المؤتمر الدولي الخامس لنخيل التمر 2014

محمد التفراوتي18 مارس 2014آخر تحديث :
المؤتمر الدولي الخامس لنخيل التمر 2014

يستقطب لفيفا من العلماء والمختصين والباحثين

في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور

آفاق بيئية : محمد التفراوتي

 أضحت جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر محور الكثير من الدراسات والبحوث والمؤتمرات ، تستقطب لفيفا من العلماء والمختصين والباحثين في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور، ودأبت جامعة الامارات العربية المتحدة على تنظيم مؤتمرا دوليا لنخيل التمر ، يعقد كل اربع سنوات . يبحث المستجدات ويتيح فرصة تبادل التجارب والخبرات بين العلماء المتخصصين في نخيل التمر، وكبار المسئولين عن صناعة القرار الزراعي في الدول المشاركة وأصحاب القرار الفني في صناعة التمور حول العالم خدمة للشجرة المباركة.

وفي نفس السياق انعقدت  ، خلال شهر  مارس 2014 ، الدورة الخامسة للمؤتمر بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر .برعاية كريمة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة .

وأفاد الدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي الخامس لنخيل، أن المؤتمر يعرض أفضل الممارسات في زراعة النخيل وإنتاج التمور. مبرزا  دور دولة الامارات في توفير المناخ المناسب للتفاعل وإنتاج المعرفة العلمية المتخصصة في نخيل التمر .

وأوضح الدكتور غالب الحضرمي ،رئيس اللجنة العلمية بالمؤتمر، أن المشاركات ركزت على أربع محاور رئيسية تتعلق بالبحوث العلمية العامة، و بحوث تحسين أصناف التمور وكذا بحوث طرق الوقاية ومعالجة الأمراض ثم مجال صناعة التمور وتقنياتها الحديثة.

dr. abd alwahab zayed
الدكتور عبد الوهاب زايد

 

وركزت البحوث المشاركة على التقنيات الحيوية والهندسة الوراثية لأن هناك تغيير واضح في رؤية العاملين في البحث العلمي في معالجة المشاكل والتحديات التي ترافق زراعة النخيل وإنتاج التمور، كما تم التركيز على الهندسة الوراثية والتقنيات الحيوية اعتبارا  لأثرها الكبير في مواجهة التحديات التي ترافق زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى العالمي.

وشارك علماء متميزين، كمتحدثين، رفقة مسئولين كبار من مختلف الدول المنتجة لنخيل التمر. ونوقشت الكثير من الموضوعات همت مختلف جوانب زراعة النخيل وإنتاج التمور. وعرضت النتائج العلمية الواردة من مختلف أنحاء العالم في مجال نخيل التمر.

 التحسين الوراثي لنخيل التمر تحت ظروف تغير المناخ

 وتدارس الباحث الدكتور موهان جاين من قسم العلوم الزراعية بجامعة هلسنكي، فنلندا بالدرس والتحليل ورقته العلمية حول التحسين الوراثي لنخيل التمر تحت ظروف تغير المناخ مؤكدا على أن الشرط الأساسي لتحسين محصول ما وراثياً هو استغلال التنوع الطبيعي والمحرض وراثياً والذي يعيقه ندرة الأنواع الوراثية المرغوبة. وان المستخدم حتى الآن هو الطرق التقليدية في الانتقاء والتناسل والتكاثر لإعادة دمج المورثات المرغوبة مما يتوافر من مجموعة المورثات الموجودة. لقد باتت التحديات الجديدة كالتصنيع والنمو السريع للبشر والتغير المناخي تشكل تهديداً لاستدامة إنتاج الغذاء في كافة أنحاء العالم. وان العوامل الرئيسة المؤثرة في التغير المناخي هي الإجهاد الإحيائي والتلوث الغازي واستنزاف أوزون الغلاف الجوي وزيادة مستويات الأشعة فوق البنفسجية-ب، وزيادة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، والتباين الشديد في زمن والهطولات المطرية واماكنها، وعدم انتظام طول مواسم النمو وموجة الجفاف المتقطعة وظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة وتراجع موارد المياه والتربة. قد تصبح ظاهرة الاحتباس الحراري كارثية بالنسبة للإنتاج الزراعي من خلال ظهور حشرات وآفات وأمراض جديدة واحتمال اختفاء بعض مما هو موجود حالياً.

وأضاف دكتور موهان أنه يمكن لازدياد مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو والتغير المحتمل للمناخ عالمياً أن يغيرا معدلات النمو وتوزع الأعشاب الضارة وحشرات الآفات وآثارها على الإنتاجية الزراعية. يزرع نخيل التمر على نطاق واسع في المناطق الحارة القاحلة في كافة أنحاء العالم، في الشرق الأوسط وشمال أفريقية بشكل رئيس، ويؤمن الغذاء والأمن الغذائي ومواد أولية للصناعات الغذائية ويعتبر بمثابة شجرة الحياة. تتصف المادة الوراثية القائمة لنخيل التمر بتنوعها الكبير وراثياً إلا أنها تتعرض للتآكل الشديد تدريجياً بسبب التغير المناخي وخاصة بسبب الاجتهادات الإحيائية وغير الحيوية. ويتم إكثار البذور بشكل تقليدي مما لا يعطي سلالة صحيحة النوع بسبب تغاير التلقيح، وبالإضافة إلى ذلك فان الشتلات (الفسائل) تحتاج إلى عدة سنوات للوصول إلى مراحل البلوغ . أما الإكثار بوساطة الفروع فهو بطيء نسبياً لأن النبتة الأم لا تعطي إلا عدداُ محدوداً من الفروع لا تفي دوماً باحتياجات ما هو مطلوب للزراعة. استخدمت تقنيات الإنبات في المختبر بفعالية للإكثار بالاستنساخ وللانتقاء مخبرياً والطفرات في نخيل التمر في معظم الحالات. واستخدمت رؤوس الفسائل والنباتات المزروعة المزهرة لتجديد النبات عن طريق التوالد ومرحلة التطور الجنيني الجسدية. ان هناك حاجة لاستكشاف الإمكانية المحتملة لاستخدام أدوات مبتكرة، بما فيها الهندسة الوراثية، الانتقاء والتناسل بمساعدة الواسمات الجزيئية وعلم الوراثة الوظيفي و الـ “TILLING ” لتحسين نخيل التمر. والميزة الرئيسة للطفرات هي انتقاء مسوخ ذات سمات مثالية متعددة للزراعة في ظل التغير المناخي. يركز هذا العرض على الجفاف وتحمل الملوحة ومقاومة مرض البيوض.

CMD_9516 JPG

الطاقة الجزئية تسرع نضوج ثمار الخلال 7 اضعاف وتزيد المحصول 80 في المائة

 وتناول المؤتمر ورقة علمية نوعية حول الطاقة الجزئية التي تسرع نضوج ثمار الخلال وتزيد نوعية المحصول لكل من الباحثين ، دكتور وقار بالوش من جامعة غلاسكو في المملكة المتحدة ودكتور أحمد بالوش من جامعة جومال ودكتور شاهزاده من معهد البحوث الزراعية في الباكستان، ودكتور فرزانا احمد ودكتور محمد جميل من جامعة كونكوك في كوريا. حيث تناول الباحثون خلال البحث أكثر من 300 صنف من نخيل التمر في الباكستان، حيث يعد صنف “الدهكي” من ديرا اسماعيل خان صنفاً واعداً أكثر من الأنواع الأخرى .ويعتبر من بين بضعة أنواع  تحتل قمة الترتيب عالمياً. ثمرته عملاقة (≥ 5× ≥3 سم2) وثقيلة الوزن (≥35غ)، مظهرها جيد، لذيذة الطعم، بنيتها ناعمة جداً، نسبة اللب فيها عالية بشكل استثنائي(95%) وعمرها التخزيني أطول لكنها تواجه رياحاً موسمية قاسية ونقص في الموارد وغياب التكنولوجيا المتقدمة. ولكون “الدهكي” من بين الأنواع المتأخرة النضوج وعليه فهو يصاب بأضرار كبيرة من الرياح الموسمية ويدخل إلى المنافسة في سوق أتخمتها الأنواع مبكرة النضج. لذا، وبغية التخفيف من أضرار الثمار والخسائر المالية من الضروري إنضاج الثمار قبل بداية الرياح الموسمية. الغاية من المهمة الحالية هي تحريض عميق للتغيرات الاستقلابية ضمن الثمرة في مرحلة “الخلال” المبكرة واستكمال عملية النضج قبل وقت كاف من بداية فترة الرياح العاصفة. جرى استقصاء أثر أشعة الموجات الجزئية على استواء ثمار “الدهكي” في مرحلة (الخلال)”. نفذت الإستراتيجية عملياً بتعيير نضوج الثمرة والطاقة اللازمة ومؤشرات الاستواء. عرضت الثمار المقطوفة في مراحل مختلفة من النضوج الى أشعة جزئية بين 210 و504 واط ولمدة 10 الى 50 ثانية. تركت الثمار المعالجة كي تنضج وجرى تقييم المفعول بدرجة 40˚م من حيث استواء الثمرة ونوعية المنتج وعمره التخزيني. حيث سرعت الأشعة الجزئية تشكل الثمرة الى حد كبير بحيث خفضت فترة النضوج من 288 ساعة كزمن مرجعي الى 40 ساعة بالنسبة للعينات التي تم تعريضها للإشعاع لمدة 50 ثانية باستطاعة 480 واط. ا  وتبين أن الثمرة بمرحلة “الخلال” المتأخرة والتي تبلغ قساوتها بحدود 130-180 مم زئبق/سم2 هي المؤشر الأمثل لضبط الاستواء. لقد تحقق اختراق في تكنولوجيا الاستواء الحيوية بتسريع عملية النضوج سبعة أضعاف على الأقل لتزيد المحصول بنسبة أكثر من 80%. لقد تم التوصل إلى منتج “تامار” العالي الجودة والكبير الحجم مع عمر تخزيني أطول بكثير. وقبل كل شيء تم التخلص بكل أمان من فترة الرياح الموسمية وتقليص خسائر الثمار وتوفير النفقات الإضافية المترتبة على بقاء الثمار على الأشجار لمدة 2-3 أسابيع أخرى.   

يشار إلى أن المؤتمر يعد من أهم المؤتمرات الاكاديمية المتعلقة بشجرة نخيل التمر  عرف ،هذه السنة، مشاركة متميزة ل 92 مشارك من 21 دولة غربية و 354 مشاركة من 18 دولة عربية  فضلا عن  163متحدث في جلسات المؤتمر و 45 بوستر علمي على هامش المؤتمر.

 وتخلل المؤتمر برنامجا للرحلات العلمية والترفيهية للباحثين المشاركين  همت زيارة مصنع الإمارات للتمور بالساد وزيارة مزرعة الفوعة لإنتاج التمور العضوية. وإلى واحة النخيل بالعين. وإلى مختبر زراعة أنسجة نخيل التمر التابع لجامعة الإمارات العربية المتحدة بالفوعة. وإلى مواقع سياحية وتاريخية هامة.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!