جولة تعريفية بالمنتوج السياحي الفلاحي بسوس
آفاق بيئية : محمد التفراوتي
نظم مشروع ” الاقتصاد الدائري للحفاظ على التنوع الاحيائي و المنظومات الزراعية بجهة سوس ماسة ” و برنامج الامم المتحدة الإنمائي ، مؤخرا ، جولة للتعريف بالمنتوج السياحي الفلاحي البيئي بشراكة مع شبكة التنمية السياحة القروية وجمعية فضاء الاستقبال السياحي لاداوتنان، وكذا المكتب الوطني للسياحة المغربية و الشركة المغربية للهندسة السياحية. و ذلك بغية إدماج آلية الدفع مقابل الخدمات البيئية بالسياحة على طول طريق العسل، كـأداة للحافظ على الموروث الطبيعي والثقافي .
ويندرج مشروع”مقاربة الاقتصاد الدائري للحفاظ على المنظومة الإحيائية و الزراعية بسوس ماسة، المغرب ” في اطار التعاون بين المغرب و برنامج الامم المتحدة الإنمائي وتشرف عليه الوكالة الوطنية للتنمية الفلاحية منذ سنة 2014، بمساهمة مجموعة من الشركاء على الصعيد الوطني و الدولي في أفق الحفاظ على المنظومة الزراعية بجهة سوس ماسة . وينشد المشروع اعتماد نظام الدفع مقابل الخدمات البيئية باعتباره آلية جديدة لتعويض الضرر الايكولوجي لمجال الاركان. و صدر عن تشخيص تشاركي منجز على المستوى الايكولوجي بالمجال الحيوي للأركان, توصية الدفع مقابل المجهودات المبذولة لترميم و تأهيل المدرجات الفلاحية بالمنطقة الجبلية ، وكذا الدفع مقابل العمل للحفاظ على الرأسمال الطبيعي و الثقافي بغية تشجيع السياحة الايكولوجية.
أصدرت مديرية الارصاد الجوية نشراتها الطقسية مخبرة بتوقع هطول أمطار غزيرة بمواقع متفرقة من المغرب من ضمنها جهة أكادير ووجوب توخي الحذر . كان ذلك خلال موعد انطلاق الجولة التعريفية بالمنتوج السياحي الفلاحي بطريق حوض واد تامراغت –اموزار اداوتنان بأكادير .
ساد تخوف من الطقس الغائم و تساقط أمطار غزيرة ليلة موعد الجولة ، ليتبدد صبيحتها مع انطلاق قافلة تضم عدة خبراء و مهنيين عالميين وبعض وسائل الإعلام الوطنية و الدولية ، وسيادة طقس يتأرجح بين أشعة الشمس الدافئة سرعان ما تتواري بفعل غيمات مفاجئة مصحوبة بزخات مطرية خفيفة، ليتضح جليا مشهد تغير المناخ في يوم واحد و بين تنايا سويعاته . امتطى المشاركون عدة سيارات رباعية الدفع لتخترق الهضاب والسهول ومسالك جبال وعرة تأسر لباب عاشقي الطبيعة ، وترضي طموح مرتادي فجاجها وواحاتها وسحر مشاهدها الخلابة من وديان و جداول و خضرة و أشجار باسقة أغلبها شجر الأركان تحف المكان من كل جانب..
بين الفينة والاخرى تزخ السماء بأمطار خفيفة تنساب بين جذوع أشجار الاركان ومختلف النباتات . مما يمنح ، بسخاء متدفق ، مشهدا جماليا جذابا .سرعان ما تتوقف ،هنيهة ، لتجدد الهطول بهمة وهكذا دواليك. مما يضفي على الجولة بهاء وبشائر كرم الطبيعة وجمالها الأخاذ. وهكذا استمرت هذه الأجواء اللطيفة ، طيلة الجولة، بين وميض أشعة الشمس حينا وخفوتها حينا آخر..
نظمت الجولة وفق برنامج متنوع هم اختيار مسار طريق العسل نظرا لما يزخر به من مناظر طبيعية خلابة ، حيث يعتبر احد العوامل الأساسية الذي يساهم في استقطاب السياح بالجهة .يشهد نسبة استقطاب في الوقت الراهن حوالي 50000 سائح .
وأفاد موحا حدوش منسق مشروع الاقتصاد الدائري للحفاظ على التنوع الاحيائي و المنظومات الزراعية بجهة سوس ماسة ” أن هذه الجولة تتغيى التعريف بالمؤهلات السياحية بالمنطقة . وقدم حدوش تعريفا جغرافيا ومناخيا واقتصاديا وزراعيا لموقع الجولة ومحيطه ، مشيرا إلى مختلف خدمات المنظومة البيئية للسلسلة الاطلسية بالمنطقة. وأبرز بعض مرامي هذه الجولة والمتمثلة أساسا في البحث عن إمكانيات تؤهل المنطقة وساكنتها. فضلا عن خلق رافعة لتنمية المنتوجات المحلية.وتمكين الساكنة من العيش بتناغم وتوازن تامين مع المنظومة البيئية المحلية ثم ضمان الاستدامة في فضاء مصنف ضمن المحيط الحيوي من قبل اليونسكو و له بعد عالمي يستوجب المحافظة والتثمين.
وعاين المشاركون في الجولة نظام الدفع مقابل الخدمات البيئية المنتظرة على طول طريق العسل والتي تتجلى في جمالية المناظر الطبيعية في وادي الجنة . ووقف المشاركون على تطلعات ومساعي مشروع “الاقتصاد الدائري للحفاظ على التنوع الاحيائي و المنظومات الزراعية بجهة سوس ماسة ” نحو جمع وتحويل النفايات الصلبة وتركيب مغسل للساكنة بمواصفات دقيقة تراعي البيئة والاستدامة والبعد الاجتماعي وتمكن نساء المنطقة من غسل حاجياتهم المنزلية دون تلويت الوادي بمواد التصبين . ثم تعويض انبعاث ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن السياح الذين يزورون المنطقة من خلال إعادة تأهيل مجال الأركان في غابة ادمين ثم الحفاظ على خدمات اللقاح من خلال إعادة تأهيل منحل انزركي.
يشار أن هذه هذه الجولة التعريفية المعتمدة طرف مؤتمر الأطراف كوب22 تم تنظيمها من 25 إلى 29 نونبر 2016 , وعرفت توزيع كتيبات عن الجولة التعريفية بالفرنسية و الانجليزية مع توفير الترجمة بلغة المدعوين الانجليزية و الألمانية وتوجيه مهني في مجال البيئة و مجال الأركان.
نحو اعتماد نظام الدفع مقابل الخدمات الايكولوجية السياحة
في ظل غياب نضام الدفع مقابل الخدمات الإيكولوجية .تعاني الشركات السياحية بالمنطقة من تراجع من نسبة عائداتها. حيث يعتبر قطاع السياحة من أهم الأنشطة التي تستفيد من جمال الطبيعة والتراث الطبيعي والاجتماعي والثقافي. ويمثل نظام الدفع مقابل الخدمات السياحية الايكولوجية فرصة للتعويض عن الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الطبيعي وضمان شروط السياحة المستدامة.
ويستلهم الدفع مقابل الخدمات البيئية من نماذج بعض الدول الرائدة كدولة كوستاريكا , التي تعتبر من اولى الدول السباقة التي اعتمدت هذا النظام منذ سنة 1990, ذلك أن مجموعة من الوحدات الفندقية بكوستاريكا تشارك في نضام الدفع مقابل الخدمات البيئية للحفاظ على الأحواض السفحية. كل سنة، يدفع أصحاب الوحدات الفندقية 45 دولار امريكي لكل هكتار للملاك العقاريين المحليين و 7% من المصاريف الإدارية لتسيير هذا النظام .
وعليه يجب الاستجابة ،في المجال الحيوي للأركان، لجميع الشروط لاعتماد مثل هذا النظام الذي يتطلب إشراك المؤسسات المعنية في هذا المشروع الذي يتماشى مع الرؤية الإستراتيجية للسياحة لسنة 2020. و يمكن لعقود البرامج الجهوية وبرنامج قريتي أن يعتمدان الدفع مقابل الخدمات الايكولوجية كأداة لا شراك المنعشين في قطاع السياحة من أجل الحفاظ على البيئة والتنمية البشرية.
يعتبر نظام الدفع مقابل الخدمات البيئية مصدرا للتمويل انشطة حول المحافظة على الطبيعة على المدى المتوسط و المدى البعيد و كذلك الأنشطة التي تساهم في تطوير ظروف حياة الساكنة المحلية و تثمين الثروة اللامادية التي تزخر بها الجهة .
للاطلاع على المقال بجريدة بيان اليوم يصيغة PDF اضغط هنا
للاطلاع على المقال بجريدة المغربية اضغط هنا