الإعلام والديمقراطية بين الربيع العربي ومرآة الغرب

محمد التفراوتي17 ديسمبر 2012آخر تحديث :
الإعلام والديمقراطية بين الربيع العربي ومرآة الغرب

المؤتمر 28 لصحفيي الضفتين بتطوان

  dsc11

تطوان :محمد التفراوتي

أضحت الدبلوماسية الموازية واجبا وطنيا تدعم المساعي الرسمية للتعريف بقضايانا الوطنية واستجلاء الصورة الحقيقة لواقعنا السياسي والاجتماعي ثم الاقتصادي .

 ويعد الإعلام قطب رحى   مختلف المبادرات والتوجهات المرتبطة بالسياسة الخارجية للبلاد…ويستوجب الدعم والإدماج في المساعي الدبلوماسية الوطنية .وقد أتبث الإعلام الوطني في كثير من المحطات ارتباطه الحقيقي بقضاياه المتواترة وفق حس وطني وغيرة جلية.

وفي نفس السياق عقدت الجمعية المغربية للصحافة مؤتمرها 28 لصحفيي الضفتين بتطوان ما بين 26 و 29 ماي الماضي تحت شعار”الإعلام و الديمقراطية”

 وأفاد الأستاذ محمد العربي المساري في سياق عرض افتتاحي حول ” الربيع العربي في مرآة الغرب” أن الثورات العربية المتعاقبة أفرزت ظاهرة سياسية لفتت أنظار العالم أجمع. مما لفت انتباه أوربا بسبب الجوار المباشر وأميركا لأسباب متعددة وذلك  لتأثير  الظاهرة على  الغرب. حيث شمل  فرنسا اضطراب في أوضاعها أدى إلى تعديل حكومي، فضلا عن  الدعوة إلى إعادة النظر في نسق شينغن. مشيرا إلى السجال الذي وقع ببرلمان الاتحاد الأوربي حول أحداث تونس ومصر .

 لقد فتحت أحداث 14 دجنبر في تونس و25 يناير في مصر،  يضيف الأستاذ المساري ، صفحة جديدة من تاريخ المنطقة بأسرها. و انتشرت الظاهرة لتشمل كلا من اليمن والأردن والمغرب والبحرين وليبيا وسوريا. كما حدث تغيير جذري للحياة السياسية بالعالم العربي في الفترة التي مضت، بعد أن ساد الاعتقاد بأن الشعوب العربية تقبل عن طواعية أن ترضخ لأنظمة بوليسية يكون على رأسها قادة أوتوقراطيون أو رجال دين. .

وقال العربي المساري أن المفكرون الغربيون انبروا  للدعوة إلى تغيير المفاهيم المكونة لتصوراتهم عن العالم العربي. واستعرض المساري بعض الحالات التي وقع الإصغاء فيها  إلى نداء التاريخ  . فبعد أسبوعين من أول تجمعات متوسطة الحجم، كان هناك جواب مباشر وواضح بإعلان أجندة كاملة تضمنها خطاب ملكي في تاسع مارس الماضي.

كما أنه ليس جديدا أن يقوم الشارع بالضغط على مسار الأشياء ، يؤكد المساري ، . ففي سنة 2010 وقعت 2000 حركة احتجاجية. ونظمت إضرابات عمالية شارك فيها 100.000 شغيل. وهناك أكثر من 35.000 جمعية مدنية في المغرب. وليس من المبالغة في شيء القول إنه بمجرد ما يسقط سقف مدرسة تتشكل في الحين لجنة لمتابعة العواقب.

وحتى مسألة رشيد نيني التي تطرح في الوقت الراهن متاعب في المجال الصحافي فإنها تثبت أن المجتمع موحد في رفض ممارسة تنطوي على المس بحرية التعبير.

واعتبر الأستاذ المساري ، في السياق ذاته ، أن المغرب  يعرف ثقافة للاحتجاج وأيضا ثقافة للحوار. وقد كان ينقص شيء من هذا القبيل في مصر وتونس، وما يزال ينقص في العديد من بلدان المنطقة. وفي بعض تلك البلدان تنشب مواجهات عنيفة بسبب نزاعات مختلفة المشرب. وسواء وجد حوار أم لا فإن ما ينقص كثيرا في الأنظمة السائدة غالبا في المنطقة هو التكيف مع مقتضيات حرية السوق وعولمة وسائل الاتصال، وهي أمور أصبحت اليوم بمثابة قوة قاهرة.

واستعرض المساري مختلف الآراء والمواكبات الإعلامية الغربية  لحدث الربيع العربي “ولفهم ما يجري،  لجأ الغرب إلى ميدان التحرير حيث تتم كتابة التاريخ على حد قول غويتيصولو. وقد قام بهذا التمرين ألان جوبي وزير الخارجية الفرنسي، حيث سارع بزيارة الساحة التي أصبحت شهيرة، ليتنفس الهواء الجديد في عين المكان، بل لتجاذب أطراف الحديث مع الشبان الذين عزموا على كتابة صفحة جديدة في تاريخ بلادهم.

وفي إسبانيا طالبت الصحافة في جل الحالات بدعم قوى التغيير في العالم العربي. و طرحت أسئلة مهمة بشأن ما إذا كان لابد من إعداد تصور جديد لشؤون الشرق الأوسط وهي جديدة ومتحركة، لأن الأمر سيتعلق بحركات انتقالية لم يستقر لها قرار بعد. فقد تم التساؤل عما إذا كان لابد من التدخل أم لا في سير الأمور. وطرح سؤال على سبيل المثال عما إذا كانت الأحوال الراهنة في العالم العربي تماثل إسبانيا 1936 أو أوربا الشرقية في 1989. ومن المعلوم أن كلا من الوضعين يستتبع مقاربة مختلفة للأمور. إلا أن أحد زملائنا ، وأعني خ. بالينثولا، قد أثار جانبا جداليا، حيث قارن فيما بين تأييد التدخل إلى جانب بوش الثاني في العراق، وبين تأييد إسبانيا حاليا للتدخل في ليبيا”.

وساق المساري قراءة  المحلل البريطاني تيموتي غاسطون آش (إيل باييس، 7 . 2 . 11)  الذي زعم أن مصير أوربا يتحدد في ميدان التحرير، مثلما حدث سنة 1989 في ميدان سان فينيصلاو بمدينة براغ. و أشار إلى أنه في حالة التحركات الثورية العربية تضاف في الاعتبار مشاغل تتعلق بالجغرافيا والديموغرافيا. وقال إن القوس الممتد من المغرب حتى الأردن، حيث تتبلور الأزمة العربية الحالية، يمثل جوارا مباشرا لأوربا. وإن عدة عقود من الهجرة جعلت للشباب الذي يصرخ الآن بنشوة في شوارع القاهرة وتونس وعمان أقارب في مدريد وباريس ولندن.

وشدد المساري على  أن أي  مراجعة ستبقى ناقصة إذا ما لم نبرز الوزن الخاص الذي تمثله أم المسائل في المنطقة العربية وهي المسألة الفلسطينية، التي لن يختفي تأثيرها أبدا في علاقات دول المنطقة مع سائر العالم، وخاصة مع أوربا وأميركا. ولابد من القول إنهما ليستا دائما على استعداد للضغط على إسرائيل من أجل أن تقبل نهائيا إقامة دولة فلسطينية وطنية عادية في الأراضي المحتلة التي يجب أن تجلو عنها.

ومن جهته تناول الاستاذ عبد الحميد جماهري  خلال ندوة  حول “الإعلام ملازم للديمقراطية وبوابة لها”

التجربة الإعلامية المغربية المكتوبة  ومهام بعض الجرائد الحزبية في سنوات القمع مستعرضا بعض النماذج من الجرائد الحزبية و مختلف المضايقات التي مر منها المغرب منذ الستينيات من القرن الماضي إلى عهد حكومة التناوب وذلك أمام إعلام تلفزي رسمي  ينتمي للدولة ..  

ودعا الجماهري إلى استقلالية الكاملة لوسائل الإعلام من تدخل الدولة و اللوبيات في الإعلام السمعي البصري، وفق قرار سياسي جريئ،ومعايير مهنية دقيقة كي تساهم في بناء الديمقراطية… وضمان الوصول إلى المعلومة الحقيقية ونقلها إلى الرأي العام..مطالبا بوجوب تحرر الإعلام المغربي وتكتله كسلطة رابعة ..,وتناول  خوان كارلوس خيمنيز لازJuan Carlos jiménez laz  “مدير القناة التلفزية أوندا بقاديس”

تاريخ المشهد الإعلامي الإسباني منذ عهد فرانكو،المتسم بالإستبداد ،مما حدا بالصحافيين الإسبان لاستعمال الحذر والتمويه  لتلافي شراسة نظام فرانكو.

 وأشار خوان كارلوس لمرحلة الإعلام الإسباني ودوره في الإصلاحات السياسية التي شهدتها  إسبانيا خلال 1975و19882 .  مذكرا بالتحول الذي عرفه  التلفزيون الإسباني بعد وفاة فرانكو مباشرة من تلفزيون بالأبيض والأسود إلى تلفزيون بالألوان وفق سياسة مغايرة ومتجددة توازي مرحلة الإصلاح السياسي والمجتمعي.

 محور”الحراك المجتمعي ووسائل التواصل الاجتماعي” نشطته  النقابية الاسبانية أورتيجاinmaculada  ortega  ، الكاتب العام للجان العمالية في منطقة جبل طارق،  لتستعرض الجوانب النضالية بالمنطقة ومختلف المكاسب وأوجه الصراع مع أرباب العمل لانتزاع وحماية بعض الحقوق..

 يشار إلى أن برنامج المؤتمر تخلله تكريم الإعلامي عبد العزيز الطريبق و زيارة ميدانية  لأوراش التنمية البشرية بالمضيق و الفنيدق  ومصنع المياه الطبيعية “الريف” و”الشاون” . ويذكر أن المؤتمر عرف مشاركة حوالي 50 صحافيا من الجانبين المغربي والاسباني .

توصيات المؤتمر 28 لصحفيي الضفتين  

أوصى المؤتمر إلى: 

1-الإسراع بإخراج قانون الصحافة الى حيز الوجود والذي يتضمن الحق في الوصول الى المعلومة ، الغاء الأحكام السالبة للحرية في حق الصحفيين وعدم متابعتهم بالقانون الجنائي.

2-إعطاء المزيد من الحريات لقطاع الإعلام العمومي وتوفير الشروط الملائمة للعمل المهني خدمة للتنمية والديمقراطية

3-دعوة وسائل الإعلام الوطنية والاسبانية الى التحلي بالمسؤولية واحترام أخلاقيات المهنة  في مواكبة الحراك الاجتماعي الوطني والعربي .

ونوه المؤتمرون الاسبان في بيانهم الختامي للمؤتمر بالإصلاحات التي يشهدها  المغرب على مستوى بنيات تحتية وإصلاحات سياسية   

 كما شددوا على كون الديمقراطية تستوجب حرية الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومة..مما ينبغي احترام حقوق الصحفيين تبعا للمواثيق الدولية.

 

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!