آفاق بيئية: محمد التفراوتي
تحمل مطمورات الأرض مفاتيح جديدة لفهم تاريخ الحياة على كوكبنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالديناصورات وتطور النظم البيئية القديمة. الأحافير المكتشفة في تكوينات جيولوجية مثل المرس الثالث في المغرب تكشف عن أنواع جديدة وأصول تطورية غير معروفة سابقا، مما يساعد العلماء على سد الفجوات في سجل الحياة القديم.
كلما زاد التنقيب، كلما زادت فرص العثور على ديناصورات جديدة، أو روابط تطورية غير متوقعة، أو حتى أدلة على أحداث بيئية غير معروفة. الاكتشافات الأحفورية الحديثة تثبت أن هناك دائما المزيد لنكتشفه، وأن تاريخ الأرض لا يزال يحمل أسرارا تنتظر الكشف عنها.
وتعد جبال “الأطلس المتوسط” في المغرب منجما غنيا جدا بالمعلومات بالنسبة للمنقبين وعلماء الجيولوجيا والبيئة الذين يدرسون العصر الجوراسي الأوسط. هذه المنطقة تحتوي على أحافير متعددة ومتنوعه تمثل حقبا زمنية مهمة في تاريخ الأرض، بما في ذلك آثار الديناصورات وأسلافها، مما يجعلها محط اهتمام عالمي.
وتم اكتشاف بالمغرب متحجرة تحتوي على رأس فخذ أقدم ديناصور من فصيلة “سيرابودا”.
وأفادت دراسة مألفة من الباحثين سوزانا ميدمينت، إدريس ورهاش، ريتشارد جي بتلر، خديجة بومير، أحمد أوسو، كوثر الشراي، عبد السلام الخنشوفي، وبول إم باريت، و نشرت في منبر الجمعية الملكية، وهي أقدم أكاديمية علمية في العالم، أنه تم اكتشاف عظمة فخذ تعود لديناصور من فصيلة السيرابودا في المغرب، وتحديدا في تكوين المرس الثالث، الذي يعود للعصر الجوراسي الأوسط. هذا الاكتشاف مهم جدًا لأنه يُعد من أقدم الأدلة على وجود هذه الديناصورات في شمال إفريقيا.
تركز الدراسة على أهمية التحليل التشريحي لتحديد علاقات الديناصورات، لكنها تؤكد الحاجة إلى مزيد من الحفريات لإعطاء تصنيف دقيق. و تشير إلى أن التغيرات المناخية خلال العصر الجوراسي الأوسط لعبت دورا رئيسيا في تطور الديناصورات العاشبة.
ويبدو أن تكوين المرس الثالث في المغرب بيئة غنية بالأحافير التي قد تقدم فهما أعمق عن تطور الديناصورات خلال هذه الحقبة.
هي خطوة هامة إذن لفهم تطور الديناصورات في المغرب والعالم. إنها تقدم رؤى جديدة حول التنوع البيولوجي للديناصورات في العصور الجيولوجية القديمة وتوسع المعرفة حول تطور الديناصورات العاشبة التي شكلت جزء كبيرا من البيئة الأرضية.
الاكتشاف مهم في المغرب، بشكل خاص، لأن المنطقة غنية بالأحافير التي تعود لفترات جيولوجية قديمة، وهذه المتحجرة تقدم دليلا على وجود ديناصورات “سيرابودا” في مناطق كانت تعتبر في السابق نائية عن تطور هذا النوع من الديناصورات. هذا الاكتشاف يمكن أن يعزز فهمنا حول التنوع البيئي في العصر الجوراسي، وكيف تطورت الديناصورات في ظروف بيئية متفاوتة.
و يعكس هذا الاكتشاف بالإضافة مدى تقدم تقنيات الحفر والبحث الأثري في المغرب، ويعزز مكانتها كموقع استراتيجي لدراسة الحياة القديمة.
وتقدم هذه الدراسة اكتشافا مهما جدا في علم الحفريات، حيث تم العثور على أقدم حفرية معروفة لديناصور “سيرابودان” في العالم في تكوين المرس الثالث في جبال الأطلس المتوسط بالمغرب. هذا الاكتشاف يعزز فهمنا لتطور الديناصورات العاشبة في العصر الجوراسي الأوسط، كما يسلط الضوء على أهمية المواقع الأحفورية في المغرب من خلال تقديم بيانات جديدة عن تاريخ الحياة على الأرض
و سعزز هذا الاكتشاف مكانة المغرب كأحد أهم المواقع الأحفورية في العالم، خاصة فيما يتعلق بالديناصورات.
ويفيد العثور على أقدم سيرابودان، إلى جانب أقدم أنكيلوصور وأحد أقدم ستيجوصورات في تكوين المرس الثالث، إلى أن هذه المنطقة كانت موطنا لتنوع كبير من الديناصورات خلال العصر الجوراسي الأوسط.
ويشار أن هذه الاكتشافات يمكن أن تساعد في إعادة بناء تطور الديناصورات العاشبة ومعرفة كيف انتشرت وتكيفت مع بيئات مختلفة.
وتساهم مثل هذه الاكتشافات في تعزيز السياحة العلمية في المغرب، أو ربما في زيادة الأبحاث الجيولوجية والحفرية في المنطقة. و بهذا الاكتشاف يعزز مكانة المغرب كأحد أهم المواقع الأحفورية في العالم، خاصة فيما يتعلق بالديناصورات.
ويذكر أنه عادة ما تكون عظمة الفخذ (Femur) لدى السيرابودا ضخمة وطويلة، مما يعكس طبيعة هذه الديناصورات العملاقة التي كانت تسير على أربع أرجل. الاكتشاف قد يساعد في فهم تطور وانتشار هذه المجموعة من الديناصورات في القارات القديمة.
يبدو أن الاكتشاف يشير إلى عظمة فخذ ديناصور من فصيلة السيرابودا تم العثور عليها في تكوين المرس الثالث الباثوني (العصر الجوراسي الأوسط) في بولحفة، بالقرب من بولمان في جبال الأطلس المتوسط بالمغرب.
أهمية الاكتشاف
جمعت العينة من السطح خلال رحلة استكشافية عام 2020. تعود إلى ديناصور سيرابودي، وهي مجموعة من الديناصورات العاشبة طويلة العنق. و تظهر العضمة خصائص مميزة مثل رأس الفخذ البارز والحدبة الكبرى المنخفضة، وهي سمات غير مألوفة لدى بعض أنواع الديناصورات العاشبة.
الاكتشاف يساعد في إعادة بناء التطور الجيولوجي والبيئي لهذه المنطقة خلال الجوراسي الأوسط، ويفتح بابا لفهم كيفية انتشار الديناصورات العملاقة في شمال إفريقيا.
تفاصيل العظمة
يبرز رأس الفخذ بشكل واضح من العمود، مما يشير إلى تطور واضح في حركة السيرابودات. و تظهر العظمة تآكلا بسيطا ولكنها تحتفظ بمعظم ميزاتها التشريحية.
و يعتقد أن هذه السمات الفريدة قد يكون لها دور في تصنيف ديناصورات جديدة من هذه الفترة.
وقد يكون هذا الاكتشاف إضافة قوية إلى سجل الحفريات في المغرب، الذي يعرف بأنه من أغنى المناطق بحفريات الديناصورات في إفريقيا. من جانب التصنيف المنهجي لعينة الديناصور USMBA 001 ودورها في فهم تطور الديناصورات العاشبة خلال العصر الجوراسي الأوسط.
التصنيف المنهجي لعينة USMBA 001:
تمتلك العينة، من خلال الدراسة، بعض خصائص السيرابودان، لكن بعض السمات الأخرى تستبعد انتماءها لهذه المجموعة. يشير وجود ثلم رباطي على رأس الفخذ إلى أنها قد تكون نوعا متباعدا مبكرا من السيرابودان أو الإيجواندونتيان أو السيراتوبسيان. و لا يمكن تحديد موقعها المنهجي بدقة حتى تتوفر عينات أكثر اكتمالا، لكنها تنتمي إلى مجموعة طيوريات الورك المتباعدة المبكرة.
العصر الجوراسي الأوسط كمهد للابتكارات الطيرية:
قبل العصر الجوراسي الأوسط، كانت الديناصورات العاشبة صغيرة الحجم، بينما كانت الديناصورات الضخمة مثل الصوروبودومورف تهيمن على المشهد البيئي.
حدثت تغيرات بيئية رئيسية، منها حدث “جينكينز”، الذي تسبب في ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وربما ساهم في انقراض بعض الديناصورات، مما أتاح فرصة لظهور مجموعات جديدة مثل الستيجوصورات، الأنكيلوصورات، والسيرابودانات.
وكان العصر الجوراسي الأوسط لحظة حاسمة في نشوء النظم البيئية الأرضية الحديثة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لاكتشاف محركات هذه الابتكارات التطورية.
وتقدم التكوينات الجيولوجية في المغرب (تكوين المرس الثالث) أدلة مهمة على إشعاع الديناصورات العاشبة، وقد أسفرت بالفعل عن اكتشاف أقدم الأنكيلوصورات والستيجوصورات والسيرابودانات المعروفة.
يشار أن جبال الأطلس المتوسط تتميز بتنوع الطبقات الجيولوجية التي تعود للعصر الجوراسي، ومن بينها حفريات ديناصورات قديمة، مما يساهم في فهم كيفية تطور الكائنات الحية، خاصة الديناصورات العاشبة، وأيضا في تتبع التغيرات البيئية التي كانت تحدث في ذلك الوقت. كما يعتقد أن هذه المنطقة كانت مسرحا للعديد من الأنواع التي لم يتم اكتشافها إلا مؤخرا، مما يعزز نظرية أن المغرب كان نقطة محورية في تطور الحياة البرية في العصر الجوراسي. و استمرار التنقيب في هذه الجبال قد يوفر معلومات حيوية حول تغير المناخ، تطور الحياة الفطرية، وأسباب انقراض بعض الأنواع، ما يساعد في تعزيز المعرفة العلمية حول تطور الحياة على كوكب الأرض.
يضاف اليه اقدم انسان وجد في المغرب. وهذا ان دل على شيئ
فإنما يدل على أن المغرب لم يكن خلاء كما تحاول الاطروحات الاستعمارية.