المؤتمر الدولي السابع لنخيل التمر
تعزيز الأمن الغذائي والمائي في ظل التغير المناخي
الدكتور عبد الوهاب زايد كفاءة مغربية متوهجة دوليا في قطاع نخيل التمر
آفاق بيئية – أبوظبي : محمد التفراوتي
أسدل الستار عن أشغال المؤتمر الدولي السابع لنخيل التمر في مدينة أبوظبي المنظم من قبل جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي ، المنعقد ما بين 14 إلى 16 مارس الجاري، تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة . كما كرم رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الفائزون بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دورتها الرابعة عشرة ،يوم الاثنين 14 مارس 2022. وشهد المؤتمر مشاركة مكثفة لخبراء وعلماء من مختلف التخصصات العلمية ، مايفوق 500 مشارك من القارات الخمس ، عرضوا بحوثهم وتدرسوا نتائجها وتبادلو خبراتهم وتجاربهم.
وأفاد الشيخ نهيان مبارك آل نهيان ،خلال حفل تكريم الفائزين بالجائزة في دورتها الرابعة عشرة، أن المبادرة هي تأكيد قوي، على الاتزام الكامل، في جائزة خليفة، على المضي قدما، في الأخذ بالاستراتيجيات وخطط العمل، التي تهدف إلى تحقيق التنمية الزراعية الشاملة، ورعاية الشجرة المباركة، مع الادراك بأهمية هذا المسعى، في تحقيق الأمن الغذائي، وتأكيد التنمية المستدامة، وتعزيز التسامح والتعايش والمحبة والسلام، بين الناس، كما أن جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، هي جائزة وطنية الانتماء، عربية الأداء، عالمية الإطار، وهي فرصة استثنائية لتحفيز الابتكار الزراعي، تسعى في كل أنشطتها وفعالياتها، إلى تحقيق الخير، والنماء، والاستقرار.
و أشاد الدكتور شو دونيو مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في كلمته التي ألقاها نيابة عنه سعادة الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الوسط وشمال افريقيا، بجهود دولة الامارات العربية المتحدة وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، في دعم وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي على المستوى الدولي. لما تملكه دولة الإمارات من بنية تحتية ومؤسسات متطورة وخبرة دولية وإرادة قوية ساهمت في النهوض بقطاع نخيل التمر من خلال مهرجانات التمور على المستوى العربي. كما شمل حفل التكريم عرض فيلم أوبريت “صواري منصور”.
وخلال الجلسة الرئيسية للمؤتمر أكدت السيدة مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة أن المؤتمر يمثل أحد أبرز محطات البحث العلمي في مجال تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على مستوى العالم، كما أن المؤتمر يحظى بأعلى نسبة حضور من الأكاديميين والباحثين العاملين في هذا القطاع، بالنظر الى الرصانة المهنية التي يتمتع بها المؤتمر والمصداقية العلمية على مدى أربع وعشرين سنة متتالية.
وأضاف الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعدة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، الممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا(FAO-RNE)، في كلمته بالجلسة الرئيسية للمؤتمر إلى أن مستقبل العمل الزراعي بمنطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط لن يكون بعيداً بأدواته عن مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، عبر استخدام الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وغيرها، “ومن هذه المنصة انتهز الفرصة لأعرب لكم نحن القائمين على هذا القطاع، ومع تقديرنا لكل ما تم إنجازه، إلا أنه علينا التركيز أكثر في المرحلة القادمة على جيل الشباب وتحفيزهم للانخراط أكثر في العمل الزراعي لما لهم من قدرة لا يستهان بها على الابداع والابتكار، فهم بمثابة الدم الجديد الذي نُعول عليه للمساهمة في إيجاد حلول غير تقليدية لمشاكل وتحديات لازمت القطاع الزراعي عقود ومازالت تعيش بيننا”.
وفي كلمة المهندس خالد الحنيفات وزير الزراعة الأردني أكد خلالها على سعادته الغامرة بانعقاد الدورة الرابعة عشر لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي. وقال ان الجائزة ساهمت بشكل كبير في تطوير قطاع النخيل في دول كثيرة حول العالم من خلال التنافس بين مختلف الدول في الابتكار والإبداع في قطاع النخيل للحصول على جائزة خليفة، وكما ساهمت المهرجانات والدورات التي تدعمها الجائزة في تبادل الخبرات الفنية بين المهتمين في قطاع النخيل في مختلف دول العالم. وتطرق الوزير الحنيفات إلى قطاع النخيل في الأردن الذي شهد تطورات متسارعة جعلته في مقدمة القطاعات الزراعية أهمية، حيث بلغت المساحة المزروعة بالنخيل حوالي 4000 هكتار مزروعة بحوالي 650,000 شجرة نخيل، وكما بلغ الإنتاج الأردني حوالي 30,000 طن من التمور ، إضافة إلى ذلك فقد أصبح هذا القطاع من أهم القطاعات التصديرية في الأردن والذي تصل منتجاته إلى مختلف دول العالم، وساهمت سلسلة القيمة لزراعة وإنتاج التمور ،في إضافة أبعاد اجتماعية واقتصادية لقطاع النخيل وخلق فرص عمل للشباب والفتيات في الريف الأردني الذي ترتفع فيه نسبة الفقر والبطالة.
وتحدث الدكتور علي أبو السبع مدير عام المركز الدولي للبحوث الزراعية (ICARDA) حول سبل الاستفادة من 50 سنة من نتائج البحوث والابتكارات لتعزيز الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ في منطقة (CWANA) من خلال شراكات موسعة مع (CGIAR)
وقال الدكتور إبراهيم الدخيري مدير عام المنطقة العربية للتنمية الزراعية كلمة حول دور نخيل التمر في معوقات الأمن الغذائي وتغير المناخ في الدول العربية، عقب ذلك تحدثت الدكتورة طريفة الزعابي مدير عام المركز الدولي للزراعة الملحية بالإنابة عن أنظمة الإدارة المتكاملة لنخيل التمر، ثم القى الدكتور رضا اشبلي المدير التنفيذي لاتحاد مراكز البحوث الزراعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، عرضا حول تشغيل منصة ابداع لنخيل التمر لتعزيز نظام الإنتاج المتكامل لنخيل التمر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ثم استعرض الدكتور نصر الدين العبيد مدير عام المركز العربي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والأراضي القاحلة، انجازات المركز في تطوير زراعة النخيل في الدل العربية.
حوالي 25000 طن من صنف المجهول.وتعد جمعية DatePac تعاونية كبيرة للمزارعين في أريزونا تقوم بإنتاج تمر مجهول عضوي وخالي من المبيدات. وتدعي DatePac أنها تبيع 90 في المائة منه في جميع محلات التجارية الكبرى في الولايات المتحدة. وهناك مستودعات أخرى لتعبئة التمور أصغر حجما تقوم بتوزيع ثمارها في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية. وتظهر إحصاءات وزارة الزراعة الأمريكية ذلك إذ يتم تصدير التمور الأمريكية إلى كندا وأستراليا والمكسيك والمملكة المتحدة. واستهلك الامركيون التمور (غير المصنعة) حوالي 75 غرام لكل شخص سنويا في سنة 2019.
توقيع 12 مذكرة تفاهم
وشهد المؤتمر التوقيع على اثنا عشر مذكرة تفاهم مع عدد من وزراء الزراعة ومدراء المنظمات الدولية في عدد من الدول العربية بهدف تعزيز التعاون الإقليمي والدولي بين المؤسسات الوطنية والمنظمات الدولية بما يساهم في دعم وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي على المستوى العربي والدولي.
الشبكة الدولية لتنمية قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور في الشرق الأوسط وشمال افريقيا
ودشن الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، الشبكة الدولية لتطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور، حيث تتولى الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي إدارة أكبر تعاون دولي لتنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على مستوى العالم، بالتعاون مع كبرى المنظمات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA)، والمركز العربي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والأراضي القاحلة (ACSAD)، والمركز الدولي للزراعة الملحية (ICBA)، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية (AOAD)، واتحاد مراكز البحوث الزراعية في الشرق الوسط وشمال افريقيا (AARINENA)، حيث من المأمول من هذه الشبكة العمل على النهوض بقطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور في الدول المنتجة للتمور تعزيزا لأمنها الغذائي ونموها الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
إطلاق منصة الابتكار لتنمية الزراعة الصحراوية
وتم إطلاق منصة الابتكار لتنمية الزراعة الصحراوية التي نظمتها الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA) والمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) بهدف تعزيز الأمن الغذائي والمائي في ظل التغير المناخي، وذلك على هامش أعمال المؤتمر الدولي السابع لنخيل التمر.هذه المنصة التي تهدف إلى تبادل الخبرات في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بناء على ما تم إنجازه من قبل المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية التي تنشط في المنطقة بدعم من الجهات المانحة والراعية للزراعات الصحراوية فيها وفي مقدمتها جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وذلك نظرا لعدم وجود مركز دولي للزراعات الصحراوية والتشتت في الجهود البحثية للمؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية هناك حاجة ماسة لإقامة منصة إقليمية/دولية لتعزيز الأبحاث والتقانات والابتكار حول الزراعة الصحراوية لتعزيز الأمن الغذائي والمائي في ظل التغير المناخي.
إطلاق منصة ابداع لنخيل التمر
و أطلق الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، (منصة ابداع لنخيل التمر) التي أعدها اتحاد مراكز البحوث الزراعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (ارينينا) بدعم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبالتعاون مع الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وهي منصة ابتكار تفاعلية، لربط أصحاب المصلحة المعنيين لتبادل وتعزيز المعرفة والمعلومات والابتكارات المتاحة المتعلقة بسلسلة القيمة والإنتاج لنخيل التمر لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستويين الإقليمي والدولي.
منصة دولية لاستدامة واحات نخيل التمر
وعقدت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي مساء الأربعاء 16 مارس 2022 على هامش اعمال المؤتمر الدولي السابع لنخيل التمر، ورشة عمل مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان بالمملكة المغربية، بحضور الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام الجائزة، والدكتور إبراهيم حافيدي مدير عام الوكالة، بهدف التنسيق لإطلاق المبادرة الدولية للمحافظة على واحات النخيل لمواجهة التغير المناخي، وتروم هذه المبادرة وضع منصة دولية لدعم الجهود الوطنية لمواجهة تحديات التغير المناخي وآثاره السلبية بما يساهم في تنمية وتطوير البنية التحتية لساكني واحات نخيل التمر في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقي.
المجهول دُرة التمور
وصدر عن الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي كتاب “المجهول دُرة التمور” خلال افتتاح المؤتمر الدولي السابع لنخيل التمر 2022. ويعتبر هذا الكتاب الأول من نوعه في مجال توثيق أصل صنف تمر المجهول من منطقة بوذنيب بالجنوب الشرقي من المغرب،
ويقول الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام الجائزة بأن هذا الكتاب شارك في إعداده 8 من وزراء الزراعة، و4 منظمات دولية و44 باحث وعالم متخصص بصنف المجهول من 13 دولة بالعالم، حيث أجمع جميع المشاركين في إعداد الكتاب بالدليل القاطع أن صنف المجهول يرجع أصله الى منطقة (بودنيب) بالمملكة المغربية، وقد انتقل الى ولاية كاليفورنيا عام 1927 ومن هناك تم اكثاره وإعادة انتشاره على مستوى العالم.
وأضاف أمين عام الجائزة الذي قام بإعداد المادة الأساسية للكتاب بالتعاون مع الدكتور عبد الله وهبي الخبير الدولي في زراعة النخيل وإنتاج التمور، بأن كتاب (المجهول دُرة التمور) يعتبر نقلة نوعية في توثيق أصل هذا الصنف المميز من التمور على مستوى العالم، لدرجة بات يسمى (دُرة التمور) و (لؤلؤة التمور) وغيرها من الأسماء، مؤكداً دحض الشائعات التي راجت حول اصل هذا الصنف، نظراً لانتشار صيته وميزاته الفريدة وارتفاع ثمنه عن باقي تمور العالم، فقد حيكت حوله الكثير من القصص والحكايات حول أصله، “لدرجة بتنا نرى ونسمع أن كثيراً من الدول قد تبنت هذا الصنف ونسبته لنفسها او لغيرها بدون أي دليل علمي يوثق أصل هذا الصنف”.
هذا وقد أشارت الدكتورة جلين سي رايت من جامعة اريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أن أول وصول لمجموعة شتول تمر المجهول إلى أمريكا كان عام 1927من قبل الدكتور والتر سوينجل الذي كان بزيارة إلى منطقة (بودنيب بالمملكة المغربية)، حيث أحضر معه 11 فسيلة من صنف المجهول خالية من مرض البيوض، وقام بشحنها ضمن صناديق خشبية إلى الولايات المتحدة، نجها منها 9 فسائل، تم نقلها إلى منشأة تابعة لوزارة الزراعة الأمريكية في كاليفورنيا. ومن هناك انتشرت زراعة وإنتاج وصناعة تمور المجهول الى القارة الأمريكية بأكملها، بالإضافة الى انتقال صناعة المجهول الى العديد من دول العالم الأخرى، وجميعها يعود الى استيراد شتول المجهول من المغرب في سنة 1927.