الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي لأركان والدورة الأولى للمعرض الدولي لأركان

محمد التفراوتي6 ديسمبر 2019آخر تحديث :
Découvrez l'huile d'argan bio et naturelle de Joodoor
Découvrez l'huile d'argan bio et naturelle de Joodoor

دعم للمكتسبات وضمان استدامة القطاع على المستوى الاقتصادي والاجتماعي

آفاق بيئية : محمد االتفراوتي

تبعا سلسة من المؤتمرات العلمية والموضوعاتية حول شجرة الأركان ومجالها الواسع والممتد لقطاعات متعددة ، والتي انطلقت مند  سنة 2001 خلال الدورة الاولى ، تنعقد الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي لأركان وكذا الدورة الأولى للمعرض الدولي للأركان ، بتنظيم من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ، بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري و المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر و المعهد الوطني للبحث الزراعي وتحث الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .

 المعرض الدولي لأركان

وتوج المؤتمر بتنظيم معرض دولي لأركان ما بين 7 و11 دجنبر 2019. أقيم تحت خيمة تمتد على مساحة 3000 متر مربع؛ تتخللها لقاءات ثنائية وأحداث جانبية.. و5 مواقع لإقامة الأنشطة في الساحات الرئيسية لمدينة أكادير، بمشاركة 200 جمعية وتعاونية، تنحدر من أقاليم تزنيت وتارودانت و شتوكا آيت باها و إنزكان و إيفني و كلميم وأكادير والتي تقع ضمن المحيط الحيوي لشجرة أركان.

وتتواصل اشغال دورته الأولى في جو بهيج  إشعاعي ، يتم استعراض الطريقة التقليدية في استخلاص زيت أركان. وتذوق الأطباق المعتمدة بالأساس على أركان. مع أنشطة موسيقية. وحكايات تراثية: أومِيين. معارض للصور لفتوغرافية ثم معارض للوحات التشكيلية. فضلا عن معارض إبداعات الأطفال: قصائد، نصوص ولوحات؛ ومتحف أركان.

وتعد النسخة الأولى من المعرض الدولي للأركان، ، فرصة لتعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين والمنظمات المهتمة بتطوير القطاع و مؤهلاته الطبيعية المرتبطة بالنظم الإيكولوجية الملائمة والتنوع البيولوجي والمعارف والمهارات المتوارثة. ثم النهوض بمختلف الثقافات وفنون العيش العريقة لأركان في مجاله الجغرافي، وبالساكنة المرتبطة به، وبالمنتوجات المشتقة منه، وبمجاله الحيوي وزراعاته المتنوعة. ويأتي المعرض في سياق تنشيط القطاع وإعادة التثمين الشامل لسلسلة الأركان مع العمل على الحفاظ على التراث الطبيعي الفريد لشجرة الأركان.

ومكن المعرض مختلف الأطراف الفاعلة في القطاع من المنتجين والمحوليون والمصدرين؛ من مناقشة ن واقع القطاع، ورهاناته وآفاق النمو التي يجب التركيز عليها واستهدافها في السنوات المقبلة. ناهيك عن التبادل والتفكير في البدائل والحلول التي سيتم تكييفها لدعم تنمية مستدامة ودامجة وعادلة وجذابة للمستثمرين الجدد.

و خصصت النسخة الأولى من المعرض لعالم أركان في شموليته إذ يتدارس المشاركون مواضيع التعاون المحلي، وإدماج مختلف الروابط في سلسة أركان، بغية تعزيز إشعاع صورة منتجات أركان على الصعيدين الوطني والدولي.

ويرنو المعرض إلى دعم المكتسبات وبلوغ المرامي المشتركة  مع ضمان استدامة القطاع على المستوى الاقتصادي  والاجتماعي.وستنطلق أشغال الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي لأركان في محفل علمي وازن، يتدارس من خاله خبراء وعلماء وباحثين مستجدات شجرة أركان ومجالها الواسع وذلك في افق تطوير قطاع أركان وتعزيز مميزات المحيط الحيوي لأركان.

ويشهد مجال وقطاع شجرة أركان دينامية ملفتة تتجلى في غنى رصيد البحث العلمي والمعرفي الذي بات يزخر به القطاع فضلا عن الغني التقافي والتطبيقي الذي ينهل منه الفاعلون.  وأضحى المؤتمر منصة لتقاسم المعارف العلمية والتقنية بين الباحثين المحليين والدوليين  و المسؤولين عن الغابات و باقي الفاعلين الاقتصاديين و المؤسسات.

وتناولت المؤتمرات السابقة بحوثا موضوعاتية تناولت الشجرة المتفردة والنفيسة بالمغرب “أركان ” . همت تعزيز العمل الجماعي حولها للتعامل مع أسئلة البحث الجديدة، و اشراك الفاعلين و المهنيين وتقاسم المعارف، ثم مرحلة لتوحيد الجهود والمكتسبات وتناول الاسئلة الراهنة المتعلقة بالتنمية القروية المندمجة كخيار لتدبير مستدام لغابات شجر أركان ، لتصل إلى محطة “الرأسمال الطبيعي لأركان: القيمة والتثمين”

جهود بذلت لإشراك جميع الفاعلين المعنيين بتدبير ومستقبل محمية المحيط الحيوي لأركان ، بطريقة مبتكرة وعملية، من إبراز أهمية مقاربة النظام الإيكولوجي. كما سيساهم الاهتمام الذي يوليه الفاعلون والدور البيئي للنظام الإيكولوجي وتطوير البعد “الزراعي الثماري ” عن طريق زراعة أركان الفلاحي ” ، من تخفيف الضغط على الغابات الطبيعية لشجرة أركان.

وسيفسح المؤتمر الدولي لأركان في دورته الخامسة ، المنعقد ما بين 10- 12 دحنبر  2019، من التعرف على مختلف المبادرات وكذا  المقاربات المعتمدة في مجال تقييم و تثمين الرأسمال الطبيعي للمجال الحيوي لأركان.

 كما سيشكل فرصة لإستثمار مكتسبات البحث العلمي المتعلقة بالمجال الحيوي لأركان .وستتوج مساهمة مختلف الباحثين في تنمية سلسلة أركان و مجالها .

وسيعالج المؤتمر موضوع شجرة أركان في نظامها البيئي و محور التكنولوجيا الحيوية ، التحسين الوراثي و المسار التقني في سبيل تطوير غرس أركان الفلاحي. ثم موضوع تطوير سبل تثمين سلسلة أركان ومجالها.ومحور الابتكارات المؤسساتية والقانونية والثقافية في ضوء التغيرات الاجتماعية والبيئية في المحيط الحيوي  .

وذكرت ورقة تأطيرية للمؤتمر أنه بالرغم من صعوبة قياس مدى مساهمة الموارد الطبيعية في خلق الثروة بالاعتماد على المؤشرات التقليدية المتمثلة في الدخل الوطني و الناتج الداخلي الخام، إلا أن مجموعة من الدراسات أتثبت أهمية الرأسمال الطبيعي في الاقتصاد الوطني؛ و بالتالي أصبح الاعتماد على الأصول الطبيعية في المحاسبة الوطنية في تزايد مستمر. و بادرت مجموعة من الحكومات بإدراج الغابات و الموارد المنجمية و الأراضي الفلاحية و المناطق الرطبة في الحسابات الاقتصادية.   

و المغرب بدوره التزم بمناسبة الإحتفاء بالذكرى الأربعين ليوم الأرض بوضع نضام حسابات اقتصادية و بيئية مندمجة تمكن من بلورة و تتبع و تقييم سياسات بيئية و إقتصادية ترتكز على تنمية مستدامة. و في هذا الإطار و باعتباره رافعة لتنمية الفلاحة بالمغرب، يحث مخطط المغرب الأخضر في أسسه على دعم الإصلاح المتعلق بحماية الرأسمال الطبيعي و تبني ممارسات مستدامة في تدبير الموارد.

 من جهته، تمكن المجال الحيوي لأركان بمؤهلاته و سلاسله الإنتاجية من خلق قيمة مضافة من خلال استغلال موارده الطبيعية مساهما بذلك في تحقيق أرباح مهمة لفائدة الساكنة المحلية. إلا أن هذا الوقع الإيجابي لم يتحقق دون التأثير على منحى حالة الموارد الطبيعية واستدامتها.  

وعلى ضوء إنجازات البحث العلمي والتقدم الواعد في وسائل التثمين التقني و الاقتصادي للرأس المال الطبيعي وخدمات النظم الإيكولوجية، بات الباحثون و صناع القرار مطالبون بتقديم خيارات ووسائل جديدة تشجع التدبير المستدام للمجال الحيوي لأركان.

و في هذا الإطار، يتيح المؤتمر الدولي لأركان الذي يطفئ شمعته الخامسة فرصة سانحة لمتابعة قضايا رأس المال الطبيعي من حيث القيمة وآفاق التثمين المستدام . وتتميز هذه النسخة من المؤتمر بكونها تحصيل حاصل ورسملة للمكتسبات ونتائج البحث العلمي حول شجرة أركان ومحيطها الحيوي.

  وتسلط الدورة الخامسة الضوء على الدور الذي يلعبه المؤتمر الدولي لأركان منذ تنظيم نسخته الأولى سنة 2011 ، كتظاهرة علمية تجمع جميع الفاعلين المعنيين بالمحيط الحيوي لأركان: باحثون ومهنيون و صناع القرار و هيئات المجتمع المدني وممثلون عن الشركاء التقنيين والماليين، فضلاً عن متدخلين من دول أخرى لديهم تجارب هامة؛ مما سيساهم في تجويد توجيه البحث العلمي نحو القضايا ذات الأولوية.

ويشكل هذا المؤتمر مناسبة لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ عقد البرنامج لسلسلة أركان و تقييم الدينامية الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية التي تعرفها السلسلة ، كتأهيل أزيد من 140 ألف هكتار من أركان الغابوي ، و غرس 3500 هكتار في إطار مشروع أركان الفلاحي؛ و كذا التطور الايجابي المحقق على مستوى صادرات أركان و الاعتراف بالتنظيم البيمهني لسلسلة أركان في إطار القانون 03-12

ونظرا لظرفية هذه الدورة الخامسة و التي تأتي مباشرة بعد التقييم العشري الثاني للمجال الحيوي لأركان ،  فالمؤتمر سيشكل  فرصة سانحة لرسم توجهات جديدة ، لا سيما من حيث تحديد القيمة وتثمين رأس المال الطبيعي  لهدا المجال. ومن خلال تسليط الضوء على مجموعة من الخدمات المهمة التي يوفرها هذا النظام البيئي ، خاصة الاقتصادية والبيئية منها. 

و يشكل الرأس المال الطبيعي أيضا أداة  فعالة لتطوير وسائل تحديد مطالب الساكنة المحلية بغية تحسين ظروفهم المعيشية وتعزيز التنمية المندمجة.  علاوة على ذلك، فالمؤتمر يتطلع إلى معالجة الأدوار التي تلعبها موارد المجال الحيوي لأركان ، خاصة مدى مساهمة سلسلة أركان في التنمية وخلق الثروة. مع الحرص على البحث عن مقاربات و أساليب جديدة للتعاقد مع الساكنة من اجل تطوير اليات مبتكرة للتدبير المشترك للمجال والاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية و تعزيز المعطيات المتاحة حول الرأس المال الطبيعي لتوثيق مساهمة الموارد وخدمات النظم الإيكولوجية للمحيط الحيوي في الاقتصاد والرفاه الاجتماعي والثقافي والبيئي، لإدماجها في الترافع من قبل المهنيين والفاعلين المجاليين.

و بالتالي فكل الفاعلين في سلسلة أركان معنييون بالنظر لتواجدهم في هذا المجال البيئي، ثم من خلال استهلاكهم للطاقة والموارد المتاحة كالمادة الأولية لأركان (أفياش) و استفادتهم من هذه المنظومة على مستوى جميع حلقات السلسلة . ومن أجل ذلك يحتاج الجميع إلى ضمان استغلال معقلن و مستدام للمجال الحيوي لأركان. و من أجله، يتوجب على هؤلاء الفاعلين ادماج هذه الرؤية في استراتيجياتهم لتدبير المخاطر من خلال التفكير و التدخل للحد من تدهور المحيط الحيوي, و بشكل خاص تدهور الغابة الطبيعية لشجر أركان ، وانخفاض معدلات التخليف الطبيعي ، وتراجع  نسبة التلقيح الطبيعي  وتنامي ظاهرة التعرية و انقراض بعض الموارد الطبيعية. و بالتالي وجب التفكير و التدخل للحفاظ على خدمات النظام الإيكولوجي واستمرارية سلسلة التزود بالمواد الاولية يساهم في تحسين الرؤية الاستراتيجية والتخطيط العملي للرفع من قيمة شجر أركان.

تفعيل المركز الوطني لشجرة لأركان

تشكل محمية المحيط الحيوي لشجرة أركان مجالا فريدا يزخر بالإمكانات البيئية والإيكولوجية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

إن الوظائف والاستخدامات التي توفرها غابة أركان، قد ولدت بمرور الوقت تراثا ماديا ولا ماديا غنيا وفريدا، لكنه يلقى حماية سيئة وتثمينا ضعيفا. فعلى الرغم من الفوائد التي يوفرها أركان للساكنة المحلية وللبيئة، إلا أنه يتعرض دائما لخطر التدهور بسبب الضغط المتزايد على موارد هذا النظام البيئي، بالإضافة إلى تأثيرات تغير المناخ.

بحكم تفردها، كانت شجرة أركان موضوع العديد من المبادرات في العقود الأخيرة. لذلك، قام المركز الوطني لشجرة أركان بتوجيه كل الجهود المبذولة في اتجاه الحفاظ والنهوض بهذا المجال لضمان تدبير مستدام لمحمية المحيط الحيوي لأركان.

يعد المركز الوطني لأركان أحد مكونات عقد البرنامج المسطر في اطار مخطط المغرب الاخضر و الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان يتم تنفيذ المشروع في اطار شراكة مع التعاون الدولي الألماني .(GIZ).

وتم تسطير هدف أساسي لهذا المشروع وهو أن يكون منصة خاصة بالتراث المادي واللامادي لغابة أركان، وتنسيق البرامج البحثية، إضافة إلى تجميع ومشاركة المعارف حول شجرة أركان، وذلك في إطار ثلاثة محاور للتدخل هي تفسير التراث المرتبط بمحمية المحيط الحيوي لأركان؛ وحكامة وتنسيق البحث العلمي حول محمية المحيط الحيوي لأركان؛ وتدبير المعارف واليقظة التكنولوجية لمحمية المحيط الحيوي لأركان.

النتائج الرئيسية

وفق مقاربة تشاركية وتشاورية، ساهم المركزي الوطني لشجرة أركان في بناء دينامية جديدة بين مختلف الجهات الفاعلة والفئات المعنية بمحمية المحيط الحيوي لأركان. وقد عمل المركز الوطني لشجرة لأركان، تبعا لمجالات تدخله الثلاثة، على النهوض بالقيم التراثية لغابة أركان، وتنسيق برامج البحث العلمي والتقائيتها، وأخيرا تدبير المعارف واليقظة التكنولوجية حول محمية المحيط الحيوي لأركان.

وعلى وجه التحديد، سمح المركز الوطني لشجرة أركان بـتقديم مفهوم مراكز تفسير التراث للجهات الفاعلة المحلية، في إطار رحلة للمقارنة (benchmarking) بين مراكز تفسير التراث الموجودة على المستوى الوطني، من خلال تنظيم ورشة عمل حول تفسير تراث محمية المحيط الحيوي لأركان.

كما مكن من توعية شركاء المشروع والأطراف المعنية بإشكاليات حفظ وحماية النظام الإيكولوجي لغابة أركان. وقد تم لهذا الغرض تطوير مخطط تربوي بيئي حول محمية المحيط الحيوي لأركان. وعمل المركز أيضا من أجل تحديد النموذج التنظيمي لإدارة المركز من خلال إنجاز دراسة لمخطط التدبير.

كما تكلف بتنسيق، دعم وتثمين البحوث حول محمية المحيط الحيوي لأركان من خلال: تنظيم تظاهرات ولقاءات ذات طابع علمي وتقني، تبادل ونشر نتائج البحث العلمي، وكذلك التقائية برامج ومشاريع البحث؛ فضلا عن دعم إدارة المعرفة حول محمية المحيط الحيوي لأركان من خلال تنظيم أيام موضوعاتية، ووضع ملخص لنتائج البحث العلمي حول محمية المحيط الحيوي لأركان، ونشر سلسلة من الكتيبات الموضوعاتية.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!