بيروت ـ عمّان : أنهى المنتدى العربي للبيئة والتنمية “أفد” اليوم في عمّان مجموعة من الاجتماعات التشاورية لمناقشة المسودة الأولى لتقريره حول الاقتصاد الأخضر في المنطقة العربية، المتوقع اصداره في تشرين الأول (أكتوبر) 2011. سوف يعالج التقرير التحولات المطلوبة لتحقيق أهداف الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المبتغاة في البلدان العربية. كما يتناول استراتيجيات التمكين والسياسات الانمائية لتحقيق تحول أخضر في ثمانية قطاعات: الطاقة، المياه، الزراعة، السياحة، ادارة النفايات، الصناعة، المدن / الأبنية، والنقل. و”الاقتصاد العربي الأخضر” هو التقرير السنوي الرابع للمنتدى، بعد ثلاثة تقارير هي: البيئة العربية: تحديات المستقبل عام 2008، أثر تغير المناخ على البلدان العربية عام 2009، المياه: ادارة مستدامة لمورد متناقص عام 2010.
استضافت الاجتماع التشاوري في عمان جامعة البتراء، برعاية رئيسها الدكتور عدنان بدران، رئيس الوزراء الأردني السابق ورئيس مجلس أمناء “أفد”. وقد عالج خمسون مشاركاً، من مسؤولين حكوميين ومؤلفين وخبراء ومديري شركات وممثلي منظمات المجتمع المدني من الأردن والخارج، مسائل التخطيط المدني والأبنية الخضراء والسياحة. وكان من ضمنهم خالد الايراني وزير البيئة والطاقة والموارد المعدنية السابق، وسوزان عفانة وزيرة السياحة السابقة، والمحرر الرئيسي للتقرير حسين أباظة، ومشاركون من لبنان وسورية ومصر وعُمان والإمارات والمغرب وبريطانيا والولايات المتحدة والسويد. وناقش الاجتماع استراتيجيات محددة لمأسسة ممارسات خضراء تخفض استهلاك الطاقة والمياه وتعزز نوعية الحياة، فضلاً عن ترقية النمو الاقتصادي وفرص العمل.
في كلمته الافتتاحية، قال الدكتور عدنان بدران إنه “من الضروري بيان الحجج التي تثبت جدوى الربط بين الازدهار الاقتصادي والاستدامة البيئية. هذا التقرير يهدف الى اثبات أن الرفاه الاقتصادي يمكن تحقيقه مع الحفاظ على مواردنا الطبيعية”.
وأوضح نجيب صعب، أمين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية، أن “الاجتماعات التشاورية تعقد لاتاحة الفرصة لجميع الجهات المعنية كي تضيف وجهات نظرها ومعلوماتها الى النتائج التي يتوصل اليها التقرير”. وأضاف أن “فكرة الاقتصاد الأخضر يمكن العمل بها فقط اذا تم اشراك قطاع الأعمال والحكومات والمجتمع الأكاديمي والمنظمات غير الحكومية في بلورتها. ونحن في المنتدى ملتزمون بالعمل مع جميع هذه الجهات لضمان قبول مقترحات التقرير وتوصياته”.
القاهرة
الاجتماع التشاوري في عمّان كان الثالث في سلسلة اجتماعات عقدت خلال الأسبوع في بلدان مختلفة. الأول عقد في القاهرة في 14 نيسان (أبريل) واستضافه مركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا (سيداري)، برعاية مديرته التنفيذية الدكتورة ناديا مكرم عبيد وزيرة البيئة السابقة في مصر، وتناول قطاعات المياه والزراعة وادارة النفايات. افتتحت الدكتورة عبيد الاجتماع الذي دام نهاراً كاملاً، بإعلان مجموعة من البرامج المشتركة بين “أفد” وسيداري. وشارك في المناقشات الدكتور محمود أبوزيد رئيس المجلس العربي للمياه ووزير المياه السابق في مصر، والدكتور مصطفى كمال طلبه المرجع البيئي الدولي المعروف، ومجموعة من الباحثين وممثلي المنظمات غير الحكومية ومديري الشركات، بينهم عضو مجلس أمناء “أفد” سامر يونس. وأتاح الاجتماع فرصة هامة لمناقشة سبل مساهمة الاقتصاد الأخضر في تحقيق الأمن الغذائي والمائي في العالم العربي، وسلط الضوء على جديد تكنولوجيات معالجة المياه.
بيروت
الاجتماع التشاوري الثاني، الذي عقد في بيروت في 18 نيسان (أبريل)، استضافته كلية الهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية في بيروت، برعاية معهد منيب وانجيلا مصري للطاقة والموارد الطبيعية. عالج الاجتماع قطاعات الطاقة والنقل والصناعة. وأجمع المشاركون على أن تحقيق أمن الطاقة في جميع البلدان العربية يقتضي التزاماً بالاستثمار في كفاءة الطاقة وفي مصادر الطاقة المتجددة. وقدم المتكلمون استراتيجيات يمكن أن تعتمدها الحكومات العربية لتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة مع تأمين التمويل من خلال آلية التنمية النظيفة أو آليات أخرى. وتم عرض سبل لتطوير نظام نقل مشترك مأمون ومريح ومتاح للجميع كأساس لأي استراتيجية تهدف الى استحداث قطاع نقل أخضر.
وأعلن صعب أن مؤلفي التقرير سوف يقدمون المسودات المنقحة لفصولهم على أساس نتائج الاستشارات، وذلك في أواسط أيار (مايو) المقبل، حين ستنطلق جولة أخرى من المشاورات. وكشف أن فريقاً من الباحثين يعمل على إعداد عشرات من دراسات الحالة وقصص النجاح كي يتم ادخالها في التقرير، الذي سوف يقدم أولاً خلال مؤتمر “أفد” السنوي في بيروت في تشرين الأول (أكتوبر) 2011، ولاحقاً في قمة تغير المناخ في دوربان في تشرين الثاني (نوفمبر).