تحت شعار “الغابات و دورها الحيوي في محافظة على الماء و المناطق الرطبة”
آفاق بيئية : محمد التفراوتي
يحتفي المغرب على غرار المجتمع الدولي باليوم العالمي للمناطق الرطبة، كبافي 151 دولة موقعة على اتفاقية رامسار و هي المدينة الإيرانية التي وقعت فيها هذه الإتفاقية في 02 فبراير 1971. والتي تروم حول تنفيذ البرامج وتطبيق السياسات المتعلقة بالمحافظة على التنوع البيولوجي و التنمية المستدامة للموارد الطبيعية.
و تماشيا مع إعلان الأمم المتحدة لسنة “2011” سنة دولية للغابات، اختير هذه السنة لليوم العالمي للمناطق الرطبة الغابات و دورها الحيوي في محافظة على الماء و المناطق الرطبة لتسليط الضوء على دور الغابات في تدبير النظام المائي للمناطق الرطبة و في الحفاظ على توازن هذه النظم الإيكولوجية.
و في هذا الإطار،نذكر بأن للغابات المتواجدة على مستوى الأحواض المائية دورا هاما في المحافظة على المياه الجوفية، و معالجة وتصفية المياه بهذه المناطق الرطبة وتحمي الأراضي ضد الإنجراف وتخفف من آثار الفيضانات. و تعتبر الغابات أيضا مصدات طبيعية تحول دون توحل هذه المجالات الانتقالية بين المناطق القارية و المياه . من هذا المنطلق فعّلت المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر برنامجا وطنيا لتهيئة الأحواض المائية المدعم بالبرنامج العشاري للمندوبية السامية ، و الذي مكن لحد الآن من معالجة أكثر من 570.000 هكتار بهدف معالجة 1,5 مليون هكتار.
من جهة أخرى، تعتبر المناطق الرطبة خزانا ل36 بالمئة من الأصناف الحيوانية و النباتية المهددة بالانقراض حسب الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة ووعيا منها بضرورة المحافظة على هذا الموروث الحيواني و النباتي قامت المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر بتزويد 24 موقع رامسار بتصاميم تهيئة تماشيا مع أهداف المشروع MEDWET/COAST المتعلق بالمحافظة على المناطق الرطبة و المنظومات الإيكولوجية الساحلية و بتوافق مع المخطط العشاري للمندوبية السامية 255-2014، المتعلق بتوجيه تدابير التهيئة لإعادة التأهيل الإيكولوجي و التدبير المستدام للمحافظة على التنوع البيولوجي.
و للتذكير فالمناطق الرطبة تمتد على مساحة تقارب 200.000 هكتار، أي ما يعادل 0,3 % من المساحة الإجمالية للتراب الوطني ، زد على ذلك 3500 كلم من السواحل و شبكات الأنهار، وتستضيف هذه المناطق جملة من الأنشطة السوسيو اقتصادية كالأنشطة المتعلقة بالفلاحة، الصيد و القنص حيث تضمن بهذا مداخيل تقدر ب 14 مليار دولار سنويا على الصعيد العالمي.ووعيا منها بأهمية هذه المناطق نهجت المندوبية السامية للمياه و الغابات مقاربة تشاركية تأخذ بعين الاعتبار الإكراهات الإيكولوجية و السوسيواقتصادية من أجل تدبير مستدام لهذه المناطق البالغة الأهمية.
و على هامش هذا اليوم العالمي تنظم المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر ، يوم الثلاثاء 01 فبراير 2011 بإفران ، يوما تواصليا بمشاركة ، المعهد العلمي بالرباط، شركة حماية الطيور بالمغرب ( GREPOM) وشركة المحافظة على الحيوان و الطبيعة (SPANA)، و مشروع الشراكة المغربي الألماني PRONALCD/GIZ و المجلس العالمي لحماية الطيور البرية Birdlife International لتدارس سبل الحفاظ والتدبير المستدام للمناطق الرطبة و مناسبة للتواصل والوقوف على أهمية هذه المناطق على العموم و دور الغابات في حماية هذه المناطق ذات الأهمية البيولوجية و الإيكولوجية وفرصة لتدارس مختلف المشاكل و الإكراهات ومختلف البرامج العملية و المقاربات الهادفة للتدبير المستدام للثروات الطبيعية بهذه المناطق.
و سيختتم هذا اللقاء بالتوقيع على اتفاقية لتفعيل مشروع متعلق بالدعم المؤسساتي للمحافظة على المناطق الرطبة بين المندوبية السامية للمياه و الغابات و قسم التنمية الإقليمية للمياه بوزارة الشؤون الاقتصادية و الفلاحية بهولاندا.
و قد اختير الأطلس المتوسط لاحتضان أنشطة هذا اليوم العالمي بحكم الكثافة الغابوية لهذه المنطقة، إضافة لكونه خزانا ذات أهمية كبرى و منبعا لأهم أنهار والوديان بشمال افريقيا كواد ملوية أم الربيع و سبو إضافة إلى البحيرات الطبيعية و الأوساط الاصطناعية كالسدود .