آفاق بيئية : بيروت
تجتاح المنطقة العربية ظاهرة شاذة تتمثل في فصيلة من “الدكاترة” الذين يحصلون على شهادات مزورة من جامعات وهمية في مختلف الاختصاصات، بما فيها البيئية، يستغلونها للوصول إلى مراتب أكاديمية وعلمية وسياسية مرموقة، مع ما يشكل ذلك من خطر إذا تبوأوا مراكز حساسة. موضوع الغلاف في عدد تشرين الأول (أكتوبر) من مجلة “البيئة والتنمية” ينبه الرأي العام والمسؤولين الى هذه الظاهرة المستفحلة التي أهملتها وسائل الإعلام.
ووسط التعتيم على الأسباب الحقيقية للتشوهات الخلقية وأمراض السرطان المستشرية في العراق، دعوة إلى الإفراج عن دراسة حول الوضع أجرتها منظمة الصحة العالمية ووزارة البيئة العراقية ولم تعلن نتائجها بعد. وفي عالم متعطش إلى مصادر الطاقة، إضاءة على مصادر غير تقليدية للنفط والغاز تشكل فورة حديثة، هي الصخر الزيتي والرمال القطرانية والنفط والغاز الصخريان، مع ما تثيره من احتجاجات الجماعات البيئية. ويتعرف القارئ على مواضيع ربما سمع بها للمرة الأولى، منها تسميد المحيطات لإكثار السمك وامتصاص الكربون، ومدينة بلا سيارات في الولايات المتحدة، واجتماع الشعوب الأصلية في النروج لمطالبة حكوماتهم بالكف عن قضم أراضيهم وانتهاك حقوقهم.
ويتضمن “كتاب الطبيعة” في العدد تقريرين مصورين عن واحة سيوة التي باتت مقصداً للسياحة البيئية والتاريخية والعلاجية في الصحراء المصرية، وكوستاريكا التي تعتبر أسعد بلد على الأرض والأكثر كثافة بيولوجية. ومن المواضيع الأخرى: عشر أفكار للتوفير في الكهرباء، هل توقف مصر التجارب على الحيوانات؟ لاتفيا الرائدة بيئياً، بين الحضارة الأموية والنووية. ويتضمن العدد نشاطات المنتدى العربي للبيئة والتنمية، ومساحات لتعليقات بيئية ضمن “أليس في بلاد العجائب”.
وفي افتتاحية العدد بعنوان “العرب لا يقرأون” أورد نجيب صعب حقائق موجعة: “خلال عشرين سنة، صدرت 370 براءة اختراع لباحثين في الدول العربية في مقابل 16 ألف براءة اختراع لكوريا الجنوبية، التي يبلغ عدد سكانها عشر عدد سكان العالم العربي. وفي حين تجاوز عدد الهواتف المحمولة في العالم العربي 400 مليون، لا يتجاوز عدد الذين يقرأون كتاباً واحداً في السنة، عدا الكتب المدرسية، العشرين مليوناً، أي خمسة في المئة من العرب”. واستشهد صعب بكلام إدغار شويري، عالم الفيزياء في جامعة برينستون الأميركية، الذي تساءل كيف يمكن للعرب أن يصيروا شركاء كاملين ومتساوين مع أولئك الذين يرسمون اقتصاد العالم وأمنه ومستقبله إذا بقوا مجرد مستهلكين للعلوم والتكنولوجيا لا منتجين لها، “فاستخدام الانترنت ليس تقدّماً إذا كانت لترويج أفكار القرون الوسطى”.