العدد 189 من مجلة “البيئة والتنمية”
بيروت : آفاق بيئية
العلاقة التلازمية بين أمن المياه وأمن الطاقة وأمن الغذاء في العالم العربي المتغيِّر، هي موضوع غلاف عدد كانون الأول (ديسمبر) من مجلة “البيئة والتنمية”. وهو يركز على أهمية الحفاظ على الموارد المائية والوقودية المهددة بالنضوب، واستهلاكها بحرص وكفاءة، مع تعزيز البحث العلمي لاعتماد خيارات تكنولوجية مستدامة. ويستنتج أن الأمن الغذائي العربي قابل للتحقيق من خلال التكامل الزراعي الإقليمي، الذي يجمع المقومات المختلفة المتوافرة في البلدان العربية، مثل موارد الأرض والماء، والموارد البشرية، والموارد المالية.
ويتضمن العدد عرضاً شاملاً لمؤتمر المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) السنوي السادس في الشارقة، الذي نوقشت خلاله نتائج تقرير 2013 حول الطاقة المستدامة في المنطقة العربية. وقد اقترح مشاركون في المؤتمر على “أفد” أن يشارك في وضع خطة وطنية لقطاع الطاقة في كل بلد عربي، ما يعكس مدى الثقة المتنامية بدور هذه المنظمة الإقليمية التي أخذت على عاتقها مهمة “دعم السياسات والبرامج البيئية الضرورية لتنمية العالم العربي استناداً إلى العلم والتوعية”، وقد أصبحت تقاريرها مرجعاً رئيسياً لأصحاب القرار في تطوير السياسات البيئية للبلدان العربية.
ويضم العدد الحلقة الثانية من مذكرات الدكتور مصطفى كمال طلبه، مهندس البيئة العالمية الذي ترأس برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) لمدة 17 عاماً. ويكشف طلبه في هذه الحلقة خلفيات فوز شركة كويتية على شركة إسرائيلية لبناء مقرّ “يونيب” في نيروبي في سبعينات القرن الماضي. وفيه مواضيع بيئية عربية وعالمية تدل على ارتفاع أسهم الطاقة المتجددة، منها ترويج السيارات الكهربائية في بلدان الخليج، وتحلية المياه بالطاقة الشمسية في الخفجي السعودية، وإنتاج الطاقة من مياه المجاري، إضافة إلى كلمة للدكتور راشد أحمد بن فهد، وزير البيئة والمياه في الإمارات، عن تنويع المصادر وكفاءة الطاقة. وفي قسم “كتاب الطبيعة” ضمن العدد موضوعان مصوران، عن أفضل صور الحياة البرية لهذه السنة، وألوان الخريف في حديقة ونترتور بولاية ديلاوير الأميركية. ومن المواضيع الأخرى: نماذج زلزالية لبلدان الشرق الأوسط، التاريخ الروماني في عاصمة المغرب القديم، سعادة السعوديين… الحياة في “الأخضر”، فضلاً عن نشاطات المنتدى العربي للبيئة والتنمية، ومساحات لتعليقات بيئية ضمن “أليس في بلاد العجائب”.
وفي افتتاحية العدد بعنوان “لاجئو المناخ: الآتي أعظم”، يشير نجيب صعب إلى العبّارة التي غرقت قبل أسابيع وراح ضحيتها عشرات اللبنانيين وهم في طريقهم من إحدى الجزر الإندونيسية بحثاً عن حياة جديدة أفضل في أوستراليا، فيرى أن “لاجئي النزاعات والحروب ليسوا إلا نقطة في بحر الهجرة الجماعية من الجنوب إلى الشمال حين تضرب الآثار المنتظرة لتغيّر المناخ، “عندها لن تستطيع كل أساطيل العالم منع مئات ملايين الجياع من الهرب إلى أي مكان، أكان في أوروبا أو أوستراليا أو أميركا، بحثاً عن مأكل ومشرب ومأوى”.