الأمن الغذائي وأزمة الهجرة

محمد التفراوتي25 سبتمبر 2015Last Update :
To go with AFP story 'Pakistan-housing-urban-planning-social' by Issam AHMED
In this photograph taken on July 31, 2015, Afghan refugees and Pakistani tribal people shift their belongings during an operation to demolish their poverty-stricken neighbourhood in Islamabad. With no water supply, electricity or sewage, the 2,000 homes that formed the "Afghan Basti" slum in Islamabad have long stood in stark contrast to the rest of Pakistan's green and largely pristine capital. Situated on the edge of the city, the neighbourhood is now at the heart of a battle over housing rights for the poor versus a drive by city authorities to get rid of "illegal" settlements. AFP PHOTO / Farooq NAEEM (Photo credit should read FAROOQ NAEEM/AFP/Getty Images)
To go with AFP story 'Pakistan-housing-urban-planning-social' by Issam AHMED In this photograph taken on July 31, 2015, Afghan refugees and Pakistani tribal people shift their belongings during an operation to demolish their poverty-stricken neighbourhood in Islamabad. With no water supply, electricity or sewage, the 2,000 homes that formed the "Afghan Basti" slum in Islamabad have long stood in stark contrast to the rest of Pakistan's green and largely pristine capital. Situated on the edge of the city, the neighbourhood is now at the heart of a battle over housing rights for the poor versus a drive by city authorities to get rid of "illegal" settlements. AFP PHOTO / Farooq NAEEM (Photo credit should read FAROOQ NAEEM/AFP/Getty Images)

refuges

غرازيانو دا سيلفا يكشف العلاقة بين الصراعات، وسبل المعيشة الريفية المعرضة للخطر، والهجرة

آفاق بيئية : روما

 أكد اليوم جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن الذين يُجبرون على الفرار في وجه الحروب والفقر وغيرها من الصعوبات والأزمات، هم بمثابة تذكير مأساوي بالحاجة الملّحة لإيجاد حلول سلمية تستند على العدالة الاجتماعية، وتحسين الفرص الاقتصادية للجميع؛ والسبيل لتحقيق هذه الغايات هو حماية سبل المعيشة في الريف والاستثمار فيها.

وقال، “إن التنمية الريفية والأمن الغذائي محوران للاستجابة العالمية إزاء أزمة اللاجئين، حيث أن الحروب تتسبب في الجوع… والجوع يصبح أيضاً من العوامل القاتلة ويجبر ضحاياه على هجرة سكناهم”. 
وأضاف غرازيانو دا سيلفا، قائلاً “وسواء كانوا من سَكنة المخيمات أو يجدون أنفسهم مضطرين إلى الفرار والترحال، فإن هؤلاء السكان يصبحون تلقائياً من أشد الفئات المستضعفة. ومن المتعين أن يقدم العالم رداً شاملاً يوفر الأمل والحلول الملموسة للاجئين، وتلك استجابة لا بد أن تضع في اعتبارها أمنهم الغذائي للحاضر والمستقبل، وإعادة تأهيل سبل المعيشة الريفية”.

وأوضح المدير العام لمنظمة “فاو”، أن “دعم سبل المعيشة الزراعية بالاستناد إلى الزراعة قادر سواء بسواء على أن يساهم في مساعدة السكان على البقاء في أراضيهم إذ يشعرون بالأمان، مثلما يهيئ الظروف لعودة اللاجئين والمهاجرين والنازحين”.

“… وإذا كان معظم النازحين يطمحون في العودة إلى أراضيهم فور انتهاء الصراع، فإن آثار النزاعات على الأمن الغذائي تدوم في كثير من الأحيان لفترات أطول بعد أن يخمد العنف ذاته”. وجدير بالذكر أن الزراعة لم تنفك تشكل العمود الفقري لسبل المعشية في حالة غالبية السكان، وسط حالات النزاع وما بعد النزاع.

وفي هذا السياق، تَصُبّ المنظمة أنشطتها على تقديم الإغاثة لحماية سبل المعيشة القائمة على الزراعة أثناء النزاعات في حين تهيئ الظروف لإعادة التأهيل وتجاوبية قطاع الزراعة في الأجل الطويل…  باعتبار ذلك استراتيجية حاسمة لبناء السلام، والتخفيف من حدة الفقر، وتحقيق التنمية الشاملة لدى البلدان التي تواجه أزمات ممتدة”.

وفي سوريا كمثال، خلّف الصراع الجاري تأثيراً مدمراً على قطاع الزراعة، مع اختلال أسواق المواد الغذائية وسلاسل التوريد، ودمار الكثير من شبكات الري وغيرها من البنى التحتية الحاسمة على نحو لم يترك للمزارعين ومُربّي القطعان أي خيار آخر سوى هجرة حقولهم والتخلي عن قطعانهم. أمّا من يرابط في مناطقه فيعجز عن الوصول إلى الأسواق أو الحصول على البذور والأسمدة وغيرها من المدخلات الأساسية. وفي غضون ذلك، أضر تدفق اللاجئين السوريين أيضاً بالزراعة لدى البلدان المجاورة المضيفة لهم.

وتعكف منظمة “فاو” على العمل مع الشركاء لتعزيز الأمن الغذائي وإعادة بناء قدرات الأسر والمجتمعات المحلية في سوريا والبلدان المجاورة على التجاوب. وتهدف هذه الجهود إلى إنقاذ سبل المعيشة، في الوقت الذي تساعد فيه المجتمعات المحلية على إعادة إرساء أسس انتعاشها الاقتصادي ذاتياً على المدى الطويل. وعلى الصعيد العملي، تمضي “فاو” بتركيز أولوياتها على مساعدة الأسر الأشد ضعفاً، لتحسين إمكانياتهم في تدبير الغذاء والتغذية والدخل.
وتشمل التدابير المتخذة تقديم مساعدات من البذور لتمكين المزارعين السوريين من إتمام حصاد الحبوب بما يكفي لتلبية الاحتياجات الغذائية المباشرة لأسرهم؛ تنظيم برامج “النقد مقابل العمل” لتوليد فرص الدخل مع إصلاح البنى التحتية الحاسمة للمزارع؛ تقديم الدعم البيطري وتنفيذ حملات التطعيم التحصيني في العراق، والأردن، ولبنان، وسوريا لحماية الصحة الحيوانية والموارد الحيوية للتغذية؛ توزيع مستلزمات الإنتاج في الفناء الخلفي لتمكين العائلات النازحة والمُضيفة من امتلاك وسائل لإنتاج أغذية ثرية بالمغذيات، كالبيض والحليب والخضروات.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News
error: Content is protected !!