المؤتمر العالمي للتربية البيئية 2013، تعزيز للمسؤولية البيئية

محمد التفراوتي9 يونيو 2013Last Update :
المؤتمر العالمي للتربية البيئية 2013، تعزيز للمسؤولية البيئية

image001

ترغب مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والتي تشارك في تنظيم هذا المؤتمر حول التربية البيئية، أن تجعل من هذا المؤتمر حدثا صديقا للبيئة وتحقق الحد الأدنى من بصمة الكربون. كما أن هذا الحدث يعتبر فرصة بالنسبة للمؤسسة لتعزيز برنامج الحد من الكربون.

ويستعد المؤتمر العالمي للتربية البيئية لسنة 2013، والذي سيعقد من 09 إلى 14 يونيو، لاستضافة أكثر من 1200 مشاركا أتوا من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات في مجال التربية البيئية وتقاسم أفضل السبل لرفع الوعي بهذه القضايا الحاسمة.

وفي إطار تعزيز التربية من خلال الأمثلة، قرر منظمو هذا الحدث وأمانة المؤتمر العالمي للتربية البيئية ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة أن يجعلوا من هذا المؤتمر حدثا صديقا للبيئة، وأصدروا ميثاقا سيشكل وسيلة لحماية البيئة على المدى الطويل.

وتبدأ هذه المبادرة من خلال الاقتصاد في الورق، وهي المادة التي تعتبر الأكثر استهلاكا خلال هذا النوع من التظاهرات. وفي إطار هذه الاستراتيجية، وبغض النظر عن الهدف المسمى “بدون ورق”، تلعب شبكة الأنترنت دورا رياديا. إذ يتم تنزيل جميع المعلومات والخطط والملاحظات المتعلقة بالمؤتمرات، والتدخلات وما إلى ذلك، مباشرة على موقع المؤتمرwww.weec2013.org . كما تتم التسجيلات عبر الأنترنت، فيما تتم كتابة المراسلات عبر البريد الإلكتروني، وحتى الملف الصحافي يتم تنزيله عبر الأنترنت، مما يمكن من توفير العديد من النسخ الورقية. وإذا استلزم الأمر، يُنصح بطباعة الأوراق على الجهتين. وفي فضاء العرض، سيتم تحسيس العارضين بضرورة الاستخدام الرشيد للكتيبات وإعادة تدوير أثاث التزيين وجمع كل ما لديهم من النفايات في نهاية الحدث.

على صعيد آخر، تم تنظيم خدمات التموين خلال مؤتمر 2013 بشكل يتناسب مع البيئة، حيث تعطى الأولوية للمنتجات المحلية بهدف تجنب التنقل، والتخلص من المنتجات المعبأة بشكل مفرط، والتي تنتج عنها النفايات غير الضرورية. إضافة إلى ذلك، يتم التقييم الدقيق للوجبات المقدمة بكميات تسمح بتجنب التبذير، كما سيتم استعمال الأطباق التي يعاد استخدامها ووضع زجاجات المياه رهن الإشارة لتفادي العدد الكبير لزجاجات المياه البلاستيكية.

وفي ما يخص النفايات، ستتم برمجة الفرز الانتقائي (من خلال عزل  الورق والورق المقوى، والزجاج، والمعادن والبلاستيك، والنفايات العضوية) إضافة إلى تحسيس المشاركين بأهمية هذه العملية، فيما ستُطرح هذه النفايات في قناة خاصة بالتسميد.

وسيتم حث المشاركين على تحقيق الحد الأدنى في استخدام العربات ذات المحرك، وقد تم لهذا الغرض توفير رحلات مكوكية في إطار خطوط مصممة لخدمة الفنادق التي تتوفر على علامة بيئية، مثل علامة المفتاح الأخضر الخاص بالمؤسسة. وفي هذا الإطار، سيتم نشر أوقات العمل بهذه الرحلات على نطاق واسع لتسهيل الاستفادة منها. كما سيتم تطبيق أسعار تفضيلية لفائدة المشاركين في المؤتمر والذين يستخدمون وسائل النقل العام أو الدراجات الهوائية أو عربات الخيول. وبالنسبة للمشاركين الذين يستخدمون السيارات، سيتم توفير برنامج خاص بالتعويض الطوعي للكربون الناتج عن تنقلاتهم.

وتعتبر وسائل النقل، وخاصة الجوية منها، من أهم العوامل التي تطرح بحدة مشكل بصمة الكربون خلال المؤتمر العالمي للتربية البيئية لسنة 2013 ، إذ أن تجمُّع 1200 شخص من جميع أنحاء العالم،  يعتبر عاملا كافيا لتوليد كمية كبيرة من بصمة الكربون، وهو أمر لا مفر منه خلال أي مؤتمر عالمي.

ولحل هذا المشكل، حرص المنظمون على العمل في اتجاهين مختلفين، يتمثل أولهما في اقتراح صيغة خاصة بالتعويض الطوعي لانبعاثات الكربون الناتجة عن تنقلات المشاركين. ولهذا الغرض، يمكن استخدام حاسوب الكربون الذي وضعته مؤسسة محمد السادس للبيئة (www.fm6e.org/co2/fr2) وبالتالي دفع مبلغ بسيط سيتم تخصيصه لمشروع بيئي ما (كالطاقة الضوئية و التحسيس وما إلى ذلك).

ويكتسي الاتجاه الثاني طابعا شموليا، حيث ستقوم مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والمنظمون بوضع حصيلة عن انبعاثات الكربون التي نتجت خلال المؤتمر العالمي للتربية البيئية لسنة 2013، وكذلك بتنفيذ مشاريع التعويض الطوعي للكربون. وبطبيعة الحال، سيتم إشعار المشاركين من خلال موقع المؤتمر العالمي للتربية البيئية  2013وموقع المؤسسة على الأنترنت، وبهذا سيشعرون بالارتياح لمشاركتهم في مؤتمر صديق للبيئة، يسمح لهم من خلال المشاريع البيئية بتعويض بصمة الكربون التي لم يتمكنوا من تجنبها، مما سيجعل من المؤتمر العالمي للتربية البيئية حدثا بدون بصمة الكربون.

وفي هذا الإطار، قامت المؤسسة في سنة 2012 بوضع حاسوب ثاني أكسيد الكربون على أساس تجريبي. وبالنسبة للمغرب، تعتبر هذه التجربة الأولى من نوعها، وذلك باعتبار الدور الريادي الذي تلعبه المؤسسة في مجال البيئة. ومن خلال هذه الأداة التربوية، تم وضع برنامج ملموس للتعويض الطوعي للكربون، ذلك أن شركات مغربية كبرى استطاعت بفضل المؤسسة أن تضمن تعويضها لانبعاثاتها من الكربون من خلال تمويل المشاريع البيئية للمؤسسة أو لمؤسسات أخرى. وقد مكن هذا البرنامج من زرع مئات الآلاف من شتلات النخيل بهدف تجديد وحفظ واحات النخيل بمدينة مراكش التي ساهمت سمعتها وجاذبيتها على المستوى العالمي في نجاح المؤتمر العالمي للتربية البيئية لسنة  2013، وذلك بفضل التعويض الطوعي للكربون.

 المؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية

يُعتبر هذا المؤتمر الذي يعقد كل سنتين، مؤتمراً فريداً من نوعه، حيث سيتم خلاله عرض أهم التجارب في مجال التربية البيئية وتقديمها للعالم. فخلال دورة هذه السنة (2013)، ستتم مناقشة موضوع شامل يوضح العلاقة بين المدينة والقرية من أجل انسجام أفضل، كما سيتم إدراج 11 موضوعا متخصصا، ابتداءً من الحوار بين الثقافات ووصولا إلى الأخلاق والصحة. ويمكن أن تضم المواضيع المقترحة مواد مختلفة وذات أهمية، تخص المربين والمهنيين في مجال البيئة.

وفي دورته لسنة 2013، سيحتفل المؤتمر بمرور عشر سنوات، حيث تم عقد المؤتمر الأول في البرتغال سنة 2003. فيما عقدت الدورات الأخرى في كل من البرازيل (2004)، وإيطاليا (2005)، وجنوب إفريقيا (2007)، وكندا (2009) وأستراليا (2011)، وذلك من خلال تعبئة العديد من المشاركين (للمزيد من المعلومات حول الدورات السابقة، المرجو الاطلاع على الموقع التالي: www.environnemental-education.org ).

ويمثل مؤتمر 2013 فرصة جديدة من أجل تقديم أحدث الأفكار والممارسات للجمهور على المستوى الوطني والدولي، إضافة إلى تبادل التجارب حول الرهانات المرتبطة بالتربية البيئية.

ومن أجل تثمين التنوع الثقافي، سيتم عقد المؤتمر بأربع لغات رسمية: العربية، والفرنسية، والإنجليزية والإسبانية. كما سيتم تنظيمه تماشيا مع المبادئ البيئية، وهي: بدون كربون، بدون نفايات، والتغذية المحلية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News
error: Content is protected !!