بيروت : محمد التفراوتي
توزعت الاراء والمواقف حول المسودة التي تقدمت بها اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتنمية المستدامة ريو + 20 المزمع عقده في يونيو القادم والمعنونة ب”المستقبل الذي نبتغيه “. وهي إطار أولي يحدد القضايا الحاسمة ويفسح المجال للدول الاعضاء تقديم مقترحات محددة للتفاوض عليها وتجنب القضايا الخلافية .
وعقدت كثير من المشاورات واللقاءات التحضيرية في المنطقة العربية وذلك لصياغة آراء متجانسة في مجال الاقتصاد الاخضر والاطار المؤسسي للتنمية المستدامة .
ولسبر اغوار التحديات التي تعوق تحقيق التنمية المستدامة وفق التغيرات الاجتماعية والسياسية التي تعيشها المنطقة العربية تعمل اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آ سيا (الاسكوا) بالامم المتحدة على تنظيم جلسات إحاطة ولقاءات إقليمية وتقارير وانشطة للتوعية تروم تقريب المواقف البلدان العربية من الاهداف والمحاور المطروحة في قمة ريو +20 .
من هنا جاء اللقاء الاجتماع التشاوري الإقليمي لوسائل الإعلام في غرب آسيا الخاص بمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة- ريو+20 والذي نظم ببيروت من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) ومركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت و بالتعاون مع المنتدى الإعلامي العربي للبيئة وجامعة الدول العربية وذلك في أفق تحفيز وسائل الإعلام على المشاركة في التحضيرات لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتنمية المستدامة.
قارب المشاركون في الملتقى الذي استمر ليومين القضايا المتعلقة بالتنمية المستدامة، المحورين الرئيسين لقمة ريو+20: الاقتصاد الأخضر والقضاء على الفقر وكذلك الإطار المؤسسي للتنمية المستدامة.
تم التركيز في اليوم الأول على القضايا العربية ودور الإعلام العربي كشريك في مشروع تحقيق التنمية المستدامة ومفهوم الاقتصاد الأخضر. وقد شارك إعلاميون متخصصون في البيئة في مداخلات وأوراق حول مفهوم الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة من وجهة نظر وسائل الإعلام. فالإعلام يلعب دوراً رئيساُ في تكوين الرأي الصحيح حول تلك المفاهيم وكيفية تحقيقها للإسراع باتخاذ الإجراءات المناسبة، وهو الوسيلة الأكثر فعالية للوصول إلى الجماهير وصناع السياسات ودعم مسارات التنمية المستدامة. كما تناول المشاركون دور وسائل الإعلام الاجتماعية كالفايس بوك وغيرها في التأثير وتكوين الآراء لدى الجمهور وصناع القرار.
ويبقى الهدف الرئيسي للاجتماع هو “دور وسائل الإعلام خلال وبعد ريو+20”. فبعد قمة الأرض الأولى في عام 1992، أثبتت الدراسات أن اقل من 10% من الصحافة العربية الخاصة بشؤون البيئة والتنمية المستدامة عملت على تخصيص صفحة للبيئة. إلا أن منظمات الأمم المتحدة لا زالت تسعى جاهدة إلى حث الصحافة العربية على تبني الشؤون البيئية انطلاقاً من مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والتي تفصلنا عنه أسابيع قليلة.
وأكدت السيدة ريم النجدواي، رئيسة قسم القطاعات الإنتاجية في شعبة التنمية المستدامة والإنتاجية في الإسكوا، على أهمية مشاركة الإعلام في التحضيرات لقمة التنمية المستدامة وتعزيز مفهومها والمساهمة في تسريع عملية تحقيق الإجراءات المتوقع أن تخلص إليها القمة. وشددت النجداوي على أن الإعلام العربي سوف يُسهم في تعزيز مفهوم الاقتصاد الأخضر والأطر المؤسساتية الصحيحة بشكل كبير في حال سلطت الصحافة العربية الضوء على القضايا أكثر فأكثر.
وتطرقت النجداوي إلى التحضيرات التي كانت منظمات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية قد بدأتها منذ فترة. وقالت انه على الرغممن أن المعاهدات والاتفاقيات البيئية المتعددة التي صدرت خلال عشرين عاماً بهدف تخفيف وطأة التحديات البيئية وساهم الإعلام في جعل جزء منها في متناول الجميع، غير أن مصير الكوكب لا يزال مهدد وقمة ريو+20 هي فرصة استثنائية إن لم تكن وحيدة لإحداث تغير في مسارات واتجاهات البيئة.
وأفادت أن ركائز التنمية المستدامة الثلاث هي الاقتصاد والاجتماع والبيئة وان لم يكن اهتمام المجتمع الدولي والإعلام بهذه الركائز متساوياً لن تتحقق التنمية المستدامة.
ومن جهتها حددت السيدة رندة فؤاد، رئيسة المنتدى الإعلامي العربي للبيئة والتنمية، سياق ودواعي المشاورة الاعلامية كي يلعب الاعلام دوره في تنفيذ قرارات ريو +20 فيما يتعلق بتبني أجندة القرن ال21 لمجموعة أولويات العالم العربي وكذا زيارة الوعي بين الجمهور بمختلف قطاعاته وتغيير الثقافات …
وأكدت بذلك الاستاذة رندة على وجوب أن يكون الإعلام شريكاً فعالاً في التنمية حيث انه القطاع الأساسي الذي يربط بين صانعي القرار والقاعدة العريضة من المواطنين في المنطقة العربية. مبدية بعض الحلول التي من شانها تعزيز دور الاعلام في تحقيق التنمية المستدامة من قبيل بث قناة عربية فضائية متخصصة في البيئة والتنمية مع دعمها من الحكومات، إنشاء وحدات للاعلام التنموي داخل منظمات المجتمع المدني ثم تطوير التقنيات والأفراد للعمل بالوظائف الخضراء الاساسية وأوضحت السيدة رلى مجدلاني، مديرة إدارة التنمية المستدامة والإنتاجية ،ان مصير الكوكب مازال مهدّدا رغم ان المعاهدات والاتفاقيات البيئية المتعددّة التي صدرت خلال العشرين عاماً بهدف تخفيف وطأة التحديات البيئية وساهم الاعلام في جعل جزء منها في متناول الجميع؛ وايضاً على الرغم من تحقيق الانجازت فى مجالات مثل التنمية الاقتصادية حيث تضاعف الناتج القومى العالمى منذ 1992، وبذلك فالانظار، فتتوجّه الى مؤتمر ريو+20 كفرصة هامة للتعامل مع الأزمات العالمية خصوصاً بعد بروز قضايا اقتصادية وبيئية ناشئة كالأزمة المالية العالمية الأخيرة والمشاكل الناجمة عن التغير المناخى والامن الغذائي وزيادة الكوارث الطبيعية وتفاقم النزاعات والحروب وغيرها.
وذكرت السيدة رلى مجدلاني، الملتقى التشاوري، التحضيري، يعبّر عن حاجة التنمية المستدامة الملّحة لصاحبة الجلالة: “الصحافة”. “ففي حين ان عملية التحضير لمشاركة الوطن العربي في مؤتمر التنمية المستدامة قد بدأت، بيد انها لن تكتمل ان لم تُتوّج بمشاركة الاعلام العربي الذي نؤمن بأنه سيسهم بتفعيل دور المنطقة العربية ليكون لها صوت وحضور ايجابي داعم للقرارت التي ستصدر عن قمة ريو +20”.
و قالت مارى ضاهر مسئول الإعلام والاتصال بمكتب غرب آسيا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن للاعلام دور مهم فى المرحلة المقبلة المتزامنة مع مؤتمر ريو + 20 وما يليه من محطات عملية كشريك أساسي في دعم التنمية المستدامة ومفهوم الاقتصاد الأخضر.مستعرضة بعض المستجدات والمفاهيم وافادت انه بعد قمة الأرض الأولى العام 1992، أثبتت الدراسات أن أقل من 10% من الصحافة العربية الخاصة بشؤون البيئة والتنمية المستدامة عملت على تخصيص صفحة للبيئة.
وتناولت السيدة ميلاني هتشنسن ،مسؤول برنامج ببرنامج بالامم المتحدة للبيئة ، جانب الاطار المؤسسي للتنمية المستدامة مبرزة، خلال نظرة عامة على قمة ريو + 20 ، مختلف التحديات ووجوب مراجعة المعوقات والخيارات واعتماد حكامة عالمية للتنمية المستدامة داعية الى دمج وجمع المؤسسات والهيئات المشتغلة في قضايا التنمية في مستويات وطنية واقليمية ودولية وأشارت السيدة ميلاني إلى غياب قانون مرجعي وشرعي حول التنمية المستدامة ملزم عكس بعض المجلات الاخرى مثل معاهدة طبقة الاوزون ..مما يطرح بعض خيارات من قيبل تعزيز دور برنامج الامم المتحدة أو استبداله بوكالة عالمبة متخصصة أو إصلاح المجلس الاقتصادي والاجتماعي وكذا لجنة التنمية المستدامة أوتعزيز الإصلاحات المؤسسية ودمج المؤسسات القائمة.
واستعرضت السيدة جنى البابا باحثة مساعدة، بقسم القطاعات الإنتاجية إدارة التنمية المستدامة والإنتاجية بالاسكوا موضوع الاقتصاد الاخضر ضمن إطار التنمية المستدامة والقضاء على الفقر المبادئ والفرص والتحديات في المنطقة العربية لتخلص إلى وجوب تحليل الفرص والتحديات ودراسة مكونات الاقتصاد الأخضر في المنطقة العربية عبر البدء في أنشطة الاقتصاد الأخضر على أساس اختيار الإجراءات ذات الأولوية في القطاعات الرئيسية التي سيكون لها تأثيرات سريعة على المدى القريب وعلى المجتمعات العربية وخاصة الشباب والنساء والفقراء والفئات الضعيفة.ثم عمل مسح شامل لأفضل الممارسات والدروس المستفادة من أجل حصر المبادرات الخضراء العربية القائمة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها والبناء عليها في البلدان العربية الأخرى.و تطوير وتحديد احتياجات التدريب، وخاصة التدريب المهني وتحسين المهارات لدعم الابتكار والبحث ونقل التكنولوجيا الخضراء من الدول المتقدمة.وكذا تعزيز الطلب على الاقتصاد الأخضر من خلال زيادة الوعي لدى المستهلكين والمجتمع المدني وتسهيل الوصول إلى المعلومات من قبل كافة المعنيين. وعالج السيد زياد الرباعي مدير تحرير جريدة الراي – الاردن دور الاعلام المجتمعي في دعم التنمية المستدامة وملامح قوته مشيرا إلى سبل جعل الاعلام المجتمعي داعما للتنمية وآفاق الاعلام والتكنولوجيا الحديثة ثم الاعلام والتشبيك ووسائطه المتعددة للتواصل الاجتماعي السريع ، والذي لا تعيقه الجغرافيا والرقابة واللغة والجنس والعرق والدين..
وتناول عبد المسيح سمعان أستاذ ورئيس قسم العلوم التربوية والإعلام البيئي بجامعة عين شمسموضوع البيئة من خلال وسائل الاعلام منذ ريو 1992-2012 متناولا بالشرح والتحليل مجال الإستخدام الإستراتيجي والمخطط لعملية الإتصال وللرسائل الإعلامية لدعم عمليات إتخاذ القرار والمشاركة المجتمعية فيما يتعلق بالقضايا البيئية في إطار السعي نحو تحقيق الإستدامة البيئية . ومذكرا بمراحل تأثير الإعلام البيئي .المرحلة المعرفية والتي تستهدف تكوين البناء المعرفي لدي الجمهور حيث الإمداد بالمعلومات والحقائق الصحيحة وتدعيمها وتغيير وتعديل المعلومات غير الصحيحة. و المرحلة الوجدانية والمرتبطة بمستوي التأثير في المشاعر وتنمية الوعي وتكوين الإتجاهات السليمة نحو البيئة ، وتغيير الإتجاهات السلبية التي تؤثر بالضرر علي البيئة ثم مرحلة الإستجابة والتي ترتبط بمستوي التأثير في السلوك وهذه المرحلة تستهدف تكوين بناء حركي معين لدي الجمهور وتعديل انماط سلوكه وتغييرها في الاتجاه المستهدف. اي أكساب الجمهور عادات سلوكية جديدة نحو حماية البيئة.
ومن جهته تناول الاعلامي والكاتب حبيب معلوف محور “الاقتصاد الاخضر” لحل مشاكل العالم كإجراء لتغيير لون بناء على وشك الانهيار، داعيا إلى ضرورة اعتبار الاعلام شريكا في انتاج المفاهيم وفي ترجمتها.و القيام بمراجعة نقدية شاملة لتطور المفاهيم.مع اعتبار الاعلام البيئي، اعلام متخصص، ويفترض ان يخضع الاعلامي لدورات مكثفة للاطلاع على المفاهيم وتطعيم دراسات وتقارير الامم المتحدة بالاراء النقدية من خبراء واعلاميين خبراء ولاسيما تلك التي تقترح إعادة النظر باقتصاد السوق المسيطر وبفهوم الاقتصاد الأخضر نحو الاقتصاد البيئي، مشددا على التراجع عن مفهوم الرفاهية غير العادل بين الناس ومع الطبيعة .
وطالب السيد حبيب معلوف العودة الى الوراء بدل “التقدم” الى الهاوية، والاعتماد على مصادر الطاقة القديمة من شمس وهواء وماء وتطويرها. و ضبط الطلب على الطاقة وترشيد استهلاكها كأولوية على البحث عن مصادر جديدة… وان كانت متجددة.وإعادة الاعتبار لادوار الامم المتحدة الأصلية. لتستعيد المبادرة في العالم وتساهم في وضع القوانين الدولية المنقذة والملزمة مع اعادة النظر بالعولمة ووظيفتها وأسسها التجارية، نحو عولمة للقضايا البيئية والإنسانية ثم الاحتفاظ بمفهوم واهداف الاستدامة كمعيار.
وشدد المحاضرون على ضرورة مشاركة الإعلام العربي في مؤتمر ريو+20 كإعلام علمي ومتخصص يهدف إلى رفع مستوى الوعي حول القضايا التنمية المستدامة.
أوصى المشاركون في الاجتماع التشاوري الإقليمي لوسائل الإعلام في غرب آسيا الخاص بمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة-ريو+20 على العمل بدعم المنتدى العربي الاعلامي للبيئة والتنمية لتكوين مؤسسة تضم الاعلاميين الموجودين في المنطقة العربية من خلال الشراكة مع الإسكوا واليونيب دول معلومات الامم المتحدة.وكذا تكليف المنتدى باعداد دليل للاعلاميين التنمويين بالمنطقة وتدريب الكوادر الاعلامية الشابة في مجال التنمية المستدامة، لاستعارة خبرات كبار الاعلاميين المتخصصين في هذا المجال وتوفير منح دراسية لشباب الاعلاميين في الجامعات العربية والعالمية .ثم تكليف المنتدى بعقد المشاورات الاعلامية حول الاقتصاد الاخضر مع حراس البوابة ووسائل الاعلام لنشر فكر الاقتصاد الاخضر.كما طالب المشاركون بتفعيل الوسائط الالكترونية لدعم التواصل بين الاجيال الاعلامية العربية لنقل الخبرات ونشر المعلومات حول أفضل الممارسات في مجال الاقتصاد الاخضر. ثم انشاء جائزة سنوية تمنح لافضل الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية التي تقدم خدمات متميزة في نشر فكر الاقتصاد الاخضر والتنمية المستدامة
وناشد المشاركون كذلك مكتب اليونيب الاقليمي بالبحرين (روا) بإنشاء لجنة دائمة للإعلام البيئي العربي لمراجعة اداء الاعلام التنموي وإصدار تقرير ربع سنوي عن حالة الاعلام التنموي بما يسهم في توجيه نحو نشر فكر الاقتصاد الاخضر. مع إنشاء بنوك للمعلومات البيئية المتعلقة بمبادرات الاقتصاد الاخضر والتنمية المستدامة واتاحتها للإعلاميين سواء مكتوبة أو بالوسائل الالكترونية ثم إنشاء وحدات للإعلام التنموي بكل جمعية لنشر فكر الاقتصاد الاخضر من خلال تدريب المسؤولين بالجمعيات الاهلية البيئية في المنطقة العربية على وسائل الاتصال بالجماهير .
وأكد المشاركون على أهمية أن يتحول الإعلام العربي من إعلام متخصص إلى إعلام مشارك تنموي يهدف إلى التسويق الاجتماعي لقضايا التنمية المستدامة التي تبناها مؤتمر ريو+20 ,هذا فضلا عن أن أهمية أن يتبنى الإعلام كذلك الإعلان العربي حول الريو +20 والتي تؤكد على أهمية الا يكون الاقتصاد الأخضر بديلاً للتنمية المستدامة.
وشدد المشاركون على وجوب قيام الاعلام بدوره في نشر الوعي لمفهوم الاقتصاد الاخضر والتنمية المستدامة عند صنّاع القرار والشركاء الأساسيين في المجتمعات العربية وخاصة في دول الربيع العربي والتي تقوم حالياً بتعديل تشريعاتها لتواكب الاوضاع الجديدة هذا مع تركيز الاعلام على نشر فكرة المستهلك المستدام لدعم الطلب على المنتجات الخضراء لبناء ثقافة الانتاج الأخضر عند المستهلكين .
والتركيز على الممارسات المحلية الناجحة التي تدعم فكر الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة ثم إنشاء دليل إعلامي حول قضايا التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر ليساعد الاعلاميين في إعداد موضوعاتهم حول هذا المفهوم الجديد.
نطلب منكم مساعدتي بملفات تتعلق بالإقتصاد الأخضر وشكرا