العدد 164 من مجلة “البيئة والتنمية”
تتنامى عالمياً دعوات للتحول إلى اقتصاد أخضر يدمج النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية والمساواة الاجتماعية بشكل متكامل. موضوع غلاف مجلة “البيئة والتنمية” لشهر تشرين الثاني (نوفمبر)، الصادرة بالتزامن مع المؤتمر السنوي الرابع للمنتدى العربي للبيئة والتنمية، يتضمن عرضاً لتقرير المنتدى حول “الاقتصاد الأخضر في عالم عربي متغير”. وهو يركز على إدخال مفاهيم الاقتصاد الأخضر في ثمانية قطاعات رئيسية هي الطاقة، المياه، الزراعة، النقل والمواصلات، الصناعة، إدارة النفايات، المدن والمباني الخضراء، السياحة، مع دراسات حالة عن تدابير ومبادرات لتخضير الممارسات والعمليات في مؤسسات وشركات رائدة في العالم العربي.
وفي العدد أفكار عملية لتخضير الشركات يشكل تطبيقها خطوة هامة على الطريق إلى مكان عمل أكثر صداقة للبيئة. وكتب سليمان الحربش، مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية، عن مبادئ الاقتصاد الأخضر الثلاثة التي يعتمدها الصندوق في معالجته لمسألة فقر الطاقة وهي الاستخدام الأكفأ للطاقة، وتوفيرها لفئات المجتمع كافة، واعتماد الطاقات المتجددة. كما يتضمن العدد مقابلة مع رئيس مجلس إدارة “أفيردا” ميسره سكر حول تطوير عمليات تدوير النفايات وفرزها في المصدر. وضمن سلسلة مقالات عن الحروب وانعكاساتها البيئية، يضيء مقال على الحرب الأهلية في أنغولا حيث تحولت صراعاً على النفط والألماس.
ويتضمن كتاب الطبيعة تحقيقين مصورين عن سفاري المها العربي في محمية الشومري الأردنية حيث تم دعم السياحة البيئية، ومتنزه يلوستون ناشونال بارك في الولايات المتحدة وهو الأول من نوعه في العالم. ومن المواضيع الأخرى: الزراعة المهمشة تستهلك 85 في المئة من المياه، النقل والمواصلات: زحمة وتلويث وتخلف، فوضى عمرانية في المدن العربية، البنك الاسلامي للتنمية يمول المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، احموا غابات الفلين، الحياة بطنّ واحد من الانبعاثات الكربونية، اختراعات من وحي الغابات، فضلاً عن الأبواب الثابتة: رسائل، البيئة في شهر، عالم العلوم، سوق البيئة، المفكرة البيئية. ويتضمن العدد ملحقاً عن نشاطات المنتدى العربي للبيئة والتنمية، وهدية مجانية هي بوستر “الجريدة الخضراء” التي تستهدف نشر المعرفة البيئية في البلدان العربية.
وفي افتتاحية العدد بعنوان “ديبلوماسية تغير المناخ”، يشير نجيب صعب إلى أن هذا كان موضوع جلسة تشاورية لمناقشة تغير المناخ استضافتها وزارة الخارجية الألمانية بحضور ديبلوماسيين من وزارات الخارجية في ثلاثين بلداً، وكان شعارها “من الانذار المبكر إلى العمل المبكر”. ويرى صعب أن تحديات تغير المناخ تمثل تهديداً عالمياً، على رغم المشككين، لذلك يأتي دور الديبلوماسية في اجتراح تسويات. ويتساءل: “متى تصبح في كل وزارة عربية للشؤون الخارجية دائرة متخصصة لتغير المناخ يديرها ديبلوماسيون محترفون؟”