آفاق بيئية : محمد التفراوتي
نظم مشروع بحث التكيف مع تغير المناخ في حوض تانسيفت (GIREPSE)، مؤخرا، ورشة عمل تدريبية لفائدة المرأة القروية بحوض تانسيفت وعلى الخصوص مجموعة نساء الفيسبوك ” FEMME GIREPSE ” المتواجدة بالحوض الفرعي لأوريكا .والذي تشرف على إنجازه الجمعية المغربية للعلوم الجهوية بشراكة مع مؤسسات أخرى
و درس فريق بحث المشروع أدوار المرأة والشبكات الاجتماعية في سياق مشاورات عامة نحو أفضل تدبير واستعمال للموارد المائية . وتتأثر نساء القرى بشكل خاص من الانخفاض في إمدادات المياه في بعض الأماكن ، حيث يبقى الولوج إلى المياه الصالحة للشرب محدودا وخصوصا في أيام الفياضانات وذلك بسبب انقطاع الربط بشبكة توزيع المياه العمومية.
وهمت مقاربة فريق البحث، بداية، الكفاءات والاشكالات المرتبطة بالمياه والتي تواجهها النساء اللواتي يعملن ويعشن على ضفاف نهر أوريكا، وعليه فقد تمت دعوتهن إلى تقاسم آرائهن حول احتياجاتهن المائية والحلول المقترحة لتفادي الاشكاليات المطروحة . كما أن فريق البحث يحلل المعطيات المتبادلة عبر الفيسبوك من قبل النساء التي منحن أجهزة لوحات إلكترونية المزودة بالانترنيت، قصد الاتصال والنقاش الجماعي حول جميع مشاكل المياه في مجتمعاتهن المحلية والتدبير الرشيد للموارد الطبيعية . ويهتم فريق البحث كذلك بشبكات الدعم المتبادل التي أنشئت والحلول التي بنيت بشكل جماعي والشعور بالقدرة على التصرف بحماس عبر تبادل المعطيات بالفايسبوك .
وقد أجريت زيارة ميدانية بحث لمجموعة نساء الفيسبوك ” FEMME GIREPSE ” في أماكن إقامتهن. وتناولت الدراسة تقييما أوليا لثلاثة أشهر من استخدام أجهزة اللوحات إلكترونية والشبكات الاجتماعية ” الفايسبوك” و”الواتساب” وكيف يساعد هذا النشاط ويحافظ على التواصل بين عناصر المجموعة والبحث عن حلول المشاكل التي تواجههن لدى استخدام المياه.
و شكرت البروفسور “ديان برونو ” من جامعة بونكتون بكندا شريكة فيمشروع بحث التكيف مع تغير المناخ في حوض تانسيفت.، التي ساهمت في تأطير هذه الورشة ، المجموعة النسائية لمشاركتهن والجهود المبذولة لتنشيط الشبكة والمساعدة في حل بعض المشاكل المرتبطة باستعمالات المياه . وعبرت النساء المستفيدات عن مشاعرهن وعن مختلف الإكراهات التي تواجههن. كما عرضن بابتهاج التجربة ومقاربتها الغنية والفريدة وفرصة تمكينهن من تعلم استعمال الالواح الالكترونية والتواصل بينهن عبر الوسائط الاجتماعية . وأكدت النساء المستفيدات من مشروع بحث التكيف مع تغير المناخ في حوض تانسيفت أن الالواح الالكترونية غالبا ما تستخدم مما يفسح المجال للمزيد من المعرفة وتبادل الخبرات فيما بينهن في مجال تدبير واستخدام المياه الصالحة للشرب.
وأوصين إلى عقد المزيد من الاجتماعات والتفاعل أكثر للمجموعة من اجل نشر مشاركاتهن على الشبكة الاجتماعية. واقترحن أن يجتمعن مرة كل شهر في منطقة أوريكا لمناقشة المشاكل التي يتعرضن لها و التطورات الجديدة في مجال تدبير المياه.
وباشر النساء المستفيدات من مشروع بحث التكيف مع تغير المناخ في حوض تانسيفت تحليل مستويات بعض العناصر الدقيقة في الماء من قبيل تواجد النترات والفوسفات بها، وقياس درجة حموضتها . ذلك ان تواجد النترات والفوسفات في الماء يرجع إلى الاسمدة والمبيدات الزراعية ومقذوفات مياه الصرف الصحي في النهر. وهمت التحليلات نوعين من المياه، مياه الشرب الموجهة للاستهلاك وماء نهر الذي غالبا ما يستخدم في الأنشطة المنزلية.
وأظهرت التحاليل الكيميائية، التي بدت سلبية، أن مستويات الفوسفات والنترات و درجة الحموضة طبيعية في مياه الاستهلاك، وخلافا للتحليل الجرثومي الذي كشف عن وجود العديد من البكتيريا في مياه النهر.
وانتقلت النساء المستفيدات خلال نشاطهن الثاني إلى صنع مصفاة لتصفية المياه. حيث وفرت لهن عدد من المعدات لصنع مصفاة من رمال رقيقة وقطع من الثوب وأحجار وفحم وأواني بلاستيكية.
وقبل البدء في تدريبات حول الموضوع تم تشكيل مجموعتين. طلب من كل مجموعة إنتاج مصفاة بالأدوات المتوفرة. وبذلك يجب على أعضاء المجموعة اختيار طريقة تهييئ مختلف المواد وتبرير خياراتهن في نهاية التمرين. بعد ذلك تمت مراجعة منتوجاتهن (مصفاة لتنظيف المياه ) من قبل منشطي الورشة لتحديد الطريقة الأكثر فعالية لتصفية المياه.
وقدمت مصفاة نموذجية صنعت من منتجات محلية، وهي عملية بسيطة نوعا ما . ولكن يمكن أن تكون فعالة جدا في تصفية وتوفير مياه صالحة للشرب ، ذات جودة حسنة بتكلفة أقل تناسب مستوى عيش ساكنة المناطق نائية التي تفتقر للوسائل الضرورية .
ويذكر أنه في نهاية التدريب طلب من المشاركين تحديد مشكلة جديدة ليتم معالجتها من قبل مجموعة نساء الفيسبوك ” FEMME GIREPSE ” في الفترة المقبلة. وبعد سرد عدد من المشاكل وتصنيفها بالترتيب من حيث الأهمية، اتفق المشاركون على المشاكل ذات الأولوية والتي تعتبرونها مرتبطة برمي النفايات الصلبة والسائلة في النهر. ويعتبر تلوث مصادر المياه في المنطقة مشكلا للسكان المحليين وللسياح الذين يزورون المنطقة، وتشارك أيضا في تلوث المساحات الخضراء.