آفاق بيئية : دبي
تم تعزيز الجهود للحفاظ على أسماك القرش المهاجرة في ورشة عمل دولية بشأن الحفاظ على أسماك القرش التي تدعمها الامم المتحدة. وقد اجتمع ممثلو الحكومة من تسعة بلدان في دبي لتقديم المزيد من الدعم لحفظ اسماك القرش في المنطقة.
وقد وقعت خلال المؤتمر تسع دول في المنطقة العربية على مذكرة تفاهم بشأن الحفاظ على أسماك القرش المهاجرة، وذلك في إطار اتفاقية برنامج الأمم المتحدة للبيئة الخاص بالأنواع المهاجرة بهدف تعزيز ولايته لتوسيع نطاق عمله لحفظ أسماك القرش المهاجرة. وقد جرى التوقيع في دبي على هامش ورشة عمل تدريبية حول الحفاظ على أسماك القرش، التي نظمها الصندوق الدولي للرفق بالحيوان بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه في دولة الإمارات.
وقال الأمين التنفيذي برادني شامبرز: ” نحن نرحب بالتزام الدول الموقعة الجديدة والتي ستسهم في تحفيز المبادرات الإقليمية للحد من المخاطر التي تهدد أسماك القرش المهاجرة. “
وتعد سواحل بلدان متعددة موطنا لأنواع عديدة من أسماك القرش ابرزها دولة الإمارات العربية المتحدة، وجزر القمر، مصر، الأردن، ليبيا، موريتانيا، السودان، الجمهورية العربية السورية واليمن وبعض من هذه البلدان يندرج ضمن مذكرة التفاهم الخاصة بلوائح أسماك القرش المتعددة، نذكر منها لائحة أكبر الأسماك في العالم، و القرش الحوت و القرش الأسرع، و قرش ذو زعانف ماكو و سمك القرش الأبيض الكبير . وتعتبر مياه هذه البلدان موطن حيوي لكثير من أنواع أسماك القرش بحيت تعتبر مصدر تغذية وامكنة مناسبة للتكاثر. كما يتجمّع سمك قرش الحوت في البحار العربية والمحيط الهندي ، وهذا ما يؤكد على أهمية المنطقة لعوالق الأكل العملاقة.
وقد بانت الحاجة الملّحة لتوطيد التعاون بين البلدان منذ بدأت أسماك القرش المهاجرة بعبور أعالي البحار والمياه الوطنية من دول مختلفة، وذلك لمعالجة الإفراط في استغلال الموارد السمكية وغيرها من التهديدات . تواجه أسماك القرش تهديدات خطيرة في جميع أنحاء العالم و تعاني من الاستغلال المفرط من خلال الصيد المتعمد او غير المقصود على حد سواء.
وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة تم صيد ما يقارب ال 900،000 طن من أسماك القرش في العام الواحد وذلك على مدى العقدين الماضيين. و يقدر عدد اسماك القرش التي تم قتلها ب 70 مليون سمكة بهدف استخدام زعانفها وبيعها في السوق العالمية. ويقدّر الخبراء بان يصل هذا الرقم الى الضعفين، اذا ما أخذنا بين الاعتبار طرق الصيد غير المشروعة والصيد غير المبلغ عنه و غير المنظم و البيانات المفقودة من بعض الدول الكبرى ومصائد الأسماك.
تعتبر معظم أسماك القرش من الأنواع التي تنمو ببطء وتعيش لفترة طويلة، ويتأخر موعد بلوغها وتكاثرها قليل. هذه العوامل البيولوجية جعلت من أسماك القرش عرضة للصيد الجائر مما يصعب التعويض عنها ويجعلها عرضة للانقراض.
ان مذكرة التفاهم لحفظ اسماك القرش المهاجرة في اطار اتفاقية حفظ انواع الحيوانات البرية المهاجرة؛ والتي تمّ التصديق عليها في عام 2010 هي المعاهدة الحكومية الأولى المخصّصة لاسماك القرش المهاجرة على المستوى العالمي وهي مكملة لمجموعة من الاتفاقيات الموجودة والمتعلقة بالحياة البرية و مصائد الأسماك. ومع تصديق تسع دول جديدة للاتفاقية يصبح عدد الدول الموقعة 29 دولة حتى الآن .