آفاق بيئية: محمد التفراوتي
مؤتمر وطني بالقاهرة يضع أسس استراتيجية جديدة لحماية النظم البيئية وتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة
احتضنت العاصمة المصرية فعاليات المؤتمر الوطني حول الأراضي الرطبة، في إطار مشروع «حلول قائمة على الأراضي الرطبة من أجل المياه والقدرة على التكيف مع تغير المناخ والتنوع البيولوجي في مصر»، الممول من “Provence-Alpes-Côte d’Azur”. (جهة الجنوب)
وشكل الحدث محطة مفصلية ضمن الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز مكانة الأراضي الرطبة كأحد أهم الحلول الطبيعية في مواجهة التحديات المناخية والبيئية.
جمع المؤتمر نحو 50 مشاركا من مختلف المؤسسات الحكومية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، وهدف إلى رفع الوعي بالدور الحيوي للأراضي الرطبة في المياه والتنوع البيولوجي والتكيّف مع تغير المناخ.
و عرض أحدث النتائج الواردة في تقرير «توقعات الأراضي الرطبة في البحر المتوسط، الإصدار الثالث». و لتقديم المبادرات الوطنية الجارية، وعلى رأسها مشروع “RESCOM” الذي أطلق حديثا في بحيرة “البرلس” بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) و الصندوق الفرنسي للتنمية للبيئة العالمية (FFEM). وكذا تعزيز الحوار بين الجهات الحكومية، و الباحثين، والمجتمع المدني. ثم إرساء الأسس العلمية والمؤسساتية لتحديث الاستراتيجية الوطنية للأراضي الرطبة في مصر.
افتتحت الجلسات بكلمة “كريس روسترون”(Chris Rostron) منسق مبادرة المناطق الرطبة المتوسطية (MedWet)، الذي عرض حالة الأراضي الرطبة واتجاهاتها في مصر.
كما قدم أنيس قلمامي عن معهد أبحاث الحفاظ على الأراضي الرطبة في البحر المتوسط (Tour du Valat) نتائج التقرير المتوسطي، وأدار جلسة حول الحلول القائمة على الأراضي الرطبة.
وقادت “إليزا تويون” مدير مشروع “الدعوة للتحالف المتوسطي للأراضي الرطبة” جلسة السياسات والحوكمة، في حين أشرفت نهى سامي من جهاز شؤون البيئة المصري و أنيس جلمامي على نقاش تفاعلي موسع حول أولويات تحديث الاستراتيجية الوطنية، شمل بناء القدرات، و إشراك أصحاب المصلحة المحليين، و تطوير العلوم والبيانات، و التنسيق بين القطاعات، وضمان التمويل المستدام.
رؤية عربية: الحلول القائمة على الطبيعة أساس للاستدامة
وأكد الدكتور عماد عدلي، رئيس الشبكة العربية للبيئة والتنمية (RAED)، لموقع آفاق بيئية بالمناسبة، على ضرورة تبني الحلول القائمة على الطبيعة، قائلا: “الأراضي الرطبة ليست مجرد مساحات طبيعية، بل هي شرايين حياة تحفظ المياه وتدعم التنوع البيولوجي وتشكل خط الدفاع الأول ضد آثار تغير المناخ. إن الحلول القائمة على الطبيعة تمنحنا فرصة لإعادة التوازن بين الإنسان والبيئة، وتفتح أمامنا آفاقا جديدة لبناء اقتصاد أكثر صمودا ومجتمع أكثر أمانا. حين نستثمر في الطبيعة، فإننا نستثمر في مستقبل الأجيال القادمة.”
خطوة استراتيجية نحو المستقبل
يذكر أن الملتقى يمثل خطوة متقدمة نحو تعميم الحلول الطبيعية في السياسات الوطنية المتعلقة بالمياه والمناخ والتنوع البيولوجي. كما يعكس التزام مصر بتحديث استراتيجيتها الوطنية للأراضي الرطبة، وضمان حماية هذه النظم البيئية الحيوية وتعزيز مساهمتها في الجهود الإقليمية والدولية.
