آفاق بيئية: محمد التفراوتي
كينغستون، جامايكا – 18 يوليو 2025
تتواصل أشغال مجلس السلطة الدولية لقاع البحار (ISA) في كينغستون، ومن المرتقب أن يختتم الاجتماع اليوم، مع احتمال تمديد الجلسات في حال تطلب الأمر ذلك. وتطرح على طاولة المجلس ملفات حاسمة تتعلق بمستقبل استغلال المعادن في أعماق البحار، وسط تباين المواقف الدولية وتصاعد المخاوف البيئية والمؤسسية.
مدونة استغلال المعادن: بين الإقرار والتأجيل
شهدت الجلسات نقاشا مكثفا حول اعتماد مدونة دولية لتنظيم استغلال المعادن في قاع البحار، وهي أولوية مطروحة منذ انطلاق الدورة الثلاثين. وبينما دعت الوثيقة الرئاسية الافتتاحية إلى إقرار المدونة هذا العام، اصطدمت المداولات بمعارضة عدد من الدول، التي اعتبرت أن الوقت لا يزال مبكرا لاتخاذ مثل هذا القرار الحاسم.
وأشار ممثلو عدة دول إلى التعقيدات القانونية والعلمية التي لا تزال عالقة، بدءا من غموض آليات الإنفاذ، مرورا بنقص المعرفة العلمية حول تأثيرات استغلال المعادن في الأعماق، وصولا إلى وجود فجوات مؤسسية كبيرة تحول دون ضمان رقابة فعالة ومستدامة.
إدانة الخطوات الأحادية في استغلال المعادن خارج نظام السلطة الدولية
في خطوة لافتة، عبر المجلس عن قلقه العميق حيال التحركات الفردية لبعض الشركات التي تسعى إلى استغلال المعادن في أعالي البحار دون تنسيق مع السلطة الدولية، وعلى رأسها شركة المعادن TMC التي حصلت على تصريح من الولايات المتحدة. ويجري التداول حاليا بشأن إصدار تحذير رسمي يؤكد على الالتزامات القانونية للمتعاقدين بضرورة التقيد بالقواعد المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS).
ويسعى المجلس من خلال هذا القرار إلى توجيه رسالة واضحة تردع الجهات الفاعلة الأخرى في القطاع من اتباع مسارات أحادية تهدد النظام القانوني والبيئي لقاع البحار الدولي.
ما بعد الاجتماع: نحو قرارات حاسمة؟
من المرتقب أن تصدر لجنة تنسيق قاع البحار العميق بيانا فور اختتام الاجتماع لتقديم رد فعل رسمي حول ما تم التوصل إليه. فيما سينطلق الاجتماع السنوي للجمعية العامة للسلطة الدولية يوم الإثنين المقبل، بحضور شخصيات رفيعة من رؤساء دول ووزراء، ما قد يشكل مناسبة لتكريس القرارات المتخذة أو الدفع نحو توافقات جديدة.
و ستصدر منظمة “التحالف من أجل حماية أعماق البحار” (DSCC) رد فعل فور اختتام الاجتماع. ويتوفر المتحدثون الرسميون على أرض الواقع في مقر السلطة الدولية لقاع البحار (ISA). ومن المقرر أن تنطلق أشغال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للسلطة يوم الإثنين المقبل، بمشاركة شخصيات حكومية رفيعة المستوى، من بينهم رؤساء دول ووزراء.
يشار أن منظمة “التحالف من أجل حماية أعماق البحار” (DSCC) هي منظمة غير حكومية تأسست عام 2004 ردا على المخاوف الدولية بشأن الآثار الضارة لـ “صيد القاع في أعماق البحار”. يعمل التحالف مع أكثر من 130 منظمة غير حكومية وجمعيات صيد و معاهد قانونية وسياساتية حول العالم، بهدف حماية النظم البيئية الهشة في أعماق البحار. وتروم هذه إلى تحقيق أمرين رئيسيين. إزالة وتخفيف أكبر التهديدات التي تواجه الحياة في أعماق البحار. وكذا الحفاظ على الصحة والسلامة والصمود طويلة الأجل للنظم البيئية في أعماق البحار.
