حالة الموارد الوراثية المائية في العالم للأغذية والزراعة

محمد التفراوتي30 أغسطس 2019آخر تحديث :
حالة الموارد الوراثية المائية في العالم للأغذية والزراعة

الفاو تسلط الضوء على الإمكانات الكبيرة لتحسين الخصائص الوراثية في تربية الأحياء المائية لتحسين الأمن الغذائي

توسيع نطاق تحسين الخصائص الوراثية في تربية الأحياء المائية سيعزز بشكل كبير إمدادات الغذاء المستدامة للأجيال القادمة

آفاق بيئية :  روما

 قال تقرير جديد صدر اليوم عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إن التطبيق الواسع والأمثل وطويل الأمد لتحسين الخصائص الوراثية في تربية الأحياء المائية، مع التركيز على الاستيلاد الانتقائي، سيساعد على زيادة إنتاج الغذاء بما يلبي الزيادة المتوقعة في الطلب على الأسماك والمنتجات السمكية – وباستخدام كميات إضافية قليلة نسبياً من الأعلاف والأراضي والمياه وغيرها من المدخلات.

ويستعرض تقرير حالة الموارد الوراثية المائية للأغذية والزراعة في العالم استخدامنا للموارد الوراثية المائية في مصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية داخل المناطق الخاضعة للولاية الوطنية. ويعتمد هذا التقرير العالمي الأول من نوعه على معلومات مقدمة من 92 دولة، يمثلون معاً 96 بالمائة من الإنتاج العالمي لتربية الأحياء المائية وأكثر من 80 بالمائة من إنتاج المصايد الطبيعية.

ما تزال تربية الأحياء المائية متخلفة كثيراً عن الزراعة الأرضية- المحاصيل والماشية – من حيث التوصيف وتوطين وتحسين الموارد الوراثية لإنتاج الغذاء. ويخلص التقرير إلى أننا نمتلك الفرصة لتحسين الإنتاج المستدام لتربية الأحياء المائية بشكل كبير من خلال الإدارة والتطوير الاستراتيجيين لبعض الأنواع التي تستخدم حالياً في تربية الأحياء المائية والتي يزيد عددها عن 550 نوعاً.

وبحسب التقرير، فإننا ما نزال نستزرع الأسماك البرية بشكل كبير، مع وجود اختلاف بنسبة 45 بالمائة بين الأنواع المستزرعة ونظرائها البرية. كما يشير التقرير إلى أن ما يزيد قليلاً عن نصف البلدان المبلغة ترى أن تحسين الخصائص الوراثية له تأثير كبير على إنتاجها في تربية الاحياء المائية، على عكس الاستخدام المكثف للسلالات والأصناف المحسنة في إنتاج الماشية والمحاصيل. ويشدد التقرير على إمكانية تحقيق مكاسب انتاج مستدامة من خلال تحسين المواد الوراثية للموارد المائية المستزرعة.

وتعليقاً على إطلاق التقرير، قال المدير العام للفاو، شو دونيو: “أنا سعيد جداً بصدور هذا التقرير الجديد الذي يعد ثمرة لعمليات جمع وتحليل بيانات من مختلف الدول وعلى مدار سنوات متعددة. يسلط التقرير الضوء على الضغوط التي يفرضها الطلب المتزايد على الأسماك والمنتجات السمكية على الأنواع المائية المستزرعة وأقاربها البرية والموائل التي تعتمد عليها، كما يركز على فرص تحقيق النمو المستدام.  ولهذا من المهم جداً أن نحمي الموارد الوراثية المائية الموجودة على الكوكب وأن نديرها ونواصل تطويرها، مما يسمح للكائنات الحية بالنمو والتكيف مع التأثيرات الطبيعية وتلك الناجمة عن الإنسان مثل تغير المناخ، ومقاومة الأمراض والطفيليات، ومواصلة التطور للمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وكفاحنا المستمر للوصول إلى عالم خالٍ من الجوع”.

إطلاق العنان لإمكانات تربية الأحياء المائية

وفقاً لمنظمة الفاو، من المتوقع أن يؤدي تزايد عدد السكان إلى زيادة استهلاك الأسماك بحوالي 1.2 في المائة سنوياً خلال العقد القادم. ويقدر أن يصل إنتاج الأسماك والمنتجات السمكية لأكثر من 200 مليون طن بحلول عام 2030.

ونظراً إلى استقرار إنتاج مصايد الأسماك العالمية عند حوالي 90-95 مليون طن سنوياً، مع وجود كميات صيد جائز تشكل ما يقرب من ثلث كميات الأسماك البحرية التي يتم اصطيادها، لا يوجد مجال كبير لإنتاج إضافي في المستقبل المنظور إلا من خلال إدارة الفاقد والهدر والكفاءة. وبالتالي، يجب على تربية الأحياء المائية تلبية النمو المتوقع في الطلب على الأسماك والمنتجات السمكية. وفي هذا السياق، سيكون الاستخدام المسؤول والمستدام للموارد الوراثية المائية ضرورياً لتحقيق هذا الطلب.

توجد العديد من التقنيات المتاحة لتحسين الموارد الوراثية المائية، وتوصي منظمة الفاو بالتركيز على برامج الاستيلاد الانتقائي جيدة التصميم وطويلة الأجل التي يمكنها أن تزيد من إنتاجية الأنواع المائية بنسبة 10 بالمائة لكل جيل.

العديد من أنواع الأسماك البرية معرضة للخطر

يشير التقرير إلى أن جميع الأنواع المستزرعة لا تزال تمتلك أقارب برية في الطبيعة، غير أن العديد من هذه الأنواع البرية معرضة للخطر وتحتاج إلى طرق حفظ محددة الأهداف والأولويات، ويدعو البلدان إلى وضع سياسات وإجراءات لتلبية هذه الحاجة.

وحسب التقرير، فإن أكثر الأقارب البرية للأنواع المائية المستزرعة التي يتم استنفادها هي سمك الحفش الروسي، وسمك السلمون، وسمك الحفش الاوروبي، والسلمون الأطلسي، والسلمون المرقط البني.

كما يشير التقرير إلى الآثار المحتملة لحالات الهروب، بما في ذلك الأنواع غير الأصلية، من مزارع تربية الأحياء المائية، على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية، ويدعو إلى التبادل المسؤول واستخدام الموارد الوراثية المائية المحلية وغير المحلية.

تعزيز السياسات والنهج الشامل لعدة قطاعات

إن الأمن الغذائي والتغذية يعتمدان على توفير سلة طعام متنوعة وصحية، وتعد الأغذية المائية عنصراً مهماً فيها. لذلك، ينبغي إدراج الموارد الوراثية المائية في سياسات الأمن الغذائي والتغذية الأوسع نطاقا.

ويجب على هذه السياسات أن تأخذ بالحسبان استراتيجيات التنمية طويلة الأجل لتربية الأحياء المائية، وذلك يشمل الإدارة العابرة للحدود للموارد الوراثية المائية، والحصول على الموارد وتقاسم المنافع، وتحسينها وصيانتها، ويجب أن تشمل العديد من القطاعات والتخصصات لتكون فعالة.

ويسلط التقرير الضوء أيضاً على ضرورة زيادة التوعية وبناء القدرات من أجل تطوير وتحسين الخصائص الوراثية ومواصلة ذلك، لا سيما في البلدان النامية، بما في ذلك تدريب علماء الوراثة لدعم برامج الاستيلاد الانتقائي.

وتلبيةً لطلب لجنة الموارد الوراثية للأغذية والزراعة التابعة للفاو، يجري حالياً وضع استجابة سياساتية طوعية ومشتركة لسد الثغرات وتلبية الاحتياجات الموضحة في التقرير. وستقوم الدول الأعضاء في الفاو باستعراض هذه الاستجابة وبحثها قبل اعتمادها كخطة عمل عالمية لحفظ الموارد الوراثية المائية واستخدامها المستدام وتنميتها في مجال الأغذية والزراعة.

لتحميل التقرير اضغط هنا

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!