أثرت السياسات والممارسات الزراعية السابقة في البلدان العربية سلباً على القدرة البيولوجية لمواردها الزراعية، التي تعاني حالياً من الاستخدام غير الفعال، وانخفاض الانتاجية، وتدهور الأراضي، وانجراف التربة، ونضوب طبقات المياه الجوفية، وتلوث موارد المياه. عدد الصيف الخاص من مجلة “البيئة والتنمية” يعرض خيارات عديدة متاحة لتحسين الاكتفاء الذاتي العربي في الغذاء، منها رفع كفاءة الري وزيادة إنتاجية المحاصيل واستخدام موارد مائية غير تقليدية وتطوير الزراعة المطرية، ما يتيح إنتاج مئة مليون طن من الحبوب سنوياً.
وفي هذا العدد الخاص تقرير عن مياه البحر في لبنان، مع خريطة تبين الشواطئ النظيفة والشواطئ الملوثة، لكي يعرف المواطنون والسياح أي يسبحون. ويزخر العدد بمقالات حول مواضيع مهمة في البيئة العربية يصعب الوقوع عليها إلا في “البيئة والتنمية”، منها كارثة السرطان والولادات المشوهة في العراق بسبب اليورانيوم المستنفد، ومحاربة زحف الرمال في المغرب، واختفاء نهر كان يجري في عمّان، وابتكار سيارات صديقة للبيئة في جامعات الإمارات، ورصد أسماك عملاقة في السودان.
ويتضمن قسم كتاب الطبيعة تحقيقين مصورين عن صهاريج عدن، وهي أعجوبة في الهندسة المائية من مملكة سبأ قبل 3500 سنة، وعن حدائق لندن التي يربو عددها على ثلاثة ملايين حديقة. ومن المواضيع الأخرى: كيف تكونين أماً خضراء؟ طاقة متجددة لاقتصاد عربي أخضر، توجهات الاستثمار في الطاقة المتجددة، أوسلو تستورد النفايات، عمليات احتيالية في تجارة الكربون، جرائم الحياة البرية، مسؤولية الشركات وطنية لا اجتماعية فقط.
وفي افتتاحية العدد بعنوان “سولار إمبالس فجر الطاقة النظيفة”، يرى نجيب صعب أن رحلة الطائرة الشمسية “سولار إمبالس” عبر أميركا أعطت دفعاً قوياً للطاقة الشمسية في بلد منقسم بين مؤيد ومشكك. ويعتبر أن الرحلة نموذج تجريبي لطائرة تطير بالطاقة الشمسية ويعمل الفريق العلمي والصناعي على تطويرها وتجهيزها لرحلة حول العالم سنة 2015. وفي ذلك الوقت ستكون الخلايا الضوئية أكثر فاعلية، والمواد المستخدمة في هيكل الطائرة أصلب وأخف وزناً، وبطاريات تخزين الطاقة أكثر كفاءة.
