العدد 220 من مجلة “البيئة والتنمية”:
أي مستقبل للمنطقة العربية
حيث يموت نصف مليون سنوياً لأسباب بيئية
بيروت : آفاق بيئية
صدر عدد يوليو/ غشت من مجلة “البيئة والتنمية”، وفيه موضوع رئيسي عن عوامل الخطر البيئية التي تتسبب في وفاة نصف مليون عربي سنوياً وتنقص من عمر كل فرد 17 “يوم حياة” كل سنة. وأهم هذه الأخطار تلوث الهواء ونقص المياه المأمونة والصرف الصحي والتعرض للنفايات، فضلاً عن مفاعيل تغير المناخ.
ولكن في مقابل هذه السلبيات، يضيء العدد على مؤشرات لمستقبل عربي أفضل، ومنها خطوات ريادية لاعتماد حلول الطاقة النظيفة. فقد انطلقت السعودية نحو هدف جديد لإنتاج 9.5 جيغاواط من الطاقة المتجددة كمرحة أولى بحلول سنة 2023. وتطمح الجزائر إلى توليد 32 جيغاواط من الكهرباء المتجددة تصدر ثلثها إلى أوروبا. وتنفذ في الأردن مشاريع لاستخراج الغاز وتوليد الطاقة من نفايات المطامر، فضلاً عن مشاريع لطاقة الشمس والرياح.
وفي العدد دليل إرشادي لخطوات يمكن اعتمادها في أي بلد أو مدينة أو مؤسسة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة لسنة 2030. ويتضمن “كتاب الطبيعة” مقالين مصورين عن سبع صحارى كانت خضراء في الماضي ومنها الصحراء العربية والصحراء الأفريقية، وعن سوسن طنجة في المغرب. وفيه شهادات في مجلة “البيئة والتنمية” لمناسبة عيدها العشرين من قادة وناشطين بيئيين عرب وأجانب. ومن المواضيع التي يتناولها أيضاً: مشاكل ناشئة تهدد بيئة العالم، الزراعة الفلسطينية تحت وطأة الاحتلال، المرأة العربية والنزاهة في قطاع المياه، الطاقة المتجددة تركب القطار السريع، مفاعلات بلجيكا النووية تقلق جيرانها، بوتان بلد صغير سلبي كربونياً. كما يعرض لمساهمات المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) في أحداث عالمية وإقليمية، ومنها الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، واجتماع ممثلي المجموعات الرئيسية العالمية في نيروبي، ومؤتمر النمو الأخضر العالمي في كوبنهاغن، والمنتدى العربي للتنمية المستدامة في عمّان. وفيه مقال عن الجامعة الأميركية في بيروت، التي تستضيف مؤتمر “أفد” السنوي التاسع في 10 و11 تشرين الثاني (نوفمبر) وموضوعه “نحو 2030: تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مناخ متغير”، في إطار الذكرى الـ150 لتأسيسها.
وفي افتتاحية العدد بعنوان “النوايا الحسنة لا تحمي البيئة”، يشير نجيب صعب إلى تقارير صدرت أخيراً عن الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة ربطت بشكل مباشر بين صحة البشر وصحة البيئة. إذ يموت سنوياً نحو 13 مليون شخص بسبب العمل أو العيش في بيئة غير صحية، أما الكوارث الطبيعية، من فيضانات وموجات حر وجفاف وعواصف، فتقتل أكثر من 40 مليون إنسان سنوياً. وليس العالم العربي بعيداً عن هذا الاتجاه، إذ يموت نحو نصف مليون عربي سنوياً بسبب التعرض لظروف بيئية غير صحية. ويشير صعب إلى أن معظم الحلول للمعضلات البيئية هي في متناول اليد، لكنها تحتاج إلى إرادة سياسية. فاستثمار نحو 40 دولاراً لكل عامل، في تدابير للوقاية من التلوث في مكان العمل، يؤدي إلى تخفيض الإجازات المرضية بنسبة 27 في المئة. أما العائد على الاستثمار في خدمات المياه النظيفة والصرف الصحي فيصل مردوده إلى 15 دولاراً لكل دولار واحد يتم صرفه. والتلوث الناجم عن توليد الطاقة من الشمس والرياح والمياه يقل بنحو عشرة أضعاف عن التلوث الذي يصدر من توليد الطاقة بواسطة الوقود التقليدي وبالأساليب القديمة. ولكن أين يقف العرب في مجال التصدي للتحديات البيئية المؤثرة في صحة الناس؟ يقول صعب إن “النوايا الحسنة كثيرة، لكن الأفعال قليلة.