البحث العلمي رافعة لتنمية مجال شجرالأركان

محمد التفراوتي3 ديسمبر 2013Last Update :
البحث العلمي رافعة لتنمية مجال شجرالأركان

argan tree

المؤتمر الدولي للأركان في دورته الثانية

 آفاق بيئية : محمد التفراوتي

أضحت شجرة الأركان ميزة ترصع جبين المجال الطبيعي والغابوي بالمغرب . باتت محط عناية شديدة من قبل العديد من المسؤولين والفعاليات من مختلف المشارب المتدخلة في القطاع. أجريت حولها بحوث ودراسات بغية الحفاظ على هذا المخزون الثراتي والطبيعي الفريد .

نظم ، في دجنبر 2011 ، بأكادير مؤتمرا دوليا  حول هذه  شجرة المباركة ،الأركان، تحث شعار الإنجازات وآفاق البحث حول شجرة أركان. مكن مجموعة من الخبراء والباحثين من  تبادل الخبرات العلمية والتقنية واهلت نتائجه من فتح آفاق واعدة تروم تطوير  سلسلة الأركان على أسس علمية دقيقة من عمليات التسويق والبحث و التطوير ثم إنجاح التحول من نمط الإنتاج التقليدي إلى نمط إنتاج عصري. ينشد ابتكار مخطط تنمية مستدامة لمجال الأركان ووضعه موضع التنفيذ ميدانيا.

من هنا تم العزم على عقد جمع حشد علمي ثاني حول شجرة الأرﯖان لبسط آخر المستجدات العلمية  حول جوانبها  البيولوجية، و متطلباتها الإيكو-جغرافية و بيئتها السوسيوثقافية و فضائلها المتعددة.وكذا  الابحداث المرتبطة بالطبيعة الجينية المتغيرة لشجرة الأرﯖان، و التميز المورفولوجي و الفسيولوجي لغاباته، فضلا عن تقييم التنوع الجيني على قاعدة المؤشرات الجزيئية، و الإنبات و إنتاج الشتلات و الزراعة في المختبرات، و تحمل الضغط غير الحيوي، و تدجين شجرة الأرﯖان، و تثمين زيتها، و التأثيرات السوسيو-اقتصادية و التنمية المستدامة.

وعليه ستنظم الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجرة الأرﯖان بالشراكة مع وزارة الفلاحة و الصيد البحري، و المندوبة السامية للمياه و الغابات والمعهد الوطني للبحث الزراعي مؤتمر دوليا  في طبعة ثانية حول شجرة الأرﯖان بأكادير أيام 9 و 10 و11 دجنبر 2013 ، سيمكن من تقاسم المعارف العلمية و التقنية بين الباحثين المغاربة و الأجانب، و المسئولين الغابويين، و الفاعلين الاقتصاديين و الهيئات المهتمة بالتنمية، و ثانيا إلى المساهمة في تنفيذ البرنامج الإطار الخاص بسلسلة الأرﯖان على أسس علمية متينة.

وفي نفس السياق أفاد الدكتور ابراهيم الحافيدي مدير عام  الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجرة الأرﯖان بخصوص  توجهات واستراتيجية الوكالة ومجال تنفيذها أن الاستراتيجية المعتمدة تروم  بالأساس  تنمية مناطق الواحات و شجر الأركان وفق خمس مبادئ توجيهية تنشد تحقيق تنمية تضمن للمواطن حياة ملائمة و تحسين مستدام لمداخيل الساكنة المحلية  مع تثمين مستدام للتراث بنوعيه الطبيعي و الثقافي  ثم تحقيق تنمية استباقية ومندمجة تساهم في الإشعاع المجالي وفق مجموع الإستراتيجيات القطاعية و المجالية المعتمدة .

 وترتكز هذه الإستراتجية  ،يضيف الحافيدي، على ثلاث مبادئ للتنمية تتجلى في مجالات ذات جاذبية و تنافسية ومحمية.حيث تم  ترجمة هذه المبادئ إلى مجموعة من المشاريع و البرامج القابلة  للإنجاز.

و قد بلغ تقديرات مجموع الاستثمار 93 مليار درهم على مدى 08 سنوات, و ذلك لتحقيق أهداف استراتيجية طموحة في أفق 2020 من خلال مضاعفة الناتج الداخلي الخام و المدخول الفردي  في مناطق التدخل بمعامل  2.5 وخلق160 000 منصب شغل جديد ثم مضاهاة المؤشرات الدولية فيما يخص الخدمات الأساسية (الماء و الكهرباء) و عرض الخدمات الصحية و التعليم.

وعن آليات تنفيذ كل ذلك أضاف الحافيدي أن الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الأركان ستقوم ببلورة و المصادقة على الاتفاقيات مع القطاعات المعنية و الجماعات المحلية و الشركاء المعنيين مع الحرص على تتبع تفعيلها والعمل على تأمين الإنجاز الفعلي لجل المشاريع من طرف الشركاء و أجرأة بعض المشاريع المحلية كإنشاء مجموعات ذات النفع الإقتصادي  ثم المساهمة في تمويل بعض المشاريع .hafidi brahim

 وستتكلف الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الأركان بوضع الإطارات التعاقدية اللازمة لتفعيل هذه ألإستراتجية و ذلك على ثلاث مستويات ووفق مقاربة مندمجة تهم مستوى أولي للتعاقد على شكل إتفاقية إطار مع الحكومة تحدد الأهداف و مبادئ تفعيل الإستراتجية .أما مستوى ثاني للتعاقد فمع الوزارات المعنية و ذلك بهدف المصادقة على تفاصيل البرامج القطاعية .في حين يهدف المستوى الثالث للتعاقد مع الجهات والأقاليم إلى تحديد المتطلبات على الصعيد المحلي و دمجها لضمان نسبة عالية من التكامل.

كما تم تحديد مناطق خاصة تدعى “منطقة الإشعاع القروي” ، يضيف الحافيدي ، بغية تسريع وثيرة تنمية المناطق الهشة ذات المؤهلات السوسيو اقتصادية, والتي ستتكون من مجموعة من الجماعات للدفع بتنميتها عبرإعطاء الأولوية لهذه المناطق  ببناء التجهيزات الأساسية و الخدمات الصحية و التعليم؛ودعم خاص لحاملي المشاريع الإقتصادية بهذه المناطق.

وعن  مكتسبات البحث العلمي حول أركان  وما مدى نجاح  عملية تجميع مختلف الأبحاث والدراسات التي أنجزت حول الأركان وطنيا ودوليا حيث هناك دراسات أنجزت مند ثلاثينات القرن الماضي، وذلك قصد الاستفادة من نتائجها وعدم اجترار ما تم تناوله آنفا من قبل علماء وباحثين وبقيت هذه الأبحاث حبيسة الرفوف،  أجاب الدكتور الحافيدي  الوكالة منكبة على تجميع مختلف الأبحاث و الدراسات في هدا الجانب, إذ لا يمكن أن نتصور أي  تطور للبحث العلمي دون المرور بمرحلة تجميع و استغلال الأبحاث المنجزة آنفا. لذا فستعمل الوكالة على إنجاز دراسة تروم تجميع الأبحاث المتعلقة بسلسلة الأركان و مجالها الحيوي على الصعيدين الوطني و الدولي, على أساس أن تكون هده الأبحاث قاعدة أساسية لرسملة المعرفة و الدفع بعجلة البحت العلمي للأمام.

بالإضافة إلى ذلك فمشروع إحداث المركزالوطني للأركان يأتي في نفس السياق, إذ سيمكن هدا المركز من التنسيق بين جميع الفاعلين والعمل على توحيد نتائج البحث العلمي في هذا المجال, مع السهر على ملائمة صيغتها حتى يتم استغلالها بشكل أنجع, لأن هدفنا الرئيسي هو إيصال هذه المعلومة للمهنيين . و في هذا الإطار سيتم التنسيق مع عديد من الشركاء كالمكتب الوطني للإستشارة الفلاحية من أجل توحيد الرؤى و تكثيف الجهود. 

ومن جهته أوضح عبد الرحمان آيت الحاج  رئيس قسم تنمية البحث العلمي أن الوكالة  تسهر على تنظيم المؤتمر الدولي للأركان مرة كل سنتين بهدف تقاسم نتائج البحث العلمي بين جميع الفاعلين المعنيين. و بفضل نتائج البحث العلمي حول سلسلة الأركان  تم تحصيل مجموعة من المكتسبات و التي مكنت من تطوير السلسلة و تثمينها, إذ وصلت الأبحاث إلي الفضائل العلاجية للأركان و كذا الدور الإيكولوجي المهم الذي يلعبه الأركان للحد من آثار التصحر. بالإضافة إلى  تطوير تقنيات إنتاج الأغراس في المستنبتات و التحسين الجيني للأركان.

  وأكدت لطيفة اليعقوبي مديرة مديرية منطقة الأركان التابعة للوكالة أن البحث العلمي  يعد من الأولويات الأساسية في استراتيجية تنمية مناطق الواحات و شجر الأركان لكونه من المهام التي أحدثت من أجلها الوكالة كما جاء في قانون إحداثها, و خصوصا فيما يتعلق بالسلاسل الفلاحية كالأركان, إذ يحظى البحث العلمي بنصيب وافر في عقدة البرنامج الموقعة بين الحكومة و الفدرالية البيمهنية لسلسلة الأركان ، و التي تحث على تشجيع البحث العلمي من خلال إنشاء المركز الوطني للأركان. علاوة على ذلك, فقد تم توقيع مجموعة من الإتفاقيات مع مجموعة من مؤسسات البحث العلمي, من قبيل المعهد الوطني للبحث الزراعي و جمعية أكروتيك و أكاديمية الأبحاث و التقنيات, بالإضافة إلى إحداث الشبكة الوطنية للبحث العلمي حول هده السلسلة.

 وقالت اليعقوبي في معرض جوابها على مدى استفادة مهنيي القطاع من نتائج البحث العلمي ومن هم الفاعلون في  مجال البحث العلمي  حول شجرة الأركان ، أن استفادة مهنيي القطاع من نتائج البحث العلمي يبقى هدفا منشودا ومحودوا إذ أن هناك  بعض انتائج  يتم استغلالها حاليا من طرف مهني القطاع، و لكن المراد  الأساسي هو الإستغلال الأنجع لنتائج البحث العلمي في القطاع من خلال خلق شراكات رابح-رابح بهدف خلق التكامل من الطرفين أي الباحثين و المهنيين.

أما الفاعلون في مجال البحث العلمي، فهناك مجموعة من المؤسسات الفاعلة في هدا المجال على الصعيدين الوطني و الدولي، اذ نجد مؤسسات خاصة بالبحث العلمي كالمعهد الوطني للبحث الزراعي  ومعهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة و المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس و المدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين فضلا عن  مختلف الجامعات الوطنية كالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و هناك مؤسسات تدعم البحث العلمي في مجال الأركان منها الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الأركان والمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة من خلال جمعية أكروتيك ووكالة التنمية الإجتماعية ومؤسسة محمد السادس للبحث و حماية شجر الاركان والإتحاد الأوروبي و التعاون الدولي الألماني ومركز الأبحاث للتنمية الدولية أما على المستوى الدولي، فهناك مؤسسات فاعلة في هدا المجال في مختلف الدول كفرنسا و بلجيكا و كندا….

للإطلاع على المقال بجريدة المغربية إضغظ هنا

المقال بجريدة أخبار الجنوب  إضغظ هنا

Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News
error: Content is protected !!