آفاق بيئية : محمد التفراوتي
المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا، بمناسبة انعقاد الدورة السابعة للملتقى الدولي للفلاحة في االمغرب ، أنه ينبغي للبلدان التحول إلى نظم غذائية أكثر استدامة، وتعزيز الإجراءات الرامية إلى التخفيف من وطأة آثار تغير المناخ والتكيف معها.
وشدد على أن “كل ما نقوم به ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار تغير المناخ”، مضيفا أن “الوقت قد حان. ونحن لا يسعنا الانتظار”.
وقال غرازيانو دا سيلفا إن “تغير المناخ يمكن أن يعيد تشكيل معالم سيناريو إنتاج الأغذية في الكوكب”، مضيفا أنه أعاد إدخال “عنصر من عدم اليقين” بعد عقود انتشر فيها الجوع ليس بسبب نقص الإمدادات على المستوى العالمي بل بفعل نقص إمكانية الوصول إلى وسائل إنتاج الأغذية أو شرائها.
واسترسل قائلا إن “أشد الناس فقرا في العالم هم عرضة للضعف بشكل خاص”. “فهم لا يمتلكون سبلا أقل لاتخاذ ما يلزم من إجراءات فحسب، بل إنهم يميلون إلى العيش في مناطق إنتاج مهمشة أصلا” حيث تبلغ آثار تغير المناخ في الإنتاج الزراعي أشدها.
وأشار إلى أن النتائج الأخيرة التي توصلت إليها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عكست هذه الشواغل ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.
كما تحدث المدير العام عن الزراعة الأسرية باعتبارها أداة للتنمية الريفية والاستقرار، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة أعلنت عام 2014 السنة الدولية للزراعة الأسرية.
وقد شهد هذا الحدث الرفيع المستوى مشاركة فخامة السيد ألفا كوندي، رئيس جمهورية غينيا؛ وفخامة السيد إبراهيم كيتا، رئيس جمهورية مالي؛ ومعالي السيد عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري في المغرب؛ ووزراء الزراعة من حوالي اثنى عشر بلدا آخر.
قضايا مشتركة شاملة
وأشار غرازيانو دا سيلفا، في الكلمة التي ألقاها، إلى أن تغير المناخ يشكل تحديا سيتعين على المزارع الأسرية الكبيرة والحديثة وصغار المزارعين الأسريين مواجهته.
وقال غرازيانو دا سيلفا إن تغير المناخ مسألة تنطوي على مجموعة واسعة من الأولويات الإنمائية، بما في ذلك القضاء على الجوع، ودعم الإنتاج المستدام، والحد من الفقر في المناطق الريفية، وتحسين أسواق الأغذية، وبناء القدرة على الصمود.
كما أشار إلى أن قرابة 500 مليون مزرعة أسرية تشكل حوالي 80 في المائة من الحيازات في العالم، ولكن تشمل أيضا العديد من الأسر الأكثر ضعفا في العالم.
ويشكل المزارعون الأسريون حسب التقديرات نحو 70 في المائة من جميع الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في المناطق الريفية في البلدان النامية.
وواصل غرازيانو دا سيلفا حديثه قائلا إنه “بتقديم الدعم الكافي للزراعة الأسرية، يمكننا مكافحة انعدام الأمن الغذائي من خلال الوصول إلى مجموعة هي نفسها تعاني من الضعف، وزيادة الإمدادات الغذائية في الأماكن التي هي في أمس الحاجة إليها”. وأضاف أن ربط الدعم الإنتاجي بالحماية الاجتماعية من شأنه أن يساعد على تحريك عجلة التنمية المستدامة المحلية والشاملة.
كما أشاد غرازيانو دا سيلفا بمخطط المغرب الأخضر الذي اعتمدته الحكومة المغربية من أجل تحقيق التنمية الزراعية، والذي يقر بالاحتياجات المتميزة لكل من صغار المزارعين والمزارع الأسرية الأكبر حجما.
وأعرب عن تقديره لتوصل المغرب إلى تخفيض نقص التغذية فيما بين سكانه لما دون 5 في المائة وذلك تماشيا مع غايات حددها الهدف 1 من الأهداف الإنمائية للألفية وهو القضاء على الفقر المدقع والجوع بحلول عام 2015.
وأوضح المدير العام أنه “لا يمكننا التقليل من أهمية الزراعة والإنتاج الصغير النطاق في خلق فرص العمل وتوليد الدخل”. وأضاف أن ذلك سيكون ذا أهمية حاسمة في أفريقيا حيث نصف السكان تقل أعمارهم عن 25 سنة.
التعاون فيما بين بلدان الجنوب
ووقع المدير العام ووزير الفلاحة المغربي اتفاقا لدعم مشاريع الأمن الغذائي في مناطق أخرى في أفريقيا من خلال برنامج المنظمة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب. ويعتبر هذا الاتفاق المبتكر أول اتفاق يبرم في إطار المبادرة التي أخذت بزمامها المنظمة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب من أجل الجمع بين تمويل الحكومات والقطاع الخاص بهذه الطريقة.