ملتقى المتوسطيين في القاهرة: كيف نجعل التحول السلوكي واقعا؟

محمد التفراوتي2 أكتوبر 2025آخر تحديث :
ملتقى المتوسطيين في القاهرة: كيف نجعل التحول السلوكي واقعا؟

آفاق بيئية: محمد التفراوتي

يلتقي ممثلو منظمات المجتمع المدني والبرلمانات والإعلام والشباب والنساء، إلى جانب خبراء البيئة والمناخ، في الملتقى المتوسطي للفاعلين حول البيئة والعمل المناخي المنعقد تحت شعار: “دعم التغيير في السلوك”، أي جعل التحول السلوكي واقعا. يأتي هذا اللقاء في مرحلة دقيقة يشهد فيها البحر المتوسط ضغوطا بيئية ومناخية متسارعة، مما يفرض على الفاعلين تبني استجابات جديدة تتجاوز السياسات التقنية نحو تغيير السلوكيات الفردية والجماعية.

منصة متعددة الفاعلين

الملتقى، الذي  ينظم  بتعاون بين مشروع WES-BCA (دعم المياه والبيئة – التنوع البيولوجي والعمل المناخي في المنطقة الجنوبية للجوار) وبرنامج البحر المتوسط (MedProgramme: Enhancing Environmental Security)، وتستضيفه في القاهرة، الشبكة العربية للبيئة والتنمية (RAED). و تعكس هذه الشراكة  إدراكا متناميا بأن مواجهة التغير المناخي والتدهور البيئي تتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات الرسمية، المجتمع المدني، الإعلام، والأوساط البحثية.

من الأدلة العلمية إلى السياسات

أجندة الملتقى تنطلق من استعراض الأدلة والاتجاهات الناشئة حول المناخ والبيئة في المتوسط، لتنتقل بعدها إلى مناقشة الأطر والسياسات الإقليمية ومدى استجابتها للتحديات الحالية، في تقاطع بين العلم و السياسة، بغية إيجاد لغة مشتركة تمكن من تحويل المعطيات العلمية إلى خيارات عملية.

تكامل النهج: الماء، الطاقة، الغذاء، النظم البيئية

و تتمحور إحدى الجلسات البارزة حول ترابط المياه والطاقة والغذاء والبيئة (WEFE Nexus)، باعتباره مدخلا لفهم التعقيدات في إدارة الموارد، خصوصا في منطقة تتأثر بشدة بندرة المياه وتغير المناخ. يحظى دور الإعلام بحيز مميز عبر جلسة “من العناوين إلى العمل”، حيث يناقش صحفيون وممثلون عن المنظمات كيف يمكن للإعلام التقليدي والجديد أن يحرك الوعي ويحفز السلوك المناخي، خاصة لدى الفئات الهشة والمهمشة. كما يبرز الملتقى جلسات مفتوحة للشباب والنساء، لإبراز دورهم في إحداث التحولات السلوكية داخل مجتمعاتهم.

البرلمان والمجتمع المدني: شركاء في التغيير

تسلط جلسة أخرى  الضوء على البرلمانيين والسلطات المحلية باعتبارهم فاعلين سياسيين قادرين على التأثير في التشريعات وتوفير بيئة مواتية لانتقال المجتمعات نحو أنماط أكثر استدامة. إلى جانب ذلك، يناقش المشاركون الحلول المجتمعية لحماية التنوع البيولوجي، وسبل مواجهة أزمة البلاستيك التي تشكل أحد أكبر التحديات البيئية في المنطقة.

قضايا عابرة: النوع الاجتماعي، التمويل، والتحول الرقمي

وبستحضر الملتقى مقاربة النوع الاجتماعي، من خلال جلسة حول النهج التحويلية للجندر في العمل المناخي والمدني، إلى جانب نقاش حول الفضاء المدني، التمويل، والتحول الرقمي كعناصر حاسمة في ضمان استمرارية الأثر رغم الضغوط السياسية والاقتصادية.ويروم الملتقى بصياغة مجموعة من التوصيات تستهدف صانعي القرار، المؤسسات الإقليمية، والفاعلين المحليين، لضمان أن ما يناقش في القاهرة يتحول إلى إجراءات ملموسة على الأرض.

يشار أن الملتقى المتوسطي في القاهرة محاولة لبناء جسور بين الفاعلين المختلفين من أجل  إحداث التحول السلوكي الذي يوازي حجم الأزمة المناخية. فحماية المتوسط تتحقق عبر تغيير أنماط الاستهلاك، والإنتاج، والإدارة اليومية للموارد، وهي مسؤولية جماعية لا مناص منها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!