الدكتور حمو العمراني: خلق شبكات تمكن الباحث العلمي من الاندماج
ضمن منظومة الإنتاج وتسويق المعرفة
آفاق بيئية :محمد التفراوتي
وأضحى لازما البحث عن مقاربات جديدة تواكب مستجدات العصر، ترنو تحديد وتقديم أحدث مفاهيم وأدوات إدارة المعرفة وتقاسم المعارف في التنمية عموما.
ذلك أنه لا مناص من توفير الخبرة اللازمة للحفاظ على الاستدامة والتنمية خصوصا لدى الفلاحين الصغار دون تعزيز إمكانيات التواصل والتشبيك بين الخبراء في مجال إدارة المعرفة وبين المزارعين..
شهدت جامعة الأخوين بإفران ورشة علمية حول عمل حول إدارة الشبكات وتقاسم المعرفة في مجال الزراعة والتنمية القروية بالمغرب.وذلك في أفق تجاوز الاستخدام المحدود للمنتجات وتقاسم المعارف المتصلة بالابتكارات في مجال الزراعة والتنمية .
وعكف بذلك 35 مشارك مثلوا مجموعة من المؤسسات والهيئات ومجتمع مدني من مختلف مناطق المغرب في مجالات التنمية الزراعية والبحث العلمي والتعليم الزراعي ، والمنظمات غير الحكومية ، ومدبري المشاريع على صياغة خارطة طريق
تخدم صغار المزارعين، وتحدد الأولويات وترسم معالم منهج قويم يقلص الهوة بين مختبر الباحث وحقل الفلاح الصغير..
وخلال افتتاح الورشة ذكر الدكتور محمد لكروري نائب رئيس جامعة الأخوية براهنية موضوع الورشة واندماجه الكامل
في ديناميات الإبداع وتثمين نتائج البحوث التي يشهدها المغرب.ودعا إلى وجوب الانخراط في حوار مفتوح مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين في نشر وإنتاج واستخدام المعرفة من أجل التنمية الزراعية والقروية.مستعرضا مختلف الأفكار والرؤى توجه آفاق اشتغال الورشة.
وحرص المهندس عبد الرحمان ايت الحاج على لفت الانتباه إلى مراعاة استدامة البعد المعرفي والمعنوي لنجاج مشروع “قرية نت “بالمغرب من خلال إنشاء شبكة وطنية تحمل مشعل الاستمرارية وصياغة أدوات عملية تنهل من احتياجات ومساهمات أعضاءها من حيث بناء القدرات في مجال إدارة وتقاسم أدوات المعرفة والابتكار والممارسات وكذا تحديد خطة عمل مع الأنشطة ذات الأولوية …
ومن جهتها دعت المهندسة فاطمة زهيد إلى مراعاة جانب التأهيل المهني ونهج محو الأمية الوظيفية والفنية والعلمية. لتحقيق التواصل والانسجام بين الأطراف المشتغلة في قطاع الزراعي وذلك عن طريق تدريس أشخاص في مجال التقنيات الفلاحية ومختلف المعلومات الزراعية بطريقة بسيطة مع اختيار المحتوى الذي يصب في اهتمام المزارع الصغير.وكذا اختيار المجال الأقرب إلى الفلاح. وأكيد أن “فلسفة قرية نت” ، كفضاء مرن ، تصب في هذا الاتجاه..
وافاد الدكتور حمو العمراني الخبير الدولي المغربي في مجال الزراعة والأمن الغذائي بمركز البحوث والتنمية الدولية الكندي CRDI ومنسق مشروع “قرية نت” أن مشروع “قرية نت” ،هو مشروع إقليمي مشترك بين مركز البحوث للتنمية الدوليّة الكندي IDRC والصندوق الدولي للتنمية الزراعية IFAD، لدعم الجهود في مجال إدارة المعرفة كمدخل لتعزيز فعالية المشاريع التنموية التي تتناول الحد من الفقر.
ويركز المشروع على تحسين وتعزيز الكفاءات والقدرات على الصعيدين الوطني والإقليمي كمدخل لتحسين إدارة المعرفة ، وبالتالي تحفيز ثقافة “تعلم أفضل” التي ستؤثّر بدورها على توسيع نطاق الابتكارات وعلى تحسين سياسات التنمية التي تستهدف خدمة الفقراء من خلال إدارة المعرفة وتقاسم المعارف والخبرات.
وعن الإضافة النوعية التي يمكن أن يضفيها مشروع” قرية نت” على مختلف المقاربات السالفة أكد الدكتور العمراني أن
مشروع” قرية نت” ينشد الاشتغال مع المزارعين وفق مقاربة جديدة تستهدف بث تقافة جديدة للإدارة التشاركية لنقل المعرفة و تحسين الأداء والتواصل مع المزارعين هذا فضلا عن مساعي الجهة المعنية بالقطاع سواء جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل مع المزارعين في الإرشاد الفلاحي أو الهيئات الحكومية الأخرى مثل إدارة التكوين في المجال الفلاحي ومختلف الهيئات التي أنشئت للإرشاد وتوجيه المزارعين .
وأضاف أن التصور الجديد لمشروع” قرية نت” مع هذه الأطراف المعنية ، مؤسسات و مجتمع مدني والاشتغال معهم كشركاء سيمكن من رفع مستوى أداءهم مع المزارعين والإفادة من المزارعين كخبرات ستنمو وذلك في الدول العشر المستهدفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا من بينها المغرب و الأردن، الجزائر، السودان ، المغرب، اليمن، تونس، سوريا، فلسطين، لبنان ومصر.
وعلى مستوى تجاوب مؤسسات الدول المستهدفة مع هذا المشروع أشار الدكتور العمراني إلى أن هناك إيقاعين يميزان المشروع إيقاع سريع تمثله بعض الدول انخرطت بقوة وبوتيرة جيدة كدولة السودان حيث زرت مرتين دولة السودان وقمت بجلسة عمل مع كل من وزير الزراعة.ووزير الثروة الحيوانية وأكدوا على أهمية المشروع وأبدوا استعدادهم للانخراط الشامل في توجهاته وتدليل سبل المثبطات لبلوغ المرامي وإنجاح المشروع. كما تم خلق شبكة ل “قرية نت” بالسودان وانطلقت أشغالها في حين هناك تحرك بإيقاعات مختلفة من بلد إلى بلد بكل من لبنان وتونس…
وأثنى الدكتور العمراني على البرامج والمشاريع المبرمجة والمنجزة بالمغرب ذلك أن هناك أفكار جيدة بالمغرب ومشاريع ممتازة من قبيل المخطط الأخضر والدراسات الوازنة لوزارة الفلاحة في القطاع ستيسر إشتغال مشروع “قرية نت” واستدامته ويقول الدكتور العمراني “وتصورنا لاستدامة المشروع رهينة بما يقدمه من خدمات تستجيب لحاجيات فعلية يعيشها الفلاح الصغير
هذا فضلا عن وجوب خلق فضاء للحوار بين الأطراف الإقليمية من الباحثين والممارسين في مجال التنمية عبر استهداف منظمات المزارعين والهيئات الحكومية وممثلي وسائل الإعلام لوضع خطة تنفيذ مأسسة إدارة المعرفة. كل هذا لفك إشكال الاستدامة في مختلف المشاريع والأبحاث العلمية الغير الخاضعة للمتابعة والتقييم ..
وبخصوص آلية إخراج الباحث من محرابه العلمي كي يتواصل مع المزارعين ولكون الباحث يشتغل بمعزل عن رهانات واقع المزارعين ذكر الدكتور العمراني ببروز فجوة واضحة بين نتائج البحوث والباحثين عن المعرفة كالمزارعين وخبراء التنمية الريفيّة. كما أنّ نتائج البحوث هذه لا تترجم بما فيه الكفاية الى مشاريع التنمية على مستوى صغار المزارعين وفقراء القرى.
ليستنج وجوب اعتماد آليات عملية من قبيل الجنوح نحو خلق شبكات تمكن الباحث العلمي من الاندماج ضمن منظومة الإنتاج وتسويق المعرفة وكي يتمكن من توجيه أبحاثه وفق حاجيات وأولويات المزارعين..
أي أن “الشبكة” ستفجر أفكارا لمأسسة تبادل المعرفة بشكل تشاركي على مستوى القطاع الحكومي وعلى مستوى المجتمع المدني وستفسح المجال لتوفير فضاء إلتقاء يقود نحو تقليص الهوة الموجودة بين منتجي المعرفة والمزارعين ..
ذلك أن “الشبكة قرية نت ” ، يضيف الدكتور العمراني ، سيكون لها دور تحديد الأولويات بشكل تشاركي حسب المعنيين بالتنمية عموما وبالتنمية القروية بشكل خاص ..وستمكن كذلك كمشروع جهوي، إقليمي من تلاقح الأفكار والتجارب وتبادل المعرفة بين الدول ..خصوصا وأن هناك ازدهار أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال إدارة وتقاسم المعرفة في الزراعة والتنمية القروية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال السنوات الأخيرة .
يشار أن الورشة عرفت نقاشا مستفيضا حيث اشتغل ثلاث لجان على محاور اختيرت بمقاربة تشاركية رست مسودة خريطة خريطة طريق تتغيا مرامي تقليص الفقر والجوع باعتماد المعرفة وإشاعة المعلومة وفي سياق إرادة سياسية ومعرفة تقنية ومشاركة الأفراد …
يذكر أن مشروع “قرية نت” يندرج ضمن مشاريع مركز البحوث للتنمية الدولية CRDI التنموية، خصص له دعم مادي في حدود 3 ملايين دولار في ظرف ثلاث سنين .