في جلسة “الإنسان الآلي الحيوي” في المؤتمر الدولي السادس “بيوفيجن الإسكندرية
مارك فان مونتاجو: التكنولوجيا الحديثة تتيح تحليل أكثر من 50 جينوم بأقل من 2 يورو، والوقود الحيوي يمكن أن يستبدل 62% من الوقود الذي تستورده أوروبا
إنجو بوتريكوس: الأرز الذهبي يمكن أن ينقذ حياة الملايين من الأطفال، ومتوقع توفيره بحلول عام
شن علماء الحرب على الجوع باستخدام التكنولوجيا الحيوية خلال مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية وذلك خلال الجلسات الأولى من فعاليات اليوم الرابع والأخير من المؤتمر الدولي السادس “بيوفيجن الإسكندرية 2012″، الذي نظمته مكتبة الاسكندرية في الفترة من 22 إلى 25 إبريل 2012 تحت شعار “العلوم الحياتية الجديدة: الربط بين العلوم والمجتمع”، بمشاركة أكثر من 2050 مشارك ونحو 115 متحدث بارز.
تناولت الجلسات الأولى لليوم الرابع إلى مشكلة الأمن الغذائي وإمكانيات حل مشكلة الجوع باستخدام التكنولوجيا الحيوية، كما ناقش المشاركون في الجلسات المسائية ليوم أمس الاستفادة القصوى من الإنسان والآلة من خلال الإنسان الآلي الحيوي “Biorobotics”، وعرض تكنولوجيا الإنسان الآلي الحيوي الفريدة والتي تسعى إلى دمج خصائص الطبيعة والآلة.
تحدث في جلسة “التكنولوجيا الحيوية: مكافحة الجوع” كل من الدكتور مارك فان مونتاجو؛ رئيس الإتحاد الأوروبي للتكنولوجيا الحيوية، والدكتور إنجو بوتريكوس؛ الأستاذ بمعهد علوم النباتات بجامعة زيوريخ التقنية في سويسرا، والدكتور سوابان داتا؛ الأستاذ بجامعة كالكوتا في الهند.
وأكد الدكتور مارك فان مونتاجو في بداية كلمته أن العلم حقق إنجازات كبيرة في مجال التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، إلا أن هذه التكنولوجيا لم يتم تطبيقها بعد، نظرًا للتخوفات الناتجة عن سوء الفهم من قبل المواطنين، وعزوف الحكومات المحلية والمقاربات السياسية عن تطبيق هذه التكنولوجيا فعليًا، مبينًا عدم اهتمام الدول المتقدمة، خاصة دول الإتحاد الأوروبي، على تطبيق الحلول العلمية لحل مشكلات الدول المحتاجة.
وأشار إلى أن العالم يواجه مشكلة كبيرة في الحصول على الغذاء، خاصة مع زيادة التغيرات المناخية والتلوث، بالإضافة إلى الزيادة السكانية الهائلة،حيث وصل عدد السكان إلى 7 بليون نسمة ومن المتوقع أن يصل إلى 10 بليون عام 2050.
وشدد على ضرورة زيادة الاهتمام باستخدام التكنولوجيا في الزراعة وتمويل أبحاث العلماء الذين يعملون في مجال الزراعة. وأضاف أن دور القطاع العام يقتصر على نشر المعرفة العلمية في مجال التكنولوجيا الحيوية، إلا أن المسئولية تقع على عاتق القطاع الخاص في تمويل الأبحاث والمشاركة في تطبيق هذه التكنولوجيا على أرض الواقع.
وأكد أن نجاح علم التكنولوجيا الحيوية يعتمد على التفاعل بين البحث الأساسي، والبحث الاستراتيجي، والبحث التطبيقي. وأضاف أن الخوف والأسلوب الوقائي يحرم العالم من تطبيق تكنولوجيا حديثة يمكن أن تعود بالنفع على الملايين.
ولفت إلى وجود عدد كبير من الإنجازات في مجال التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، حيث تم دراسة عدد هائل من الجينات وإنشاء بنوك المعلومات حولها.
وشدد على أن دراسة الجينات أصبحت عملية غير مكلفة على الإطلاق، فالآن ومع وجود تكنولوجيا متقدمة يمكن تحليل أكثر من 50 جينوم بأقل من 2 يورو.
وأشار إلى وجود أبحاث تبين أن الوقود الحيوي المستمد من المخلفات الزراعية يمكن أن يستبدل 62% من الوقود الذي تستورده أوروبا، ويخلق أكثر من مليون فرصة عمل.
من جانبه، تحدث إنجو بوتريكوس في كلمته عن “الأرز الذهبي”، مبينًا أنه أرز منتج من خلال الهندسة الوراثية، وهو يمثل مؤشراً للأجزاء التابعة لفيتامين (أ) في الأجزاء القابلة للأكل من نبات الأرز.
وأوضح أنه تم إثبات مبدأ إنتاج الأزر الذهبي في عام 2000، ونشأت توقعات بتوافر الأرز الذهبي عند المزارعين بحلول عام 2002، إلا أنه قوبل بعدد من الاحتجاجات التي عطلت إنتاجه.
وشدد على أن الأرز الذهبي يمكن أن ينقذ حياة الملايين من الأطفال لأنه يعمل على تعويض نقص فيتامين (أ)، كما يساعد على التقليل من نسبة عدد كبير من الأمراض. وأشار إلى أنه من المتوقع توفيره بحلول عام 2014.
وشهد المؤتمر جلسة مساء أمس بعنوان “الإنسان الآلي الحيوي Biorobotics: الاستفادة القصوى من الإنسان والآلة”، تحدث فيها كل من كيفن وارويك؛ أستاذ علم التحكم الآلي في جامعة ريدينج بالمملكة المتحدة، والدكتور نيكولا فرانسشكيني؛ الأستاذ بالمركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا.
وعرض كيفن وارويك مجموعة من التطورات العلمية في مجال الإنسان الآلي الحيوي، ومن أهمها استبدال المخ الآلي في الإنسان الآلي بمخ حيوي (مخ فأر)، ليتمتع بخلايا عصبية بدلاً من الخلايا المصنعة. وأوضح أن هذا البحث يمثل الخطوة الأولى لاختبار كيفية استعادة الذاكرة لنفسها بالمخ وكيفية تخزين المخ للبيانات.
وتحدث عن تكنولوجيا تحفيز خلايا المخ، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والأجزاء الاصطناعية والآلية لتحفيز المخ بشكل علاجي، والتي يمكن أن تشكل حلاً لمشكلة مرض باركنسون وتعويض الحركة في الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان.
وعرض وارويك على الحضور تجربته في زرع شريحة من السيليكون تشتبك مباشرة بعصب الذراع الرئيسي. وشاركت زوجته ايرينا وارويك في توضيح تجربتهما في وضع تلك الشرائح والتواصل لاسلكياً، بحيث يشعر كل منهما بالإشارات العصبية التي تسري في ذراع الطرف الآخر.