في المغرب: دراسة سيتوجينية باستخدام العد المجهري وقياس التدفق الخلوي
آفاق بيئية: محمد التفراوتي
تمثل شجرة أركان (Argania spinosa L. Skeels) أحد الأنواع النباتية المستوطنة في المغرب، وتتميز بتنوعها المورفولوجي والجيني الكبير. تهدف دراسة أنجزها فريق علمي مغربي، من المعهد المغربي للبحث الزراعي وعدة مؤسسات جامعية وبحثية، إلى تحليل الجوانب السيتوجينية لهذا النوع من خلال تحديد عدد الكروموسومات ومستوى الصيغة الصبغية في مجموعة وطنية من أركان.
اعتمدت المنهجية على عينات من خمسة أنماط وراثية تم اختيارها بناء على خصائصها المورفولوجية والفينولوجية. تم زرع البذور وتحليل نهايات الجذور الخلوية باستخدام المجهر الضوئي لتحديد عدد الكروموسومات. كما استخدمت تقنية قياس التدفق الخلوي (Flow Cytometry) لتأكيد نتائج العد المجهري وتحديد حجم الجينوم ومستوى الصيغة الصبغية.
أظهرت النتائج وجود ثلاث صيغ كروموسومية مميزة في خلايا أركان: 2n = 20، 2n = 22، و2n = 24. يُعتبر الرقم 2n = 22 اكتشافا جديدا لم يتم توثيقه في الدراسات السابقة، مما يعكس وجود تنوع كروموسومي غير مسبوق داخل النوع النباتي. رغم هذا التباين العددي، أظهرت جميع العينات استقرارا في مستوى الصيغة الصبغية (2n = 2x).
تشير الدراسة إلى أن هذا التنوع قد يعكس آليات تطورية مثل التضاعف الكروموسومي الجزئي (التتراسمية) أو تكرار الجينات، ما يمكن أن يؤثر في الصفات المظهرية والقدرة على التكيف مع الظروف المناخية. كما تبرز أهمية هذه النتائج في تحسين برامج التربية الوراثية وتفادي مشاكل التزاوج غير المتوافق.
ويوصى الباحثون بإجراء دراسات إضافية باستخدام تلوين غير نوعي لتحديد حجم الجينوم بدقة أكبر، إلى جانب توسيع نطاق التحليل ليشمل عددا أكبر من الأنماط الوراثية من مناطق مختلفة، بهدف تعزيز المعرفة حول التنوع الوراثي لشجر أركان ودعمه كعنصر محوري في الأمن البيئي والزراعي بالمغرب.
يشار أن هذه الدراسة تمثل مساهمة علمية جديدة في مجال البيولوجيا السيتوجينية للنباتات وتسلط الضوء على الأهمية البيئية والاقتصادية لشجرة أركان كمورد جيني استراتيجي في مواجهة التغيرات المناخية.
