العدد 204 من مجلة “البيئة والتنمية”
آفاق بيئية : بيروت
“حقل” من الألواح الشمسية فوق نهر بيروت سيؤمن الكهرباء لعشرة آلاف منزل. هذا المشروع الذي يتوقع إنجازه في أواخر نيسان (أبريل) هو موضوع غلاف العدد الجديد من مجلة “البيئة والتنمية”. لقد تأخر لبنان كثيراً في استغلال طاقته الشمسية الوافرة، رغم “فقره الطاقوي” إذ لا يولد إلا نصف حاجته من الكهرباء، ورغم أن مشاريع كثيرة حول العالم أثبتت أن الطاقة الشمسية التجارية أصبحت أرخص من طاقة الوقود الأحفوري، وهذا ما أكده التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة. لكنها خطوة أولى مشجعة، ويخلص التحقيق إلى أن زمن التجارب ولى، والمطلوب حالياً هو تحفيز الاستثمار التجاري في هذا القطاع، عبر تعديل للسياسات يسمح للقطاع الخاص بإنتاج الطاقة المتجددة وبيعها للشبكة العامة.
وفي عصر التحذير من الشح المائي وضرورة الاستخدام الكفوء للمياه، يتعرف القارئ على تجارة “المياه الافتراضية” حيث تستورد البلدان المفتقرة إلى المياه سلعاً يتطلب إنتاجها كميات كبيرة من المياه، وهذا بديل ملائم للمنطقة العربية. ويحفل العدد بمواضيع تطرح قضايا مقلقة لكنها تظهر الحلول والمبادرات الواعدة، من النزاعات العربية وسبل تخفيف تأثيرها على الأمن الغذائي، إلى احتضار الواحات المغربية ومشاريع إعادة تأهيلها، إلى قرية أردنية مهجورة عاد إليها سكانها ليحولوها قرية بيئية سياحية. وكتب أشوك خوسلا، رئيس منظمة “بدائل التنمية”، عن المصالح الخاصة والسلطوية في مشاريع وسياسات التنمية. أما السفير الياباني في بيروت سيتشي أوتسوكا فخصّ “البيئة والتنمية” بمشاهداته وآرائه حول الحفاظ على طبيعة لبنان.
وفي قسم “كتاب الطبيعة” موضوع مصوَّر عن “أقبح” الحيوانات المهددة بالانقراض. ومن المواضيع الأخرى: مشاريع “سيدرو” تروج لسوق الطاقة الشمسية في لبنان، تأثير تغير المناخ على الزراعة في البلدان العربية، قمة الطاقة والمياه في أبوظبي، ملاعب مستدامة لكأس العالم 2018 في روسيا، معادن الأعماق ثروات غير مكتشفة في المحيطات، معركة على الشمس بين دافوس وأبوظبي. وأطلق المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) استطلاعاً للرأي العام حول أنماط الاستهلاك في البلدان العربية ستنشر نتائجه في تقريره السنوي. والدعوة مفتوحة للجميع للمشاركة في الاستطلاع عبر الموقع www.afedmag.com وسوف يتم تقديم بطاقات سفر وإقامة لستة مشاركين لحضور المؤتمر السنوي للمنتدى في تشرين الأول (أكتوبر) 2015. وفي العدد تعليقات بيئية ضمن قسم “أليس في بلاد العجائب”، ومسابقة فيديو البيئة الموجهة الى الشبيبة. وللقراء هدية “الجريدة الخضراء” وهي ملصق للتوعية البيئية.
وفي افتتاحية العدد بعنوان “الشمس هنا لتبقى”، يستعرض نجيب صعب قصص نجاح عالمية لمشاريع الطاقة المتجددة التي كانت عام 2014 أكثر مصادر الطاقة نمواً، إذ حصدت استثمارات بلغت 310 بلايين دولار، ووصلت كهرباؤها في بعض البلدان إلى أقل من كلفة الطاقة التقليدية. وخلص إلى قناعة واسعة النطاق عالمياً بأن الطاقة المتجددة أصبحت أمراً واقعاً وخياراً اقتصادياً ضرورياً، مهما انخفضت أو ارتفعت أسعار النفط، لأن الاستثمار فيها ثابت ومردوده لا يتبدل مع تقلبات السوق.