تنتهي مفاوضات تغير المناخ دائمًا في شكل من أشكال لعبة الانتظار، حيث تتم جدولة الجلسات العامة وإعادة جدولتها في ما قد يبدو وكأنه دورة لا نهاية لها. ومع ذلك، حتى المندوبين المتمرسين وجدوا لعبة الانتظار يوم الثلاثاء 12 ديسمبر/كانون الأول، وهو اليوم الأخير المقرر من الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP 28) في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، محبطة بشكل خاص.
لم يتم إدراج أي جلسات تفاوض في الجدول الزمني خلال النهار وتم إلغاء العديد من المؤتمرات الصحفية. وقضى المندوبون اليوم كله في انتظار النصوص المنقحة حول القضايا الرئيسية المعلقة وسط قصص حول المشاورات الثنائية التي سعت إلى “بيع” المجموعات حول مشاريع القرارات. لقد كانت الاضطرابات الناجمة عن نص اليوم السابق بشأن عملية التقييم العالمي في أذهان الجميع، مما جعل الكثيرين يشعرون بعدم الارتياح إزاء عدم الاتفاق على العديد من القرارات الأخرى، بما في ذلك:
- الهدف العالمي بشأن التكيف؛
- وطموح التخفيف وبرنامج عمل التنفيذ؛ و
- برنامج العمل بشأن المسارات الانتقالية العادلة.
طوال اليوم، واصل نشطاء المجتمع المدني الضغط، وحثوا الأطراف على اتخاذ قرار بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري. وكان العديد منهم يعملون أيضا خلف الكواليس، حيث كانوا يبقون بعضهم البعض على اطلاع من خلال شبكة همس متقنة تضم مندوبين حكوميين. كانت مجموعات Whatsapp وSignal بالإضافة إلى قنوات Slack وTelegram في حالة نشاط زائد. كان مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أيضا، إلى جانب الجميع، حريصين على الحصول على أي قدر من الوضوح.
بعد الساعة 6:00 مساء بقليل – وهو وقت الاختتام الرسمي المقرر للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف – تم نشر العديد من مشاريع القرارات المعلقة بشأن القضايا المالية. ومع ذلك، لا يوجد شيء يلوح في الأفق فيما يتعلق بتدابير الاستجابة أو غيرها من القضايا التي لم يتم حلها. أشارت بعض الشائعات إلى أنه سيتم طرح الحزمة في الساعة 10:00 مساءً، مع عقد جلسة عامة لمدة ساعة أو ساعتين بعد إلغائها.
قبل الساعة 9:00 مساء بقليل، ظهرت المفاوضات الأولى حول الجدول الزمني: مجموعات الاتصال حول البنود الفرعية الثلاثة المتعلقة بالنهج التعاوني لتنفيذ اتفاق باريس (المادة 6)، المقررة بزيادات مدتها 15 دقيقة من الساعة 10 إلى 10:45 مساء.وبينما توصلت الأطراف إلى اتفاق بشأن نص مسودة القرار بشأن المناهج غير السوقية (المادة 6.8)، فإنها لم تتمكن من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن المادة 6.2 والمادة 6.4. وأشار الرؤساء المشاركون لمجموعات الاتصال المعنية إلى أنهم سيبلغون الرئاسة بذلك.قبل منتصف ليل الثلاثاء 12 ديسمبر/كانون الأول بقليل، غادر معظم المندوبين القلائل الذين بقوا في الموقع غادروا في للنهاية المكان.أُبلغت نقاط الاتصال الوطنية أن الرئاسة ستواصل المشاورات حتى يوم الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول الساعة 3:00 صباحا، وبعد ذلك ستواصل المشاورات سوف “تفكر في الآراء التي تم التعبير عنها”.وفي هذه المرحلة، لم يكن من الواضح متى ستستأنف الجلسات العامة الختامية مرة أخرى.
