العدد 192 من مجلة “البيئة والتنمية”
آفاق بيئية : بيروت
الأسباب البيئية للنزاع في سورية، خصوصاً سنوات الجفاف وتدهور الموارد الطبيعية، هي موضوع غلاف العدد الجديد من مجلة “البيئة والتنمية”. لقد تسبب الجفاف الشديد خلال السنوات السبع الماضية في تدمير الاقتصاد الريفي واهتزاز الأمن الغذائي، ودفع مئات آلاف المزارعين خارج حقولهم إلى المدن، وساهم ذلك في التوتر الاجتماعي وانطلاق شرارة الأحداث التي تعصف بالبلد.
وفي العدد عرض لفرص العمل المتاحة في قطاع الطاقة المتجددة مع توقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة توافر 17 مليون وظيفة سنة 2030، وتقديم لمبادرة البنك الدولي “طاقة عطشى” لمساعدة البلدان في تخفيف تأثير نقص المياه على أمن الطاقة. ويطلع القراء على قضايا بيئية مثل التشوهات الخلقية والأمراض السرطانية الناجمة عن استخدام أسلحة اليورانيوم المستنفد في العراق، والعيش بميراث نووي في بلدة تضم منجماً لليورانيوم في قرغيزستان، ومآسي التمييز العنصري التي واجهها السكان الأصليون في أميركا وأفريقيا وأوستراليا. كما يتعرفون إلى قرية عين غزال في الأردن التي عرفت الزراعة منذ نحو 10 آلاف سنة.
ويضم العدد الحلقة الرابعة من مذكرات الدكتور مصطفى كمال طلبة، مهندس البيئة العالمية، التي يروي فيها قصة بروتوكول مونتريال الذي يعتبر أنجح اتفاقية بيئية دولية. وفي قسم “كتاب الطبيعة” ضمن العدد موضوعان مصوران، الأول عن خفايا حياة الطوارق في الصحراء الأفريقية الكبرى، والثاني عن الحيوانات البحرية الخطرة التي يواجهها الغواصون. ومن المواضيع الأخرى: كفاءة الطاقة ودعم الطاقة، إدارة المياه في أبوظبي، صيد الخنزير البري في المغرب، جائزة زايد لطاقة المستقبل، فضلاً عن أخبار المنتدى العربي للبيئة والتنمية، ومساحات لتعليقات بيئية ضمن قسم “أليس في بلاد العجائب”. ومع العدد هدية بوستر “الجريدة الخضراء” التي تستهدف نشر المعرفة البيئية.
وفي افتتاحية العدد بعنوان “كيف نجعل النفط طاقة للمستقبل”، يستعرض نجيب صعب الاقبال الملموس على مصادر الطاقة المتجددة في المنطقة العربية، ويرى أنه لن يمكن الاستمرار في هدر مورد وطني ثمين ومتابعة التلويث، “لذا من الضروري العمل على تحويل النفط إلى طاقة للمستقبل أيضاً، عن طريق تطوير استخدامات أنظف للوقود الأحفوري، واستعمالات منتجة للسلع تتعدى الحرق، وترشيد الاستهلاك”.