الجائزة، رئيس الدولة ، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأشاد بجهوده الكبيرة التي يبذلها من أجل تحقيق التنمية الشاملة، على اعتبار أن شجرة نخيل التمر هي أحد ركائز تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع المحلي بالإمارات. وتطوير طرق زراعة شجرة نخيل التمر ، وتحقيق الفائدة القصوى من زراعتها وتسويق إنتاجها على أكمل وجهانطلاقا من كونها احد ركائز الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني لكثير من دول العالم.
وهنأ رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر الشيخ نهيان مبارك آل نهيان ، جميع الفائزين على فوزهم بفئات الجائزة وأن الجائزة على الرغم من تاريخها القصير أصبحت رائدة عالمياً وعلامة مضيئة في مجال نخيل التمر، وموضع تقدير كبير واحترام أكبر في كافة الدوائر المهتمة بالنخلة على مستوى العالم، يتابعون مسيرة الفائزين بها بإعجاب وتقدير، يهتمون بإنتاجهم العلمي، وإسهاماتهم المتميزة، ويدركون دور هذه الجائزة، في بثّ الحيوية والنشاط، في جهود البحث والتطوير، بين الباحثين والمزارعين، وتسهم في تنمية المعارف ونشر نتائج الدراسات والتجارب في الدولة والمنطقة والعالم. وأن “ احتفالنا اليوم، إنما هو كذلك، مناسبة نأمل فيها، أن نكون على قدر توقعات صاحب السمو الوالد رئيس الدولة (حفظه الله)، في الاستجابة إلى توجيهاته الدائمة، نحو الجودة والتميز، في كافة جوانب العمل، ليس فقط في قطاع النخيل وحده، ولكن أيضاً، في جميع المجالات، وعلى كافة المستويات“ .
كما هنأ رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، في نفس السياق ، الشخصيات المكرمة بالجائزة في دورتها الثالثة 2011 وعلى رأسها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسعادة الدكتور جاك ضيوف مدير عام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وسعادة عبد الله محمد المسعود رئيس المجلس الاستشاري الوطني بإمارة أبوظبي. على جهودهم المتميزة ودورهم المؤثر في خدمة شجرة نخيل التمر والعاملين في قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على مستوى المنطقة والعالم.
كما تقدم بتحية خاصة إلى كل من اشترك في مسابقات الجائزة لهذا العام، مقدراً ما يمثله كل منهم، من مستويات رفيعة للنجاح والإنجاز، في مجال نخيل التمر، وراجياً أن يكونوا دائماً، نماذج طيبة لزملائهم، بل وأيضاً، أن يكون حصولهم على الجائزة، قوة دفعٍ لعطاءٍ أكبر، وإنجازٍ أوسع. إننا إذ نحتفي اليوم بإنجازاتكم المتميزة، أيها الفائزون بالجائزة، فإنما نعبر في واقع الأمر، عن ثقتنا الكبيرة، في مكانة العلم والعلماء، في تشكيل مسيرة هذا العالم، بل وعن قناعتنا الأكيدة، أنكم بعملكم، وجهودكم، وحرصكم الدائم على التجويد والتطوير ـ ستكونون دائماً، نماذج ملهمة، ليس فقط لزملائكم، بل وللأجيال الصاعدة كذلك.
وأفاد الدكتور جاك ضيوف مدير عام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) عضو مجلس أمناء الجائزة خلال حفل الافتتاح أن احتضان دولة الإمارات العربية المتحدة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر لم يأت من فراغ ولكن لباعها الطويل وخبرتها في هذا المجال. حيث تتمتع الجائزة بمكانة مرموقة على المستوى الدولي وستستمر دولة الإمارات بأن تكون رائدة في دعم الجهود الإقليمية والدولية في مجال زراعة نخيل التمر نظراً لأهميتها الاقتصادية في مكافحة الفقر والجوع في العديد من البلدان حول العالم. الأمر الذي من شأنه أن يدعم الأمن الغذائي والاستقرار والسلام في العالم أجمع.
و أشاد جاك ضيوف بالرؤية العميقة لمؤسس هذا البلد الطيب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والفضل يرجع إلى عمق رؤيته لأن يصل عدد أشجار نخيل التمر في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذا العدد الذي يضاهي به دول العالم قاطبة. واستمراراً لتلك الرؤية حقق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) إنجازات عظيمة بمجهوداته الدؤوبة لمواصلة زراعة أشجار نخيل التمر.
ولم تتخلى دولة الإمارات عن هدفها في الحفاظ على التنمية المستدامة والشاهد على ذلك أن البلاد حققت قفزات نوعية في محاربة التصحر وتوسيع الغطاء النباتي وتشجيع تطوير ونمو الصناعات الغذائية القائمة على نخيل التمر. وتساهم هذه الخطوات بشكل جوهري في التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقدم جاك ضيوف التهنئة لكل الباحثين والمنتجين والمخترعين الذين فازوا بجوائز فئات الجائزة في دورتها الثالثة 2011. ونقدر جهود كل من لم يحالفه الحظ بالفوز عسى أن نراه في الأعوام القادمة. كما شكر مجلس أمناء الجائزة وأمانتها العامة على جهودها المتميزة وإدارتها الفائقة التي أوصلت صوت الجائزة ورفعت صوت الإمارات عالياً في سماء العالم خصوصاً في الأوساط العلمية (جامعات، مختبرات، مراكز بحوث..) المختصة بزراعة النخيل وإنتاج التمور في مختلف أرجاء العالم بما يؤكد على البعد العالمي للجائزة وهي تحمل هوية الإمارات وبصمتها الوطنية بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والمتابعة الحثيثة من سمو الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر.
فئة البحوث والدراسات المتميزةفي مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور هو الدكتورإبراهيم بن صقر المسلًم عن المشروع الدراسي للمركب الجيني لنخيل التمر بالمملكة العربية السعودية وجائزته 300 ألف درهم ودرع تذكاري وشهادة تقدير. أما الفائزالثاني فكان من نصيب المركز الدولي للزراعة الملحية وذلك عن أهمية الميكورايزا لتطوير إنتاجية النخيل بدولة الإمارات العربية المتحدةوجائزته 200 ألف درهم ودرع تذكاري وشهادة تقدير في حين فاز بالفئةالثانية، فئة المنتجون المتميزون في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور، الدكتور عبدالله محمد عرعر / المزرعة النموذجية لإنتاج التمور المملكة الأردنية الهاشميةوجائزته 300 ألف درهم ودرع تذكاري وشهادة تقدير. كما نال الفائزالثاني م. عبد الوهاب علي نقي النقي / المزارع النسيجية بدولة الكويت بجائزة 200 ألف درهم ودرع تذكاري وشهادة تقدير.
أما الفائز الثاني عن الهيئة الهندسية بوزارة الدفاع / جهاز الكشف عن سوسة النخيل الحمراء الجمهورية العربية المصرية فكانت جائزته 200 ألف درهم ودرع تذكاري وشهادة تقدير.
الفئة الرابعة في أفضل مشروع تنموي في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور نال جائزتها، كفائز أول، شركة الظاهرة الزراعية عن مشروع تنمية النخيل بدولة ناميبيا بدولة الإمارات العربية المتحدة وجائزته 300 ألف درهم ودرع تذكاري وشهادة تقدير. ليفوز صندوق التنمية الزراعية والسمكية عن مشاريع تنمية وتطوير النخيل من نفس الفئة بسلطنة عمان وجائزته 200 ألف درهم ودرع تذكاري وشهادة تقدير.وهكذا فاز المغربي السيد محمد بلحسان عن الفئة الخامسة، فئة الشخصيةالمتميزةفي مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور ، وجائزته 300 ألف درهم ودرع تذكاري وشهادة تقدير.
ويشار أن المغربي بلحسان محمد رئيس الفدرالية الوطنية لمنتجي التمور ونائب رئيس الفدرالية المهنية للتمور بالمملكة المغربية ، ورئيس المجلس الإقليمي لتافيلالت ومستشار بمجلس المستشارين بالمغرب ومقاول وفلاح، شخصية اكتسبت حنكتها السياسية والتنظيمية والتدبيرية بالواحات المغربية وتحت ظلال نخيلها. واعترافاً لها بما أسدت إليه من خيرات، فقد تجند السيد بلحسان ليكون خادمها بكل مؤهلاته وقدراته. وهكذا وانطلاقاً من تشخيص واقعي لقطاع النخيل بالمملكة وبالتعاون مع كل الجهات المعنية الحكومية والغير الحكومية، فقد بذل جهوداً جبارة ومتميزة لإحداث هياكل مهنية منظمة لكل الفاعلين في سلسلة إنتاج التمور وقطاع النخيل متجسدة في الفدرالية الوطنية لمنتجي التمور والفدرالية البين مهنية للتمور. وتعتبر هذه الهياكل انجاز رائد ونموذج فعال لتجميع كل قوى الإنتاج للنهوض بقطاع النخيل وتحديثه بالمملكة المغربية. وفي وقت وجيز فقد استطاع أن يخلق من شبه العدم تنظيمات مهنية قادرة على رفع التحديات وفاعلة في أجواء يطبعها التكامل والتفاهم والتآزر وترسيخ مفهوم التشارك والتجميع وفق منهجية استشارية تهم مختلف فئات السلسلة الإنتاجية. وقد بدأت هذه الفدراليات المحدثة عملها الميداني لفائدة منتجي التمور خاصة بإبرام علاقة تعاقدية بين الحكومة والمنتجين لانجاز برامج عمل ميدانية هادفة. تلك هي الجهود التي ميزت جهود السيد محمد بلحسان للنهوض بقطاع النخيل بالمملكة المغربية. يملك محمد بلحسان أكثر من 6000 شجرة نخيل التمر.