مكتبة الإسكندرية تفتتح مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية 2012 بمشاركة أكثر من 2050 مشارك و115 متحدث بارز
سراج الدين: العالم يعيش ثورة معرفية، وربط العلوم بالمجتمع يحقق التنمية في مجالات عدة كالصحة والغذاء
ديديه هوش: المنتدى العالمي لعلوم الحياة يسعى إلى تحويل التطورات العلمية إلى حلول ملموسة تخدم المواطنين
كوجي أومي: الحكومة اليابانية تدعم أبحاث العلوم الحياتية وتشجع صناعة الأدوية لتحقيق التنمية الاقتصادية
الإسكندرية في 23 إبريل– شهدت مكتبة الإسكندرية مساء أمس افتتاح المؤتمر الدولي السادس “بيوفيجن الإسكندرية 2012″، الذي تنظمه في الفترة من 22 إلى 25 إبريل 2012.
يعقد المؤتمر تحت شعار “العلوم الحياتية الجديدة: الربط بين العلوم والمجتمع”. ويشارك في المؤتمر هذا العام أكثر من 2050 مشارك ونحو 115 متحدث بارز، منهم أربعة من الحائزين على جائزة نوبل. ويناقش المؤتمر أهمية العلوم في تحقيق التنمية الشاملة نحو مجتمع أفضل، ويتطرق إلى الابتكارات والإبداعات العلمية.
افتتح المؤتمر كل من ديديه هوش؛ رئيس المنتدى العالمي لعلوم الحياة بفرنسا، وكوجي أومي؛ مؤسس ورئيس منتدى العلوم والتكنولوجيا في اليابان، ورومان مورنزي؛ المدير التنفيذي لأكاديمية العلوم للعالم النامي، والدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور أسامة الفولي؛ محافظ الإسكندرية.
وأعرب الدكتور إسماعيل سراج الدين عن اعتزاز مكتبة الإسكندرية بتنظيم هذا الحدث الدولي الضخم، والذي يقام في المكتبة في الأعوام الزوجية، بالتبادل مع المنتدى العالمي لعلوم الحياة “BioVision- the World Life Sciences Forum” الذي يعقد في مدينة ليون بفرنسا في الأعوام الفردية منذ عام 2004.
وأكد سراج الدين أن العالم يضم الآن عدد كبير من مراكز القوة في المجال العلمي، ومجموعة من العلماء المتميزين الذي يحاولون نشر معرفتهم وخبراتهم لإفادة المجتمعات. وأوضح أن المؤتمر يسعى إلى نقل معرفة مجموعة من أبرز العلماء وتبادل الآراء والأفكار التي تساهم في إحداث تأثير إيجابي على المجتمع.
من جانبه، قال الدكتور أسامة الفولي إن المؤتمر يضم نخبة من أبرز العلماء حول العالم وصانعي القرار والطلبة بهدف مشاركة الآراء والأفكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا لخدمة المجتمع.
وأشار إلى أن المؤتمر يعرض مجموعة من النماذج الناجحة التي تمثل تضافر العلوم والسياسات بهدف خلق برامج تهدف إلى إفادة البشرية. وأضاف أن المؤتمر يسعى إلى تبادل الخبرات والمعرفة لتحديد سبل استغلال العلم في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
وتحدث ديديه هوش في كلمته عن المنتدى العالمي لعلوم الحياة الذي يعقد في مدينة ليون بفرنسا في الأعوام الفردية منذ عام 2004. وأوضح أن المنتدى يسعى إلى ضم مشاركين ومتحدثين من كافة القطاعات؛ كالعلماء والقطاع الخاص وصانعي القرار وطلاب الجامعات، بالإضافة إلى عقد شراكات في جميع أنحاء العالم، وذلك بهدف وضع أفكار وبرامج علمية تساعد على تحويل التطورات والابتكارات العلمية إلى حلول ملموسة تخدم المواطنين.
وأكد أن المنتدى قام بوضع برنامج عام لمؤتمر العام المقبل، والذي يعقد في الفترة من 24 إلى 26 مارس 2013، مبينًا أن أولويات المنتدى تقوم على زيادة أنشطته إلى جانب المؤتمر، ووضع استراتيجية طويلة المدى لتحقيق أهدافه.
وأعرب عن تطلعه للتعاون بين بيوفيجن الإسكندرية والمنتدى العالمي لعلوم الحياة لبحث بدء إجراءات وبرامج حقيقية في مجال العلوم الحياتية يمكن أن تؤتي ثمارها في خدمة المجتمع في السنوات القادمة.
وفي كلمته، شدد كوجي أومي على أهمية المؤتمر في بحث إمكانيات العلوم والتكنولوجيا في إفادة المجتمع وتقديم حلول طويلة الأجل للمشكلات التي تواجهها المجتمعات.
وتحدث أومي عن بعض التجارب المتعلقة بالعلوم الحياتية وربطها بالمجتمع في اليابان. وأشار إلى أن الصناعات الحيوية في اليابان تعتمد على المصادر الطبيعية، كما أن التكنولوجيا ساعدت في تنمية عدد كبير من الصناعات؛ كالسيارات والكيماويات.
وأشار إلى أن صناعة الأدوية في اليابان تواجه العديد من التحديات بسبب نظام التأمين وانخفاض أسعار الأدوية مما أدى إلى تدهور تلك الصناعة.
وأكد أن الحكومة اليابانية التفتت إلى تلك المشكلة وبدأت حاليًا استراتيجية لدعم أبحاث العلوم الحياتية لتشجيع صناعة الأدوية وبالتالي استغلال التقدم العلمي خاصة في مجال البيولوجيا لتنمية الاقتصاد.
من جانبه، قال رومان مورنزي إن 50% من العلماء الذين يعملون من خلال أكاديمية العلوم للعالم النامي يعملون في مجال العلوم الحياتية، مبينًا أن الأكاديمية تسعى إلى خلق برامج بحثية وفرص ومنح للعلماء لتقدم أبحاث ومعرفة تحدث فرقًا إيجابيًا في حياة الأشخاص في دول العالم النامي.
وأشار إلى أن الأكاديمية تعمل على خلق برامج وأنشطة علمية لمكافحة الفقر والأمراض في حوالي 81 دولة من العالم النامي. وأضاف أن الأكاديمية التي تتمتع بشراكات مع دول متعددة حول العالم تعمل على دعم العلماء العرب من خلال شراكتها مع مكتبة الإسكندرية لتوفير المنح وفرص البحث.
وألقى الدكتور إسماعيل سراج الدين عقب الجلسة الافتتاحية كلمة بعنوان “الثورة المعرفية.. الأعمدة السبعة للمعرفة”، والتي تناول فيها تغير أنماط المعرفة والعلم طبقًا للتحولات الجارية في مجال تكنولوجيا المعلومات، مبينًا أنها ستؤثر على طبيعة مضمون المعرفة وآليات تطورها، وهو ما سيؤدي إلى تغيرات جذرية في طبيعة المجتمعات على المستويات المحلية والدولية وتغير أنماط الدول ووظائفها.
وأكد سراج الدين أن العالم يعيش الآن ثورة معرفية هائلة، وهي الثورة الثالثة التي تلي الثورة الزراعية والثورة الصناعية. وشدد على أن الثورة المعرفية والتطورات في العلوم والتكنولوجيا والعلوم الحياتية سيكون لها بالغ الأثر على عدد كبير من القضايا التي تهم المجتمعات كالصحة والغذاء والاقتصاد، وهو ما سيتم مناقشته خلال المؤتمر.
وتحدث سراج الدين عن وجود ثورة معرفية جديدة لها خصائص سبع رئيسية “أعمدة”، ولهذه الأعمدة السبعة تداعيات على كيفية تفكيرنا في عملية التعليم ومؤسساته من الابتدائية إلى ما بعد الجامعية، وكيفية تصميمنا لمؤسسات البحث العلمي؛ سواءً كانت في الجامعات أو المؤسسات التابعة للدولة أو القطاع الخاص، وأخيرًا وليس آخرًا المؤسسات المساندة للمنظومة المعرفية المتكاملة، مثل المكتبات والأرشيفات والمتاحف.
وأوضح أن الأعمدة السبعة للمعرفة هي؛ البنية والحياة والتنظيم، والصورة والنص، والإنسان والآلة، والتعقيد والفوضى، وعلوم الحاسبات والبحث العلمي، والتقارب والتداخل والتحول، ومنهجية الدراسات البينية وصياغة السياسات المناسبة.
وأشار إلى أن التغيرات الحديثة أدت إلى تنظيم جديد للمادة المعروضة، يتسم ببنية جديدة خرجت من النص إلى الصورة والصوت والفيلم المتحرك، ويتجه نحو الشبكة الدلالية Semantic Web، حيث يمكننا البحث عن العلاقات والمفاهيم وليس فقط عن الأشياء، فيصبح هيكل تنظيم وعرض المعارف نسيجًا كبيرًا مترابطًا ومفعمًا بالحيوية من المفاهيم والأفكار والحقائق؛ وينمو هذا النسيج بشكل سريع مما يتطلب أساليب تفكير جديدة للتفاعل معها.
وتطرق إلى الاعتماد الكبير على الصورة، بالإضافة إلى النص، في نقل المعلومات والمعارف، والأشكال المتغيرة لأجهزة التخزين والاسترجاع التي سيتطلبها هذا الأمر، حيث ننتقل من الكتاب أو المجلة التي تعتمد على النص إلى عروض الصور الرقمية الثابتة والفيديو وكذلك الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد، وكلها قابلة للعلاقة التفاعلية Interactivity.
وأضاف أنه لم يعد من الممكن البحث يدويًّا في مخزون الكم الهائل من المواد المتاحة، فالقرن الحادي والعشرون هو بداية عصر جديد في تفاعل الإنسان مع الآلة واعتماده عليها، ومثل هذه الملاحظات تثير فورًا تساؤلات عن قضية الذكاء الصناعي.
وأكد أن لتلك الثورة المعرفية بعض التداعيات؛ ومنها: تداعيات الثورة المعرفية على الكتاب، وتداعيات الثورة المعرفية على مجال التعليم والتعلم، وعلى المتاحف والمكتبات والأرشيفات، والقيم الإنسانية في المستقبل.
ويشهد المؤتمر الساعة التاسعة صباح اليوم الموافق 23 إبريل جلسة بعنوان “سعي العلم لتحقيق مستقبل أفضل”، يشارك فيها أربعة من الحائزين على جائزة نوبل؛ وهم: ريتشارد ارنست (الكيمياء 1991)، وجين ماري لين (الكيمياء 1987)؛ التي تشارك في المؤتمر من خلال مؤتمرًا مرئيًا، وهارولد كروتو (الكيمياء 1996)؛ الذي يرسل رسالة للمشاركين عبر الفيديو، وبيتر دوهرتي (الطب 1996) الذي يشارك أيضًا من خلال الفيديو.
تأتي جلسة علماء نوبل في إطار احتفال المؤتمر بيوم العلم. ويدير الجلسة بروس البيرتس؛ الرئيس السابق للأكاديمية الوطنية للعلوم ورئيس تحرير مجلة العلوم.
ويضم المؤتمر نحو 115 من المتحدثين البارزين؛ منهم: الدكتور مصطفى السيد؛ رئيس جوليوس براون ومدير معمل ديناميات الليزر ومعهد جورجيا للتكنولوجيا، والبروفسور جيلبرت أومن؛ أستاذ الطب وعلم الوراثة البشرية والصحة العامة بجامعة ميتشيجان.
يشارك في المؤتمر أيضًا الدكتور هوانمنج يانج؛ مدير معهد بكين لعلم الجينوم، وفيفيان ديريك؛ رئيس معهد بريدجز بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور شريف قنديل؛ أستاذ علوم المواد بمعهد الدراسات العليا والبحوث بجامعة الإسكندرية.
يتحدث في المؤتمر أيضًا مارك فان مونتاجو؛ رئيس الإتحاد الأوروبي للتكنولوجيا الحيوية، والدكتورة منى مرعي؛ رئيس معامل هندسة الأنسجة بكلية طب الأسنان بجامعة الإسكندرية، والدكتور مصطفى قاسم؛ مدير معمل الغدد الصماء في جامعة أودنسه بالدنمرك، والبروفسور رونالد لابورت؛ أستاذ علم الأوبئة بجامعة بتسبرج.
ويتضمن المؤتمر هذا العام العديد من الجلسات التي تناقش مواضيع عدة مثل تعزيز العلوم في الشرق الأوسط، والعلوم الحياتية الجديدة، والأمن الغذائي، ودور العلم في خدمة المجتمع، والتكنولوجيا الحيوية، والتنمية الحضرية.
ويضم اليوم الثاني للمؤتمر جلسة بعنوان “عجائب العلوم المتعددة”، يتحدث فيها بروس البيرتس، والدكتور مصطفى السيد، وهانيلور دانيال؛ أستاذ علم وظائف الأعضاء الغذائية.
وتأتي الجلسة الثانية في اليوم الثاني بعنوان “العلوم الحياتية الجديدة: إدراك أساسيات الحياة”، والتي تتناول دور العلوم الحياتية الجديدة في إدراك وفهم العديد من الموضوعات؛ ومنها أصل الحياة وطبيعة الصحة والمرض، والدور الذي يمكن أن تلعبه تلك العلوم في المستقبل.
ويناقش اليوم الثاني أيضًا مشكلة الحصول على الغذاء، والتي تواجه حوالي بليون شخص في العالم. وتبحث الجلسة مشكلة الأمن الغذائي وتوزيع الغذاء والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتعلقة بالأمن الغذائي.
ويضم اليوم الثالث للمؤتمر جلسة بعنوان “العلم والسياسات في خدمة المجتمع”، والتي سيعرض فيها مجموعة من العلماء نماذج ناجحة تبين قدرة العلم على تقديم حلول ملموسة للمجتمع، وسبل تنشئة أجيال تتمتع بمعرفة علمية أساسية.
يتضمن اليوم الثالث أيضًا جلستين بعنوان “الإنسان الآلي الحيوي Biorobotics: الاستفادة القصوى من الإنسان والآلة”، والتي تناقش تكنولوجيا الإنسان الآلي الحيوي الفريدة والتي تسعى إلى دمج خصائص الطبيعة والآلة.
ويضم اليوم الرابع من المؤتمر جلسة بعنوان “التكنولوجيا الحيوية: مكافحة الجوع”، والتي تتناول الاستراتيجيات التي قدمها العلماء في مجال الغذاء والزراعة والبيئة لزيادة إنتاج الغذاء. ويناقش المشاركون في اليوم الرابع أيضًا التنمية الريفية والحضرية.
ويخصص المؤتمر جلسة خاصة في اليوم الرابع لمناقشة تطورات مشروع “المليون محاضرة” (Science Supercourse)، الذي تطوره مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في بطرسبرج.
وتأتي الجلسة الختامية للمؤتمر الساعة الخامسة والنصف مساء يوم الأربعاء الموافق 25 إبريل، والتي تعرض التقارير النهائية للمؤتمر، بالإضافة إلى كلمة ختامية يلقيها الدكتور إسماعيل سراج الدين.
ويقام على هامش المؤتمر معرض بعنوان “BioFair@BioVisionAlexandria 2012″، والذي يقدم فرصة للعارضين لعرض منتجاتهم وخدماتهم للمشاركين في المؤتمر، والمتحدثين البارزين.
ويعد من أبرز المشاركين في معرض “BioFair@BioVisionAlexandria 2012”: البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، وأكاديمية العلوم للعالم النامي.
ويأتي ضمن فاعليات المؤتمر أيضًا معرض لشباب الباحثين لعرض أبحاثهم ومشروعاتهم، وسيكون المعرض فرصة لعقد العديد من المناقشات المثمرة وتبادل المقترحات مع عدد من العلماء من مختلف أنحاء العالم.
وسبق بيوفيجن الإسكندرية عقد مؤتمر TWAS/BVA.NXT 2012، يومي 21 و22 إبريل 2012، والذي نظمته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع أكاديمية العلوم للعالم النامي (TWAS) للباحثين الشباب من العالم النامي. وتناول المؤتمر هذا العام موضوع “الابتكار العلمي في العالم النامي: من النظرية إلى التطبيق”، وقام بتسليط الضوء على أهمية الابتكارات العلمية في تحقيق التنمية المستدامة.
يذكر أن مؤتمر “بيوفيجن الإسكندرية” يعد مؤتمر دولي تنظمه مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المنتدى العالمي لعلوم الحياة “BioVision- the World Life Sciences Forum”. ويقام هذا المؤتمر في الأعوام الزوجية، بالتبادل مع المنتدى العالمي لعلوم الحياة الذي يعقد في مدينة ليون بفرنسا في الأعوام الفردية منذ عام 2004. وقد نجح المؤتمر منذ سنوات في جذب العديد من الحائزين على جائزة نوبل، والمتحدثين البارزين، والعلماء، ورجال السياسة، بالإضافة إلى عدد كبير من المشاركين من جميع أنحاء العالم.
علماء نوبل يثرون مناقشات اليوم الثاني من مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية
جين ماري لين: الكيمياء ساعدت على تحسين جودة الحياة، والموقف الوقائي يعطل البحث
هارولد كروتو: العلم لغة دولية تعتمد على الخيال والتصور، ويجب الاتجاه لتعليم العلوم عن طريق الانترنت
مصطفى السيد: تكنولوجيا النانو تحقق فوائد اجتماعية واقتصادية هائلة وتعد من أبرز نماذج ربط العلم بالمجتمع
الإسكندرية في 23 إبريل– شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الدولي السادس “بيوفيجن الإسكندرية 2012″، الذي تنظمه المكتبة في الفترة من 22 إلى 25 إبريل 2012 تحت شعار “العلوم الحياتية الجديدة: الربط بين العلوم والمجتمع”، بمشاركة أكثر من 2050 مشارك ونحو 115 متحدث بارز.
وتضمنت جلسات اليوم جلسة بعنوان “سعي العلم لتحقيق مستقبل أفضل”، شارك فيها أربعة من الحائزين على جائزة نوبل؛ وهم: ريتشارد ارنست (الكيمياء 1991)، وجين ماري لين (الكيمياء 1987)؛ الذي شارك في المؤتمر من خلال مؤتمرًا مرئيًا، وهارولد كروتو (الكيمياء 1996)؛ الذي أرسل رسالة للمشاركين عبر الفيديو، وبيتر دوهرتي (الطب 1996) الذي شارك أيضًا من خلال الفيديو.
وشهد اليوم الثاني للمؤتمر أيضًا جلسة بعنوان “عجائب العلوم المتعددة”، تحدث فيها كل من بروس البيرتس؛ الرئيس السابق للأكاديمية الوطنية للعلوم ورئيس تحرير مجلة العلوم. والدكتور مصطفى السيد؛ رئيس جوليوس براون ومدير معمل ديناميات الليزر ومعهد جورجيا للتكنولوجيا، وهانيلور دانيال؛ أستاذ علم وظائف الأعضاء الغذائية، وأدارها الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية.
وأكد جين ماري لين أن للعلم وخاصة الكيمياء دور كبير في إفادة المجتمعات في مجالات متعددة؛ كالصحة والاقتصاد. وأوضح أن الكيمياء تعتبر من الفروع المنسية، إلا أنها قدمت العديد من الإسهامات في تحسين حياة الإنسان، من خلال الملبس والمسكن وطرق الاتصال ومحاربة التلوث وتأمين مناطق العمل، وحتى تقديم الدعم في أبحاث المجالات الأخرى كالفيزياء والبيولوجيا.
وأشار إلى أن الكيمياء ساعدت على تحسين جودة الحياة، وذلك للدور الذي تلعبه في فهم خواص المواد وتعديل الخواص لإنتاج مواد جديدة وبالتالي الخروج بمنتجات مختلفة وصناعات تساهم في دعم الاقتصاد.
وأكد أنه بالرغم من أن الاعتماد على العلوم لتحسين حياة الإنسان وخدمة المجتمعات قد ينطوي على المجازفة، إلا أن الموقف الوقائي يعطل البحث والتجربة.
وشدد على أن دور العلم والعلماء والمؤتمرات والمراكز العلمية يتمثل في تحسين الفرص وتقليل المخاطر، بالإضافة إلى العمل على نشر العلم بين الدول ودعم سبل توصيله للجميع.
وقال إن الدول المتقدمة يجب أن تسعى إلى نشر الحلول العلمية والمعرفة في دول العالم النامي، كما أن العلماء يقع على عاتقهم مسئولية البحث عن الحقيقة والمعرفة ونشرها، والاهتمام بتعليم العلوم.
وفي رسالته للمؤتمر، أكد بيتر دوهرتي على أهمية نشر العلوم والخبرات والابتكارات العلمية بين جميع الدول ومن خلال المؤتمرات والمراكز العلمية المختلفة، مستشهدًا بدور النهضة الإسلامية في العلوم المختلفة وتأثيرها على العلم في أوروبا.
وقال إن العلوم الحياتية أحدثت تأثير كبير في حياة الإنسان، خاصة في مجال مكافحة الأمراض وتوفير الغذاء ومواجهة التحديات البيئية، مشددًا على أهمية المؤتمر في رصد المقاربات العلمية والتكنولوجية والسياسية والاجتماعية التي تساهم في وضع حلول تضمن تحسين مستوى المعيشة للأفراد ومساواة الأفراد على مستوى العالم.
من جانبه، أكد هارولد كروتو أن العالم لايزال مرتبكًا عند محاولة إدراك دور العلوم في حياة الإنسان، إلا أن الكيمياء على سبيل المثال لعبت دورًا كبيرًا وقدمت حلول ذات قيمة عظيمة لخدمة المجتمع، خاصة في مجال فهم خواص المواد وبالتالي تحسين صحة الإنسان.
وشدد على أن العلم هو لغة دولية، لا تفرق بين الدولة أو الدين أو العرق، ولذلك يجب أن يعمل العلماء على نشر تلك اللغة في جميع أنحاء العالم. وأضاف أن تعليم العلوم يجب أن يبدأ في سن مبكرة وأن يعتمد على الشرح والتجريب والتطوير المستمر.
وتحدث كروتو عن تجربته في محاولة تعليم العلوم دوليًا من خلال تقديم ورش عمل للأطفال، وعن طريق الانترنت من خلال برنامج GEOSET، والذي يقوم على تقديم برامج فيديو وعروض علمية سهلة ومبسطة. وأكد أن العلم يحتاج عقول تتمتع بالخيال والتصور، كما أنه يعتمد على قيم السلام والتناغم.
وفي كلمته، تحدث ريتشارد ارنست عن أهمية تعليم العلوم والعمل على نشرها، خاصة في دول العالم النامي وإفريقيا، وخاصة بالنسبة للمرأة.
وتطرق إلى وضع المرأة المصرية، مشيرًا إلى أن وضع المرأة المصرية في مجال التعليم والعلوم تحسن في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يقارن بالتقدم الذي وصلت إليه دول أخرى واجهت نفس التحديات؛ مثل عمان وإيران.
وأوضح أن 40% من النساء فوق سن 15 في مصر يعانون من الأمية، كما أن النساء تشارك في العمالة بنسبة 24% فقط، بالإضافة إلى قلة تمثيل المرأة في الحياة السياسية.
وشدد على أن الثورة المصرية تمثل فرصة فريدة للمصريين لإعادة اكتشاف دور المرأة في العلوم، والتركيز على توفير الفرص والمنح ومجالات البحث للمرأة في المجالات العلمية المختلفة.
وفي كلمته، تحدث بروس البيرتس عن “عجائب العلوم المتعددة”، انطلاقًا من تجاربه الشخصية. وأكد أن تعرضه للفشل في مساره العلمي كان من أفضل الطرق للتعرف على العلوم بشكل أفضل. وتطرق إلى اكتشاف ما يعرف بآلة البروتين؛ والتي تسمح بتكرار الحمض النووي.
وأكد أن العالم يحتاج المزيد من العلماء المتخصصين في مجال الكيمياء الحيوية لدعم علم الأحياء النظري والتعرف على خواص الخلايا، مبينًا أننا نحتاج وقت طويل جدًا لكسب معرفة حقيقية عن كيفية عمل الخلايا والكائنات الحية.
وشدد البيرتس على أهمية بناء المعاهد العلمية وإنشاء المعامل لتعزيز الابتكار، والربط بين تلك المعامل من خلال ثقافة اتصالية وتعاونية، وتشجيع التلاقي بين الأشخاص والأفكار.
وألقى الدكتور مصطفى السيد كلمة عن استخدام تكنولوجيا النانو في المجتمع، مشيرًا إلى أن تكنولوجيا النانو وأبحاثها غير مكلفة على الإطلاق، مقارنة بالفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي تعود على الدول التي تهتم بهذا العلم، الذي يطلق عليه “علم الفقراء”، مشيرًا إلى أن جميع الدول تقف منه على مسافة واحدة نظرًا لحداثته، حيث بدأ عام 1980.
وعن أهمية تكنولوجيا النانو في الصناعة، قال إن أي صناعة تقوم على مواد معينة ذات صفات معينة يمكن أن يُصنع منها منتج لخدمة الإنسان، مؤكدًا أنه من هذا المنطلق تأتي أهمية تكنولوجيا النانو، التي تقوم على الإبداع في تصغير المواد لتتغير خواصها، وبالتالي تحقق وظائف مختلفة لخدمة الإنسان.
وألمح إلى أن الذهب والفضة يعتبران من أبرز الأمثلة على فائدة تكنولوجيا النانو، حيث إن الذهب لا يعد مادة كيميائية فعالة، إلا إنه مع تحويله إلى جزيئات النانو، فهو يتفاعل مع الضوء، ويزيد من قوته، مما يزيد درجة الحرارة.
وأشار إلى أن الفضة وعنصر الكربون تم استخدامهم في القضاء على البكتيريا في حالة النانو. وأضاف أن أكسيد التيتانيوم يتم استخدامه الآن بشكل متزايد في المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث يستخدم في مواد الطلاء والسيراميك ويحتاج فقط إلى تسليط الضوء عليه ليقوم بتنقية نفسه من البكتيريا.
وأوضح أن الاعتماد على تكنولوجيا النانو يمكن أن يدفع بالدول التي تمول أبحاثها إلى تقدم وتطور مذهل، حيث إن هذه التكنولوجيا تساعد على بدء صناعات جديدة، مما يؤدي إلى خلق وظائف، ودعم الاقتصاد.
وقال إن عدد متزايد من الشركات تتجه الآن إلى الاستثمار في تكنولوجيا النانو، وارتفعت في السنوات السبع الأخيرة من 170 شركة إلى 730 في مجال الصحة واللياقة على سبيل المثال.
وأكد أن تكنولوجيا النانو تستخدم الآن في العديد من المجالات، كالصحة، والطاقة، والاتصالات، والبضائع، والمنسوجات، والصناعات الثقيلة، وغيرها.
وتحدث عن استخدام جزئيات النانو في علاج السرطان، باستخدام مركبات الذهب الدقيقة. وقال إن الفكرة تكمن في وضع قطع الذهب لتتراكم على الخلايا السرطانية وتدخل فيها، وبمجرد تسليط الضوء عليها تصبح ظاهرة للطبيب المعالج، كما أنها تعمل على تركيز الأشعة الضوئية وكل الحرارة المتولدة عنها في تدمير الخلايا السرطانية وبالتالي القضاء على السرطان في الجسم.
وأشار إلى أن أهم مميزات استخدام النانو تكنولوجي في علاج مرض السرطان هي تجنب الجراحة ومخاطرها، وتخطي مشاكل العلاج الإشعاعي والكيميائي. وأوضح أن شخص واحد من كل أربعة أشخاص يموت بالإصابة بمرض السرطان سنويًا، حيث إن 23% من الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية يكون سببها مرض السرطان