التلوث البلاستيكي البحري يتصدر المشهد في معرض أليوتيس 2025 في أكادير

محمد التفراوتيمنذ 5 ساعاتآخر تحديث :
التلوث البلاستيكي البحري يتصدر المشهد في معرض أليوتيس 2025 في أكادير

آفاق بيئية: محمد التفراوتي

يواجه البحر المتوسط، وهو أحد أهم المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي ومركز اقتصادي رئيسي، تهديدًا متزايدًا بسبب التلوث البلاستيكي البحري. ومع تفاقم خطورة هذا التحدي البيئي العالمي، يسعى الخبراء إلى تسريع الانتقال من الأبحاث والسياسات إلى الحلول العملية المستندة إلى العلم.

في الدورة السابعة لمعرض أليوتيس في أكادير، المغرب، تم تسليط الضوء على هذه القضية البيئية الحرجة من خلال جلستين نظمهما جناح الاتحاد الأوروبي، حيث قدمت عروض متميزة من قبل الدكتورة ثومايس فلاكوياني، الكيميائية البيئية والمتخصصة في علم السموم البيئية، والتي تُعد إحدى الخبراء الرائدين في مجال النفايات البحرية.

التلوث البلاستيكي البحري: تهديد عالمي متزايد

وأفادت الدكتورة ثومايس فلاكوياني أن التلوث البلاستيكي البحري بات من أكثر القضايا البيئية إلحاحا، إذ يمتد تأثيره ليشمل البيئة والاقتصاد والمجتمع والسياسات والثقافة. وينظر إليه كتهديد كوكبي نظرا لانتشاره الواسع، وصعوبة عكس تأثيراته، وإمكانية تعريض النظم البيئية البحرية للخطر. وللحد من هذا التهديد، لا بد من الاعتماد على بيانات علمية موثوقة ومتسقة تدعم عملية صنع القرار وتطوير السياسات البيئية.

وأضافت الدكتورة تومايس أنه رغم التقدم الملحوظ في السنوات الأخيرة، لا تزال بعض المفاهيم الخاطئة حول استخدام البلاستيك وإعادة التدوير واستراتيجيات التخفيف تعيق تنفيذ إجراءات فعالة. لذا، فإن معالجة هذه التحديات تتطلب جهودا منسقة لتعزيز الوعي وتطوير سياسات أكثر صرامة واستدامة.

نحو استخدام حكيم للبلاستيك: استراتيجية شاملة لتحقيق الاستدامة

ويقتضي الاستخدام الحكيم للبلاستيك تبني استراتيجية متكاملة توازن بين الاستدامة والكفاءة، تؤكد المتحدثة نفسها وذلك من خلال الاقتصاد الدائري: الذي يضمن استمرار استخدام المواد لفترة أطول وتقليل النفايات. وكذا نهج دورة الحياة الذي تأخذ بعين الاعتبار التأثير البيئي في جميع مراحل الإنتاج والاستهلاك. فضلا عن التدبير الفعال للنفايات، حيث يتم إعطاء الأولوية للوقاية، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير، بدلا من التخلص النهائي. هذا مع اعتماد مبدأ “الملوث يدفع”: لضمان مساءلة الجهات المنتجة للنفايات البلاستيكية. ثم تبني مقاربة “من المصدر إلى البحر”: التي تعالج التلوث عند منبعه قبل وصوله إلى النظم البيئية البحرية.

النفايات البحرية في البحر المتوسط: ما الذي نعرفه؟

يعد البحر المتوسط من أكثر المناطق تأثرًا بالتلوث البلاستيكي عالميًا، حيث تُظهر كثافات النفايات فيه مستويات مماثلة لما يُلاحظ في الدوامات المحيطية الخمس الكبرى. تضيف الدكتورة توماس.

و يذكر أن تقرير حالة البحر المتوسط لعام 2023 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP/MAP)، يشير إلى أنه من 84 إلى 86 في المائة  من شواطئ البحر المتوسط لا تتمتع بحالة بيئية جيدة. ويعد شرق البحر المتوسط الأكثر تضررا، حيث تم تصنيف 64 في المائة من شواطئه على أنها في حالة “سيئة” أو “سيئة جدا”، يليه البحر الأدرياتيكي بنسبة 60 في المائة، ثم غرب البحر المتوسط بنسبة 58 في المائة. وتعكس هذه الأرقام الحاجة الملحة إلى تدخلات جذرية لمعالجة التلوث البلاستيكي البحري.

من التشخيص إلى الحلول: تحويل العلم إلى سياسات وإجراءات عملية

وتخلص الياحثة الدكتورة تومايس إلى أن الانتقال من تشخيص المشكلة إلى تنفيذ حلول ملموسة يعد أمرا بالغ الأهمية، ومن بين الحلول الفعالة التي تمت مناقشتها، ومن ضمنها تعزبز البدائل القابلة لإعادة الاستخدام، مثل تطوير أنظمة توزيع أكواب وأدوات مائدة مستدامة. و تحفيز الابتكار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!