العدد 206 من مجلة “البيئة والتنمية”
آفاق بيئية : بيروت
اتخذت مصر في آذار (مارس) 2015 موقفاً سياسياً بانتهاج مسار التنمية المستدامة، بإعلانها تفاصيل “الدراسة المصرية الاستكشافية للاقتصاد الأخضر” التي أعدها برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) بطلب من الحكومة المصرية. وهي تقترح تدخلات وخيارات استثمارية وتظهر الفوائد المتوقعة، وتوضح مناهج السياسات التي يمكن اعتمادها لتخضير أربعة قطاعات ذات أولوية هي الزراعة والمياه والطاقة والنفايات. ويتوقع أن يؤدي ذلك الى توفير أكثر من 2.4 بليون دولار سنوياً وخلق 8 ملايين وظيفة جديدة. مسار الاقتصاد الأخضر في مصر وإمكاناته في البلدان العربية كافة موضوع غلاف العدد الجديد من مجلة “البيئة والتنمية”، الذي يضم في هذا المجال أيضاً مقابلة خاصة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تتناول مبادرات المصرف في التمويل الأخضر ودعم المشاريع البيئية وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة.
وتسلط مواضيع العدد الضوء على مبادرات وأحداث بيئية مؤثرة في المستقبل، من التدابير التي تتخذها الإمارات لضمان أمنها الغذائي في مواجهة تقلبات الأسعار وتغير المناخ، إلى الاحتجاجات الشعبية في الجزائر على استخراج الغاز الصخري. وفي قسم “كتاب الطبيعة” مقالان مصوران عن ماراتون الرمال في المغرب الذي يعتبر أصعب سباق في العالم و”نهر الألوان الخمسة” كانيو كريستالس في كولومبيا الذي يوصف بأجمل أنهار العالم. ومن المواضيع الأخرى: أيها الصغار اطلبوا من الكبار أن يقتصدوا في الطاقة، أغذية عضوية في الأردن، البرية الأخيرة في الإمارات، اليورانيوم يقتل عمال الحديد في مصنع البصرة، المرأة في الريف التونسي، صيادو مالطا يتحدون أوروبا، مهجرو المناخ في دلتا الإندوس، أنا أملك إذاً أنا موجود، وتعليقات بيئية ضمن قسم “أليس في بلاد العجائب”. وهدية القراء مع كل عدد ملصق “الجريدة الخضراء” المخصص للتوعية البيئية.
وفي افتتاحية العدد بعنوان “ساحة للجميع لا للأدعياء”، يرى نجيب صعب أن أسوأ ما قد يصيب البيئة أن تتحول موضوعاً للصراعات الشخصية وميداناً للتزاحم على الوجاهة. وإذا كان التنافس على تحقيق الانجازات مفهوماً ومقبولاً، فالتزاحم على الألقاب والمراكز لعبة خطرة يضيع فيها صلب الموضوع تحت كومة من القشور. ولكن “حين يعملون بجِدّ وجدية، فالساحة التي تضيق اليوم بالأدعياء تتسع للجميع”.
