آفاق بيئية : بيروت
ينظم مشروع الإدارة المتكاملة والمستدامة للمياه ومبادرة أفاق 2020– آلية الدعم (SWIM-H2020 SM) الذي يموله الاتحاد الأوروبي، مؤخرا ، ورشة تدريبة إقليمية في بيروت حول طوارئ اللاجئين بعنوان “تصميم مشاريع سريعة للمياه ومياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة”.
يركز التدريب على تصميم أنظمة، في ظل ظروف الطوارئ، لمعالجة مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة، وذلك بدعم وتوجيه من قبل “برنامج الاستثمار في النقاط الساخنة للبحر الأبيض المتوسط” ( (MeHSIP-II التابع لبنك الاستثمار الأوروبي (EIB).
تجمع الورشة بين أصحاب المصلحة الرئيسيين من لبنان وفلسطين والأردن وتونس العاملين في إدارة وتصميم مرافق معالجة مياه الصرف الصحي وأنظمة النفايات الصلبة، وتقدّم لهم المفاهيم والنهج الفنية ذات الصلة ابتداء من كيمياء مياه الصرف الصحي وتوصيفه الى تحديد حجوم أحواض معالجة مياه الصرف الصحي وأنواعها، مروراً بالمعايير المتبعة للتدفق والأحمال والتصريف الخ، بالأضافة الى اسس تصميم نظم إدارة النفايات الصلبة (من حيث جمعها ونقلها وإعادة تدويرها، وتصميم مدافن النفايات) مع الأخذ أيضاً بعين الاعتبار متطلبات التصميم المرتبطة بحالات الطوارئ الناجمة عن تدفق ونزوح اللاجئين. وفي هذا الصدد سيتم تبادل الخبرات المكتسبة مع المنظمات الحكومية والإغاثية في المنطقة بهدف تعزيز الجوانب التنظيمية / الإدارية بما في ذلك إجراءات التقدم للحصول على الأموال اللازمة لمشروعات المياه / مياه الصرف الصحي / النفايات الصلبة في حالات الطوارئ.
يمثل المشاركون الـ 40 وزارات المياه والبيئة والداخلية وكذلك الوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية التي تعمل في القضايا البيئية ومخيمات اللاجئين.
أكد السيد مفيد الدهيني، ممثل وزارة الطاقة والمياه في لبنان، أهمية هذا التدريب الإقليمي في بناء قدرات الموظفين الفنيين من قطاع المياه والصرف الصحي في المنطقة في تصميم أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة، وفي تعزيز فهمهم لمتطلبات مرافق الصرف الصحي وحلول إدارة النفايات الصلبة التي يمكن اعتمادها في المستوطنات / المخيمات المؤقتة أوالمستوطنات المؤقتة ولكن الدائمة أو طويلة الأجل.
وتفيد السيدة سوزان طه، الخبيرة في المياه لدى مشروع SWIM-H2020 SM : “يركز التدريب على تصميم مشاريع سريعة للمياه ومياه الصرف الصحي (مع التركيز على مياه الصرف الصحي) وكذلك تصميم مشاريع سريعة لأنظمة إدارة النفايات الصلبة” (جمع و نقل، مقالب النفايات، إعادة التدوير). وستغطي الجلسة العامة لهذه الورشة الخبرات في التعامل مع تدفق اللاجئين السوريين في المنطقة، من حيث القضايا التنظيمية والتمويلية. وفي هذا الصدد، يأتي هذا التدريب لدعم الدول في المنطقة التي تواجه تحديات متزايدة في ندرة المياه، والتي تفاقمت بسبب تدفق اللاجئين من الدول المجاورة بسبب الاضطرابات السياسية في المنطقة “.
ولقد أدت الحرب الأهلية في سوريا، في عامها السابع الآن، إلى دفع أكثر من 60٪ من سكانها قبل الحرب من منازلهم. ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 4.8 مليون سوري قد فروا من بلادهم كلاجئين، بحثاً عن الأمان في الأردن ولبنان وتركيا والعراق وغيرها. وقد أدى النزوح الجماعي للسكان من سوريا إلى ضغوط هائلة على البلدان المجاورة.
وفي لبنان، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، تم تسجيل أكثر من مليون لاجئ سوري في عام 2016. ووصلت التقديرات الأخيرة إلى 1,500,000شخص. وقد أدى تدفق اللاجئين إلى الزيادة السكانية في المخيمات والمدن. ويواجه لبنان أزمة نفايات صلبة قائمة منذ عام 2015.
في الأردن ووفقا للبنك الدولي، يشكل اللاجئون ثلث السكان (9.5 مليون في عام 2015). وقدّرت كمية النفايات البلدية المنتجة بـ 2.7 مليون طن سنوياً منها حوالي 5 ٪ يتم توليدها من قبل اللاجئين السوريين. وبحلول عام 2034، من المتوقع أن تصل كمية النفايات الصلبة البلدية (MSW) إلى 5.2 مليون طن سنوياً. هذا ويتم دفن 48٪ من النفايات الصلبة البلدية في الأردن ( مقابل 19 ٪ في مصر و 70 ٪ في لبنان) ، ويتم التخلص من 45 ٪ منها في أماكن مكشوفة بينما يعاد تدوير7 ٪ منها.
في قطاع غزة، تطلبت دورات الصراع مع إسرائيل أن تقوم سلطة المياه الفلسطينية (PWA) ومصلحة مياه بلديات الساحل (CMWU) بتحويل الأموال المخصصة للتنمية وعمليات التشغيل إلى الاستجابة للأزمات.
لقد أثرت التغييرات في الطلب الناتجة عن النزاع تأثيرا سلبيا على أداء قطاع المياه في البلدان الثلاثة، لبنان وفلسطين والأردن، مما أدى إلى زيادة الضغوط على البنية التحتية الحالية للمياه والصرف الصحي وخفض مستوى ونوعية إدارة النفايات الصلبة والخدمات البلدية بشكل ملحوظ.