آفاق بيئية : محمد التفراوتي
باتت التعاونيات وسيلة ناجعة لتحقيق مرامي مشتركة بين الساكنة ، خصوصا التعاونيات الغابوية التي أضحت نموذجا لتنظيم ممارسة حق الانتفاع والبحث عن مصادر بديلة للدخل. ويطرح التدبير المستدام للمجال الغابوي إشكاليات اجتماعية ويبقى رهين إشراك الساكنة المنظمة في إطار جمعيات او تعاونيات .وتلعب التعاونيات دورا مهما في تخفيف الضغط على الموارد الغابوية وإدماج الغابة في محيطها السوسيو اقتصادي ، وتفعيل حق الانتفاع المعقلن والتثمين الأنجع للموارد الغابوية. وتنظيم سلاسل الإنتاج ثم الرفع من القيمة المضافة محليا.
ويشهد السياق العام لإستراتيجية التشارك والتعاقد مع التعاونيات نسيجا تعاونيا عتيقا (خاصة في منطقة الاطلس المتوسط 1938) مقاربة تشاركية كخيار لتدبير المجال الغابوي و اطارا قانونيا ينظم علاقة الساكنة مع المجال الغابوي (ظهيري1917 و1976) وكذا نظم بيئية غابوية متعددة الوظائف وذات مؤهلات قابلة للتثمين.
ويغطي المجال الغابوي نحو 9 ملايين هكتار بما في ذلك سهوب الحلفاء .له دور ايكولوجي واجتماعي واقتصادي يتمثل في خلق 8 إلى 10 ملايين يوم عمل سنويا .وضمان حق الانتفاع لأزيد من 7 ملايين نسمة مع توفير مدا خيل مباشرة وغير مباشرة تقدر ب 5 ملايير درهم سنويا .وتزويد 60 وحدة صناعية وأكثر من 6.000 صانع تقليدي بالمواد الأولية .و توفير 17% من التركيبة العلفية الوطنية عبر الرعي (ما يعادل 15 مليون قنطار من الشعير في السنة) ثم المساهمة بحوالي 18 %من التركيبة الطاقية الوطنية (ما يعادل 3 ملايين طن من البترول).
من هذا المنطلق نظمت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر يوما دراسيا تحت عنوان “التعاونية الغابوية: مشروع اجتماعي لصالح التنمية المستدامة وذلك بمناسبة اليوم الدولي للتعاونيات ( 9 يوليوز )الذي اختارت له الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه السنة شعار ” المقاولات التعاونية تفضي إلى تنمية مستدامة للجميع”.
واستعرض المشاركون حصيلة الانجازات التي تم تحقيقها بالقطاع التعاوني الغابوي و دور القطاع التعاوني في هيكلة المشاريع على المستوى الوطني ومختلف البرامج المستقبلية في مجال الشراكة مع والتعاونيات حيث أثر العمل التعاوني ايجابيا على الموارد الغابوية .وشهدت انخراطا متزايدا في التجربة حيث ارتفع عدد التعاونيات الغابوية (2005-2013) ب 37% وعدد المنخرطين ب 40% . فضلا عن تثمين أنجع للموارد الغابوية وبروز سلاسل إنتاجية واعدة كشجر الخروب بجهة تادلة ازيلال وشجر الاركان بجهة سوس ونبات الازير بالمنطقة الشرقية الذي حصل هذه السنة على اعتراف بعلامة مميزة للمنشأ والجودة (البيان الجغرافي ) .
ومن جهته تناول المديرالجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة الشرق مجال دعم تعاونيات نبات الازير بالجهة. وناقش المشاركون مدى أهمية الجانب التنظيمي وتدبير الموارد الطبيعية مما يجعل من التعاونية مقاولة صغيرة تضمن الدخل بالنسبة للمستفيدين٬ وتضمن التخفيف على الموارد الطبيعية. واختتم اليوم بتوقيع اتفاقية شراكة مع الصندوق الوطني للقرض الفلاحي لدعم التعاونيات الغابوية ماديا وتقديم كل التسهيلات الممكنة لتطوير قطاع التعاونيات الغابوية بالمغرب.
وحدد البرنامج العشري (2015-2024) محاور توجيهية وتدابير مزمع اتخاذها تنشد التحسين المعرفي والتأطيري لبعض المواد غير الخشبية ثم تأهيل التعاونيات الغابوية (الهيكلة والتنظيم والحكامة) وتوحيد وتبسيط المساطر القانونية والإدارية والتقنية و دعم تنفيذ عقود الشراكة والاستمرارية . ووضع برنامج عمل يحدد نوع التدخلات والآجال و المؤشرات و آليات تنفيذ هذه التدابير.
وتسعى المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر إلى تطوير النظام التعاوني بشكل عام والغابوي بشكل خاص، ووضعت في صلب اهتماماتها النموذج التشاركي لإنجاح كل المشاريع التنموية الجهوية عن طريق التنسيق الداخلي وتكوين القدرات والتسويق و أيضا التمويل .
ويذكر أن عدد التعاونيات الغابوية ، مند انطلاق المخطط سنة 2005، وصل إلى 136 تعاونية ،وبلغ 7500 مستفيدا .كما تم إبرام 154 عقدة شراكة بغلاف مالي يقدر ب 254 مليون درهم.