تزايد القلق إزاء اللدائن المتناهية الصغر
آفاق بيئية : نيروبي
يتزايد القلق إزاء التهدي دالذي تشكله النفايات اللدائنية (البلاستيكية)على الحياة البحرية على نطاق واسع، مع تقديرات متحفظة لإجمالي الخسائرالمالية التي تسببها اللدائن على النظم الإيكولوجية البحرية والتي وصلت إلى ملياردولار سنويا، وفقا لتقريرين صدرا يوم افتتاح الدورة الأولى لجمعية الأمم المتحدة للبيئة. وتتناول الطبعة الحادية عشرة من الكتاب السنوي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة عشر قضايا ناشئة التي أبرزتها التقارير السابقة على مدى العقد الماضي بما في ذلك النفايات اللدائنية في المحيطات. ويرد في الكتاب السنوي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لعام 2014 تحديثا عن يوفر خيارات لاتخاذ إجراءات. كما غطى الكتاب مجالات أخرى اشتملت على الآثار البيئية للنيتروجين الزائد، وتلوث الهواء، وعلم المواطن وتربية الأحياء المائية البحرية. تقرير تقييم اللدائن، هو تقرير يدعمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة أصدرته منظمتان غير حكوميتان هما منظمة مشروع الكشف عن اللدائن (PDP)ومنظمة “تروكوست” (TRUCOST) وهو تقرير يعمل على استخدام الحالات التجارية المعنية بإدارة اللدائن والكشف عنها في صناعة السلع الاستهلاكية. كما وجد التقرير أن تكلفة رأس المال الطبيعي العام لاستخدام اللدائن في قطاعا لسلع الاستهلاكية يقدر بنحو 75 مليار دولار أمريكي سنويا–الذي يعتبر واحدا من الآثار المالية السلبية لقضايا مثل تلوث البيئةا لبحرية أوتلوثا لهواء الناجم عن حرق اللدائن. ويشير التقرير إلى أن ما يزيد عن 30 % من تكاليف رأس المال الطبيعي ناجمة عن انبعاثات غازات الدفيئة من استخراج ومعالجة المواد الخام. ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن التلوث البحري يعد أكبرالتلوثات تكلفة، وأن هذا الرقم الذي يقدر بنحومليار دولارمن المحتمل أن يكو نأقل من الواقع بكثير. وقال السيد أكيم شتاينر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة” إن اللدائن بلا شك تلعب دورا هاما في الحياة المعاصرة، إلا أنه يجب عدم تجاهل الآثار البيئية الناجمة عن استخدامنا لهذه اللدائن”. وأضاف السيد شتاينر”تبين هذه التقارير أن خفض إعادة التدوير وإعادة تصميم المنتجات التي تستخدم المواد اللدائنية يمكن أن تعود علينا بعدة فوائد تتعلق بالاقتصاد الأخضر: وذلك بدءا بالحد من الأضرار الاقتصادية على النظم الإيكولوجية البحرية وصناعتي السياحة وصيد الأسماك – التي تعد ضرورية للعديد من البلدان النامية- وصولا لجلب المدخرات وتوفير فرص ابتكار للشركات مع خفض تعرض سمعة الشركات للخطر. وهناك كميات كبيرة وغير قابلة للقياس من النفايات اللدائنية تُرمى في المحيط من المصارف، وأماكن دفن النفايات التي تدار بصورة سيئة، والأنشطة السياحية والمصايد السمكية. ويتنهي الأمر لبعض هذه الموادفي قاع المحيط، في حين أن بعض السفن التي يمكنها السفر لمسافات طويلةعبر المحيطات -تلوث أيضاالشواطئ وتعمل على تراكم الدوامات المائية الضخمة في منتصف المحيط. كما كانت هناك العديد من التقارير الموثوقة التي تناولت الأضرار البيئية الناجمة عن النفايات اللدائنية: مثل التسبب في الوفاة أو المرض عند تناول النفايات اللدائنية من قبل الكائنات البحرية مثل السلاحف والدلافين والحيتان والأضرار التي تلحق بالموائل الحرجة مثل الشعاب المرجانية. وهناك أيضا مخاوف بشأن التلوث الكيميائي، الأنواع الغازية التي تنتشر عن طريق شظايا اللدائن والأضرار الاقتصادية لصناعتي الصيد والسياحة في العديد من البلدان على سبيل المثال قاذورات معدات الصيد والشواطئ الملوثة. وقد تنامت المخاوف بشأن اللدائن المتناهية الصغر(جزيئات تصل إلى 5 مم في القُطر، إما مصنعة أو نجمت عن شظايا اللدائن) منذ عام 2011،عندما تناول الكتاب السنوي الأخير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة موضوع النفايات اللدائنية في المحيطات. وهناك تقارير تفيد بتأثير هذه اللدائن المتناهية الصغر على نطاق واسع على اللكائنات البحرية، بما في ذلك الطيور البحرية والأسماك وبلح البحر والديدان والعوالق الحيوانية. وجاء في الكتاب السنوي أيضا أن هناك قضية واحدة ناشئة هي الاستخدام المتزايد للدائن المتناهية الصغر بصورة مباشرة في المنتجات الاستهلاكية، مثل “الخرز المتناهي الصغر” الذي يوجد في معجون الأسنان، والمواد الهلامية ومنظفات الوجه. ولا يمكن لهذه اللدائن المتناهية الصغر أن تنفصل خلال معالجة مياه الصرف الصحي، ولكن يتم إطلاقها بصورة مباشرة في الأنهار والبحيرات والمحيطات. وقد تم اكتشاف ميكروبات في اللدائن المتناهية الصغرفي مواقع متعددة في شمال المحيط الأطلسي. كما يمكن لهذه ” اللدائن” أن تسهل عملية نقل الميكروبات الضارة ومسببات الأمراض وأنواع الطحالب. كما تمثل اللدائن المتناهية الصغر تهديدا على الكائنات الأكبر حجما مثل الحيتان الحقيقية الشمالية المهددة بالانقراض، والتي من المحتمل أن تتعرض لابتلاع هذه اللدائن من خلال مرشّح الغذاء. ومن المتوقع أن تسبب اتجاهات الإنتاج وأنماط الاستخدام والعوامل الديموغرافية المتغيرة زيادة في استخدام اللدائن، ويدعو كلا التقريرين الشركات والمؤسسات والمستهلكين للعمل على الحد من نفاياتهم. ويظهر تقرير تقييم اللدائن أن شركات السلع الاستهلاكية توفر حاليا ما يبلغ 4 مليارات دولار سنويا من خلال إدارة جيدة للدائن، مثل إعادة التدوير، وأن هناك احتمالية لتحقيق وفورات أكبر. ومع ذلك، يعتبر الكشف عن استخدام اللدائنرديئا: فمن بين ال100 شركة التي تم تقييمها قدم أقل من نصف هذه الشركات بيانات ذات صلة باللدائن. وقد أفاد السيد أندريو راسيل مدير منظمةمشروع الكشف عن اللدائنPDP “تكشف الأبحاث عن حاجة الشركات للنظر في البصمة اللدائنية الخاصة بهم، تماما كما يفعلون بالنسبة للكربون والمياه والغابات”. وأضاف ” يمكن للشركات أن تعمل على تخفيف المخاطر، وتعظيم الفرص، وأن تصبح أكثر نجاحا واستدامة من خلال طرقالقياس والإدارة والإبلاغ المتعلقةباستخدام اللدائن وطرق التخلص منها من خلال منظمة مشروع الكشف عن اللدائن. وقدساعدت مبادرات مثل منظمة PDP والشراكة العالمية لمعالجة مشكلة القمامة البحريةالتي يقودها برنامج الأمم المتحدة للبيئة،على زيادة الوعي،والتي بدأت لمعالجة، هذه القضية. ومع ذلك،ينبغي عمل المزيد. وتشتمل التوصيات التي وردت في التقرير على اتخاذ مزيد من الإجراءات كالتالي: · يتعين على الشركات مراقبة استخداما للدائن ونشر نتائج هذا في التقاريرالسنوية. · يتعين علىا لشركات أن تلتزم بالحد من الأثرالبيئي للدائن من خلال تحديد أهداف ومواعيد نهائية واضحة،والابتكارلزيادة كفاءة استخداما لموارد وإعادة التدوير. · ينبغي أن يتم التركيز بصورة أكبر على حملات التوعية للحدمن إلقاء النفايات ومنع وصول النفايات اللدائنية إلى المحيط. وقد تمت إتاحة أحدالتطبيقات التي تسمح للمستهلكين التحقق من ماإذا كان المنتج يحتوي على خرز متناهي الصغر أم لا ويجرى حاليا توسيع تغطية هذا التطبيق دوليا. ويمكن تحميله امن خلال الموقع الشبكي التالي:http://get.