آفاق بيئية: محمد التفراوتي
نشر نشطاء منظمة السلام الأخضر في فرنسا اليوم لافتة كبيرة كتب عليها “ثلاثة ملايين شخص يقفون ضد استغلال المعادن في أعماق البحار” خارج مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في نيس.
حمل النشطاء اللافتة من سفينة “أركتيك صنرايز” (Arctic Sunrise) التابعة لمنظمة غرينبيس الدولية، بعد أن منعت السفينة من زيارة ميناء نيس خلال المؤتمر. وكانت غرينبيس تسعى إلى إيصال رسالة ثلاثة ملايين شخص إلى قادة العالم المجتمعين في مقر الأمم المتحدة في نيروبي، مطالبين بوقف استغلال المعادن في أعماق البحار.
و قالت “هيلين بورجيه”، مسؤولة حملات المحيطات في غرينبيس فرنسا: “حاولنا الوصول بحرا على متن سفينة “أركتيك صنرايز” (Arctic Sunrise) لإيصال رسالة ثلاثة ملايين شخص يطالبون بوقف استغلال المعادن في أعماق البحار. وعندما اتضح استحالة ذلك، قررنا إيصال أصوات هؤلاء الثلاثة ملايين إلى نيس برا.”
يحتل استغلال المعادن في أعماق البحار مركز الصدارة في هذا المؤتمر. ومع ذلك، لم نر بعد تعهدات كافية من الدول الجديدة بدعم وقف مؤقت قبل الاجتماع المحوري القادم للهيئة الدولية لقاع البحار في يوليو. مسودة الإعلان السياسي في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات ضعيفة فيما يتعلق بوقف هذا الاستغلال، وهو ما يشير بوضوح إلى ضرورة رفع مستوى الطموحات مع دخولنا الأيام الأخيرة من المؤتمر.
يعد استغلال المعادن في أعماق البحار أخطر تهديد ناشئ للمحيطات. يجب على الحكومات الموافقة على وقف مؤقت في يوليوز. وقد رفعت شركة المعادن مستوى المخاطر بتقديمها المتهور لأول طلب على الإطلاق لاستغلال المعادن في أعماق البحار في المياه الدولية مباشرة إلى الحكومة الأمريكية. وهذا يقوض الأمم المتحدة والتعددية. يجب أن يكون عام 2025 هو العام الذي يوقف فيه هذا الاستغلال.
تدعم 37 دولة حاليا وقفا مؤقتا لاستغلال المعادن في أعماق البحار. وتأتي رسالة “غرينبيس” في الوقت الذي انضمت فيه سلوفينيا وقبرص وجزر مارشال ولاتفيا رسميا إلى الدعوة الدولية لوقف هذا النشاط اليوم، بينما حظرت جزر سليمان استغلال المعادن في مياهها الإقليمية.
يشار أن فرنسا، الدولة المضيفة، أصدرت في اليوم الأول من مؤتمر الأمم المتحدة حول المحيطات والغلاف الجوي، بيانا بعنوان “من أجل محيط محفوظ: حماية أعماق البحار في أعالي البحار من استغلال المعادن”. أيدته 24 دولة. ومن اللافت للنظر أن نرى، ولأول مرة، أكثر من 20 دولة تصرح علنا بأن سعي الإدارة الأمريكية لفتح أعماق البحار أمام استغلال المعادن، متجاوزة الأمم المتحدة.