لماذا تعددية القيم ضرورية للتنمية المستدامة

محمد التفراوتي29 نوفمبر 2019آخر تحديث :
A woman of the Arazaire indigenous group -one of the 38 groups in Madre de Dios region- stands in front of a burned tree near Puerto Maldonado, Tambopata province, Madre de Dios region, in the Amazon rainforest of southeastern Peru, on September 01, 2019. - The Amahuaca indigenous group -another of the 38 groups in Madre de Dios region-, whose members were enslaved and displaced by the rubber boom in the XIX century, is now besieged by gold miners and loggers, who already consumed thousands of rainforest hectares. (Photo by ERNESTO BENAVIDES / AFP) (Photo credit should read ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images)
A woman of the Arazaire indigenous group -one of the 38 groups in Madre de Dios region- stands in front of a burned tree near Puerto Maldonado, Tambopata province, Madre de Dios region, in the Amazon rainforest of southeastern Peru, on September 01, 2019. - The Amahuaca indigenous group -another of the 38 groups in Madre de Dios region-, whose members were enslaved and displaced by the rubber boom in the XIX century, is now besieged by gold miners and loggers, who already consumed thousands of rainforest hectares. (Photo by ERNESTO BENAVIDES / AFP) (Photo credit should read ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images)

آفاق  بيئية : تريشيا بالفانيرا*- أوناي باسكوال*- مايك كريستي*- بريجيت بابتيست*

النقاش الدائر حول غابات المطر المشتعلة في الأمازون هو في دائرة الضوء ، ولديه نظرة جمالية مثالية للطبيعة ، من ناحية أخرى. لكن القيم التي تعلقها المجتمعات المختلفة على النظم الطبيعية وتستمد منها ، هي أكثر أهمية من ذلك ، وينبغي أخذها في الاعتبار عند اتخاذ القرارات السياسية.

لقد كانت وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعية مليئة لمعظم فترات سنة 2019 بصور مقلقه عن الحرائق التي اجتاحت الغابات وخلفت ورائها طبيعة محروقة وميته ومنازل مدمرة وناس مشردين .ان صور الغابات المطيرة المحروقة في البرازيل وغيرها اثارت مشاعر قوية وردود فعل حول العالم وهذا يعطينا لمحة عن الطرق العديدة التي ينظر الناس من خلالها للطبيعة ويقدروها علما ان تحقيق مستقبل مستدام لكوكبنا وسكانه لن يتحقق ما لم يفهم صناع القرارات تعددية القيم ويضعونها في الحسبان .

 

A woman of the Arazaire indigenous group -one of the 38 groups in Madre de Dios region- stands in front of a burned tree near Puerto Maldonado, Tambopata province, Madre de Dios region, in the Amazon rainforest of southeastern Peru, on September 01, 2019. – The Amahuaca indigenous group -another of the 38 groups in Madre de Dios region-, whose members were enslaved and displaced by the rubber boom in the XIX century, is now besieged by gold miners and loggers, who already consumed thousands of rainforest hectares. (Photo by ERNESTO BENAVIDES / AFP) (Photo credit should read ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images)

لقد أشار المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية في تقريره الاخير “تقرير التقييم العالمي ” الى ان الطبيعة ضرورية للوجود الانساني ونوعية الحياة الجيدة” لكن القرارات عن استخدامات مواردنا الطبيعة والتي اصبحت هشة بشكل متزايد وكيفية حمايتها عادة ما تفشل في ان تضع بالحسبان جميع الوسائل التي من خلالها تعبر المجتمعات المختلفة عن تقديرها للطبيعة.

لحسن الحظ فإن مجموعة من كبار العلماء التقوا مؤخرا في عاصمة الباسك فيتوريا-جاستيز – ” العاصمة الخضراء” الاوروبية لسنة 2012 – لمناقشة تقرير جديد للمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية سيركّز على ” القيم المتنوعة المتعلقة بالطبيعة “. ان “تقييم القيم ” القادم سيقدم أقوى النتائج حتى الان عن كيف تعبر المجتمعات المختلفة عن تقديرها للبيئة بشكل مختلف وكيف ان الانظمة الطبيعية تفيدنا جميعا.

لو نظرنا للغابات المدارية التي كانت تحترق طيلة العام والتي تمثل حصة غير متناسبة من التنوع البيئي العالمي لوجدنا ان البعض يجادل ان علينا مسؤولية اخلاقية لحماية مثل هذه الكنوز الطبيعية بحد ذاتها بغض النظر عن مساهماتها في حياة الناس، لكن قوى السوق عادة ما تكون هي السائدة ولدرجة ان التركيز ينتقل الى الفرص الاقتصادية : الخشب والمستحضرات الدوائية والسياحة البيئية والتعدين وغيرها . ان بعض المصالح الاقتصادية والسياسيين ينظرون للغابات كعائق يجب ازالته لتوسيع الزراعة والتعدين والاسكان والبنية التحتية .

ان المشكلة هي ان القرارات المتعلقة بالسياسات عادة ما تعكس هذه المخاوف الاقتصادية دون ان تضع بعين الاعتبار كذلك المساهمات الأوسع التي توفرها الانظمة الطبيعية . ان الغابات على سبيل المثال تساعد في تنظيم المناخ واحتجاز غازات الدفيئة والتخفيف من تأثيرات الاحتباس الحراري كما انها تعمل ” كمضخات مياه” عالمية تزود الاقاليم البعيدة بالأمطار ولكن معظم القرارات المتعلقة بالسياسات تتجاهل هذه المساهمات الطبيعية القيمة لحياة الناس كما انها تتجاهل احتياجات ملايين السكان الاصليين الذين يعتمودون على الغابات في زرقهم ومعيشتهم .

ان بعض الاسباب التي تجعل الناس تقدر الطبيعة عالمية ولكن هناك اسباب متعلقة بشكل خاص بمجموعات محددة وهكذا تصبح من مصادر الصراع وأينما تنشأ الصراعات بين اطراف لديها حرية غير متساوية للوصول الى اسباب القوة فإن القررات عن كيفية ادارة الطبيعة يجب ان تكون مسؤولة عن هذا التباين .

لكن الحكومات وبنوك التنمية ومنظمات المحافظة على البيئة والقطاع الخاص عادة ما تقتطع مناطق طبيعية محمية من خلال اساليب تتجاهل احتياجات المجتمعات التي تعيش في الغابات وفي العديد من المناطق المدارية يعمل صناع السياسات على تمكين التوسع في انشاء مزارع السلع مثل تلك التي تنتج  زيت النخيل وفول الصويا من اجل تلبية الطلب من الاسواق العالمية ودعم المزارعين اصحاب المداخيل المحدوده وغيرهم من الناخبين الذين يعتمدون على المحاصيل من اجل كسب رزقهم ولكن في كثير من الاحيان تؤثر تلك المزارع سلبا على منازل السكان الاصليين وبيئة الانواع المهددة بالانقراض بما في ذلك القرود مثل الغوريلا وقرد انسان الغاب والقرد الصياح .

ان الثقافات المختلفة تنظر الى الطبيعة بطرق مختلفة وبعض تلك الطرق قد لا تكون دائما واضحة للمراقبين الخارجيين ، ومع ذلك يتوجب على صناع السياسات محاولة ان يأخذوا بعين الاعتبار الفيسفساء المعقدة للقيم الانسانية عندما يتخذون القرارات المتعلقة بانظمتنا الطبيعية. ان نيران الغابات وغيرها من الكوارث الطبيعية والبيئية في السنوات الاخيرة قد سلطت الضوء على هشاشة تلك الانظمة والمجتمعات التي تعتمد عليها.

ان الحكومات وبشكل متزايد تقر بإن هناك حاجة لوحود منظور اوسع وهي تسعى لايجاد اساليب تأخذ الطبيعة بعين الاعتبار عند تصميم السياسات وعمل خارطة طريق للتنمية المستدامة. عندما يتم اصدار “تقييم القيم ” للمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية سنة 2022 فإنه سيوفر اساس علمي لاتخاذ القرارات التي تأخذ بعين الاعتبار تنوع القيم في تفاعلاتنا مع الطبيعة .

عن بروجيكت سنديكيت

باتريشيا بالفانيرا أستاذة بمعهد أبحاث النظم البيئية والاستدامة بالجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك.

أوناي باسكوال ، أستاذ في مركز الباسك لتغير المناخ ، إسبانيا ، وهو باحث مشارك مشارك في مركز التنمية والبيئة بجامعة برن.

مايك كريستي هو مدير الأبحاث في كلية إدارة الأعمال بجامعة أبيريستويث ، المملكة المتحدة.

بريجيت بابتيست هي مستشارة جامعة إيان في بوغوتا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!