آفاق بيئية : محمد التفراوتي
في إطار الأجندة الشاملة من أجل المناخ، والتي تروم التحسيس بأهمية قطاع الماء كمصدر للحلول الكفيلة بأجرأة اتفاق باريس ، أحدث لأول مرة في تاريخ مؤتمر الأطراف يوم العمل من أجل المناخ .
وكشفت الحكومة المغربية وشركائها عن إصدارها ل”كتاب أزرق حول الماء والمناخ”، وهو ثمرة ملموسة للندوة الدولية حول الماء والمناخ، المنظمة بالرباط شهر يوليوز 2016، بتعاون مع الحكومة الفرنسية والمجلس الدولي للماء. ويضم هذا الإصدار مختلف التوجهات والتوصيات المعبر عنها من طرف المنتظم الدولي حول الماء وتفعيل الالتزامات المناخية واقتراح مجموعة من الحلول الملموسة والقابلة للتنفيذ عبر تدبير سليم للماء ومن أجل التكيف والقدرة على الصمود.
ودعت السيدة شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء بالمغرب إلى وجوب استشعار الرهان لما قد يؤدي إلى فقدان الأمن المائي من صراعات وتطاحنات ما بين الشعوب، وقد يؤدي إلى مزيد من الهجرة التي أضحت تهدد الاستقرار العالمي . و تم تناول محور العدالة المناخية، أثناء يوم العمل من أجل الماء، من خلال مبادرة ” الماء من أجل إفريقيا”، المقترحة من طرف المغرب والمدعومة من طرف البنك الإفريقي للتنمية، والتي تتغيى إنصاف إفريقيا من خلال اعتماد مخطط عمل محدد كفيل بتعبئة مختلف الشركاء السياسيين، الماليين والمؤسساتيين الدوليين في أفق تحسين الخدمات وتدبير الماء والتطهير السائل بالقارة السمراء، وتوفيره للأشخاص المتضررين من التغيرات المناخية.
وأكد بنيديتو براكا رئيس المجلس العالمي للماء على تزايد حدة مشكلتي النمو الديمغرافي والسوسيو-اقتصادي، وكذا المشاكل المناخية الحادة عبر العالم التي تعقد مهمة البحث عن حلول المناسبة . ويعد قطاع المياه أحد الموارد الأكثر تضررا في حين يلعب دورا مهما في إيجاد حلول لهذه التحديات.
وفي نفس السياق وقعت الاتحادات الثلاث للأحواض، والأقطاب الكبرى والمقاولات، المحدثة على هامش مؤتمر الاطراف Cop21 بباريس والمنخرطة بشكل قوي في العمل من أجل الماء والمناخ، والتي تمثل لحد الآن 450 منظمة عالمية، على التزام مشترك لتعبئة شركائها، مع تحديد، نشر وترويج أحسن الممارسات الكفيلة بدعم عملية تطوير وبلورة مشاريع منخرطة بمنظومة التكيف والقدرة على الصمود بقطاع الماء.
واستعرضت الاتحادات الثلاث ، خلال الندوة الموضوعاتية حول الماء ، التقدم المنجز في إطار المشاريع الرئيسية التي تم إطلاقها على هامش مؤتمر الاطراف Cop21 للتكيف، على غرار النظام الإخباري حول الماء ببحيرة الكونغو الحدودية والتدبير المندمج لبحيرة هاي بالصين و تقوية الحاضرة الجديدة للمكسيك لتصريف المياه في حال وقوع فيضانات حضرية أو المشروع البيئي “إكو كوينكاس” لتكيف المناخ ما بين البلدان الأوربية وبلدان الأنديز.
وأعلن عن مشاريع أخرى جديدة للتكيف حول الماء خلال يوم الماء لمؤتمر الأطراف Cop22 مثل تدبير حوض سبو بالمغرب . و إحداث مركز للتكوين على التكيف مع الماء ببرازيليا. و الاستعمال المستقبلي ل”ساتل سووت” الخاص بالملاحظات المائية، وغيرها من المشاريع.
وطالب روبيرطو راميريز ديلا بارا، رئيس الشبكة الدولية لهيئات الأحواض المائية ، بضرورة العمل على تنظيم تكيف الموارد المائية مع التغيرات المناخية تبعا للمستوى الطبيعي لحوض الوديان الوطنية أو الحدودية و البحيرات أو منابع المياه حيث يصب الماء باستمرار والعمل على تعبئة مختلف الفاعلين المتواجدين بعين المكان، خصوصا السلطات المحلية والقطاعات الاقتصادية ، للمجتمع المدني في أفق تنفيذ رؤية مشتركة لمواجهة تحديات التغيرات المناخية .
وبلورت بطلتا المناخ حكيمة الحيطي، بطلة المناخ عن المغرب، ولورانس توبيانا، بطلة المناخ وسفيرة المفاوضات حول التغيرات المناخية عن الجمهورية الفرنسية ، برنامجا مفصلا ينشد التحفيز على التعاون ما بين الحكومات و المدن و المقاولات و المستثمرين والمواطنين بغية العمل بسرعة على الحد من انبعاثات الغازات المضرة بالمناخ والوقوف إلى جانب البلدان المتضررة على التكيف مع الآثار المناخية والعمل في المستقبل على خلق طاقات نظيفة وصديقة للبيئة.
ويذكر أن البرنامج العالمي من أجل المناخ داعما رئيسيا ومحركا أساسيا للتنفيذ السريع والناجع لاتفاق باريس حول التغيرات المناخية.
وأكدت بطلتا المناخ أن المعطيات العلمية واضحة إذ أن الطريق نحو الانبعاثات المضرة بالبيئة بحلول سنة 2020. يعد تحديا كبيرا، ونحن بعيدون عن رفعه. وتبعا للميولات الحالية، سنبلغ بحلول 2030 ما بين 11 و14 جيغا طون فوق القيمة الملائمة لاتفاق باريس. ذلك أن الهدف المتوخى هو الانتقال نحو المستوى الأعلى للإبقاء على نطاق أهدافنا، أي الوصول إلى أقل من 2°Cm وإن أمكن بلوغ 1.5 C°، الرفع من قدرات التكيف والقدرة على الصمود، إعادة توجيه التدفقات المالية. و”نحن مطالبان، بوصفنا بطلتين للمناخ، لخلق رابط ما بين مسلسل المناخ. كما يتوجب على القادة السياسيين عبر العالم الاستماع والاستلهام من الحلول الموجودة بين أيدينا.”