آفاق بيئية : محمد التفراوتي
أضحت المشاهد الجميلة لبعض بحيرات الأطلس المتوسط من ذكرات الماضي، لا زال المغاربة يتذكرون بهاءها الخلاب. تتأثت فضاءات الأطلس المتوسط بكل من ضاية عوا ، وبحيرة ويوان ، وأكلمام سيدي علي ، وضاية الرومي وكذا بحيرة أكلمام أبخان (البحيرة السوداء) و أكلمام أزكزا ثم بحيرة أفنورير و ضاية حشلاف..
لكن معاناة بحيرات الاطلس المتوسط على وشك الانقراض الكلي بفعل انتشار بعض الزراعات الغير المستدامة والتي تستهلك كم هائل من مكعبات المياه ، ثم استعمال المبيدات والرعي الجائر والجفاف وتزايد حفر الآبار من قبل المزارعين. وأوعزت بعض المصادر أن الوضع المحرج لضاعة “عوا ” وجفافها من المياه يعود إلى زراعة أشجار التفاح المحيطة بالبحيرة وما يرتبط بهذه النوع من الزراعة من استهلاك مفرط للمياه وتلويث الفرشة المائية ..
وفي هذا السياق نظمت ورشة عمل تدريبية ، مؤخرا ، بعنوان ” استعادة الأراضي الرطبة : المفاهيم والمبادئ الأساسية ودراسة الحالات” ، تلتها جلسة عمل ميدانية في بحيرة “ضاية عوا” وذلك من قبل مشروع ” تعزيز تنفيذ صندوق مياه سبو من أجل إدارة متكاملة ومنسقة لبحيرات الأطلس المتوسط (إحياء “ضاية عوا)” (Revive Dayet Aoua) ، الممول من مؤسسة “مافا” (MAVA) ، برنامج التمويل الصغير التابع لصندوق البيئة العالمية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (“PMF FEM / PNUD”) والصندوق العالمي للطبيعة ، المنظمة غير الحكومية Living Planet Morocco .
واستفاد من هذه الورشة أعضاء لجنة الإدارة المحلية لبحيرة “ضاية عوا”(COLOG) المكونة من ممثلين عن ولاية إفران، ووكالة ألحوض المائي لمنطقة سبو والمديرية الإقليمية للمياه والغابات ومكافحة التصحر بالأطلس المتوسط ، ومنتزه الوطني بإفران، و المديرية الإقليمية للفلاحة بإفران، والمندوبية الاقليمية للسياحة في إفران، والجماعية الترابية لإفران والجماعة المحلية والمجتمع المدني.
وينشد هذا المشروع إدارة مستدامة ومندمجة ومنسقة للأراضي الرطبة في الأطلس المتوسط، ويتطلع لاستعادة وتعزيز خدمات النظام البيئي والقيم البيئية والعلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية للبحيرات. بدءاً من “ضاية عوا” وذلك وفقاً لأهداف إستراتيجية تروم وضع وتنفيذ خطة لترميم وتحسين بحيرة “ضاية عوا” ثم إنشاء وتعزيز قدرات أعضاء لجنة الإدارة المحلية لبحيرة “ضاية عوا” (COLOG) ، في أفق تدبير متكامل وبمقاربة تنسيقية للأراضي الرطبة والتنوع البيولوجي والثروة الطبيعية الهائلة لمنطقة الأطلس المتوسط. وكذا إشراك المجتمع المحلي في الحفاظ على الأراضي الرطبة والتنوع البيولوجي وتعزيزهما مع تحسين مستوى العيش الاقتصادي لمجموعات المجتمع المحلي.فضلا عن تطوير برنامج الترميم والتأهيل للأراضي الرطبة الأخرى في المنطقة (ضاية حشلاف، ضاية إفراح، إلخ).
ويدعم هذا المشروع أنشطة صندوق مياه سبو المنسق من قبل الصندوق العالمي للطبيعة في المغرب (WWF) ، الذي يعتبر أول صندوق من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو آلية تمويل مستدامة، تعتمد على الدفع مقابل خدمات النظام البيئي، مما يسمح بالحفاظ على موارد المياه واستعادة التنوع البيولوجي. والمحافظة على مختلف الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
يشار أنه تم تحديد البحيرات ذات الأولوية في الأطلس المتوسط ، التي تتعرض مواردها المائية لتهديد خطير، وذلك لتنفيذ المرحلة التجريبية لصندوق مياه سبو: ضاية عوا ، ضاية حشلاف ، ضاية إفراح ، أغويلام أفنورير ، أغويلام تيفوناسين ، أغويلام سيدي علي. كما سيتم تعميم أنشطة الصندوق العالمي للطبيعة (WWF ). على المدى المتوسط والطويل على مستوى حوض سبو بأكمله.