رهانات الاعلام و تغيرالمناخ

محمد التفراوتي3 يونيو 2015آخر تحديث :
رهانات الاعلام و تغيرالمناخ

مركز الكفاءات في مجال التغيرات المناخية بالمغرب

تعزيز للقدرات  للتكيف تغيرالمناخ 

CIMG9657

آفاق بيئية : محمد التفراوتي

نظمت الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة لدى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ووكالة التعاون الألمانية (GIZ) ورشة إعلامية وتكوينية حول تغير المناخ لفائدة عدد من الإعلاميين  والصحفيين.

وأفادت السيدة “إلكه ستنبرغر”عن وكالة التعاون الألمانية أن مبادرة الوكالة والوزارة في إطلاع الإعلام على آفاق ورهانات ظاهرة تغير المناخ والمستجدات المصاحبة لها بات ضروريا لدور الإعلام الناجح في  نقل المعلومة المتعلقة بتغير المناخ للرأي العام، في تكوين هذا الأخير وفي توجيه عمليات اتخاذ القرار.elke

وتحدث الدكتور محمد بهناسي، أستاذـ باحث بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة ابن زهر بأكادير وخبير في مجال القانون الدولي للبيئة والأمن الإنساني،عن تغيرالمناخ والاحتباس الحراري كتحدي رئيسي للقرن 21وسيناريوهات الانبعاثات ومختلف النماذج المناخية. كما أشار إلى المشهد الحالي لوضع تغيرالمناخ بالعالم في سياق تزايد حرارة الكوكب الأرضي، مبرزا آخرالمعطيات العلمية الصادرة عن تقرير التقييم الخامس ( AR5 )  لفريق الأمم المتحدة الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ.(IPCC) التقرير أكد أن المسؤول والمسبب لظاهرة تغير المناخ هو الإنسان وذلك بدرجة يقين تصل حاليا إلى نسبة 95 في المائة،كما أن معدلات درجة حرارة الأرض ارتفعت بمقدار 0.8 درجة مئوية، ويمكن أن ترتفع هذه المعدلات، في أسوأ سيناريو، لتصل إلى 4.8 درجة مئوية مقارنة مع أواخر القرن العشرين،أي بلوغ 5.5 درجة مئوية تقريبا فوق مستوى فترة ما قبل الثورة الصناعية. كما تميز العقد الأول من القرن الواحد والعشرين2001) ـ2010)بالحرارة جد المرتفعة منذ 1850 .

وتناول الدكتور بهناسي سيناريوهات تغير المناخ فسرد الأدلة التي يؤكدها علم المناخ والسيناريوهات الممكنة لتغير الحرارة والمرتبطة من جانب

سيناريو (أ 1) بالنمو الاقتصادي السريع،وعدد سكان العالم الذي سيبلغ ذروته في منتصف القرن الحالي ليتراجع بعد ذلك،والذي تعتمد فيه التكنولوجيات الجديدة الأكثر كفاءة، ثم التقارب بين المناطق وتقلص الفوارق الإقليمية على مستوى  دخل الفرد.كما يصف السيناريو الثاني العالم بغير المتجانس مع التنمية الاقتصادية والإقليمية والنمو السكاني المستمر والتطورالتكنولوجي الأبطأ من السيناريوهات الأخرى.

ويصف السيناريو (ب1)العالم بالمتقارب وأن عدد سكان العالم الذي يبلغ ذروته في منتصف القرن الحالي ليتراجع بعد ذلك، مثل السيناريو (أ 1)، لكن ينصب التركيز على الحلول العالمية الموجهة نحوالجدوى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية،مع مزيد من الإنصاف. في حين يصف سيناريو( ب2 ) العالم بالذي يركزعلى الحلول المحلية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. كما أن سكان العالم فيتزايد مستمر،لكن بوتيرة أبطأ مما كانت عليه في السيناريو(أ2). أما التغيرالتكنولوجي فهو أقل سرعة وأكثرتنوعا مما كان عليه في السيناريوهات(أ1)و (ب1).

وتناول الدكتور بهناسي ظاهرة الاحتباس الحراري ومؤشرات بداية حدوث هذه الظاهرة والتغيرات التي تحدث لمدار الأرض حول الشمس وما ينتج عنها من تغير في كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض. وكذا مقدار تركيز الميثان الذي ازداد إلى ضعف مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية، فضلا عن.”الكلور”و”فلوركاربون” الذي يزداد الذي بمقدار 4% سنوياً عن النسب الحالي،. ثم”أكسيد النيتروز” أصبح أعلى بحوالي 18% من مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية.

وأشار الدكتور بهناسي إلى الهباء الجوي (les aérosols) وتأثيرجزيئاته الموجودة في الغلاف الجوي وهي  خليط من جسيمات دقيقة للغاية وغاز،أو جسيمات قُطَيْرات سائلة أو قطَعًا صغيرة للغاية من مادة صلبة عالِقة، أي موزَعة في الغاز. وتُعَدُّ السُّحب والضباب هباءً جويًا يحدث بصورة طبيعية. كما قدم مختلف نماذج المناخ والمقاربة الرقمية والتوقعات المناخية والدراسات المناخيةوالعوامل المؤثرة في غلاف الكرة الارضية وتاثيرات عدة ظواهر مناخية حدثت وسوف تحدث وفق دراسات للنماذج العالمية المحوسبة.

نتائج تغيرالمناخ

وتقوض الآثارالسلبية لتغيرالمناخ التقدم المحرز في مجال التنمية بكل أشكالها (الاقتصادية والاجتماعية والمستدامة (.ويؤكد الكتور بهناسي أن تغيرالمناخ سيؤثر بقوة على الأمن الغذائي والأمن الصحي والأمن المائي خاصة في شمال إفريقيا والدول الإفريقية الهشة، ذلك أن الساكنة الأكثر تأثرا بهذه التغيرات ستكون أكثرعرضة للهشاشة والفقر.

11053168_10153429536170827_1931141166574535237_n

ويتوقع خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)بعض التأثيرات التي تشمل ارتفاع منسوب مياه البحار وذوبان الجليد،ثم زيادة تواتر الظواهر والكوارث المناخية فضلا عن الآثارالتي ستطال الزراعة والتنوع البيولوجي والتربة وتوازنات النظام البيئي، وتوزيع موارد المياه والغذاء، وتكاثرالأمراض وزيادة عدد الوفيات الناجمةعن الكوارث المناخية، ونزوح الساكنة وهجرتهاعلى نطاق واسع.

وشهد مستوى سطح البحر ارتفاعا متسارعا خلال الفترة 1993ـ2010، يضيف بهناسي ،ذلك أن خلال الفترة كان ارتفاع منسوب مياه البحار مرتين أكثر سرعة من متوسط الفترة الزمنية 1901-2010.وحسب سيناريو ارتفاع درجة حرارة 2 درجة مئوية،سيرتفع مستوى البحر بمقدار 70 سنتمتر. وفي أسو أسيناريو،يمكن أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى مايقرب من متر في سنة 2100،و ثلاث أمتارفي عام 2300،مع العلم أن شخص واحدمن 10 أشخاص في العالم يعيشون في مناطق مهددة بخطر ارتفاع منسوب مياه البحار.

وتمتد تأثيرات تغير المناخ إلى  الزراعة وتربيةالماشية إذ تعد افريقيا القارة الأقل مسؤولية عن تغير المناخ،ولكنها الأكثرعرضة لآثاره. وعليه فالفيضانات والجفاف ستصبح أكثرخطورة، وسيضرب ارتفاع منسو بالبحارالساحل الافريقي كما أن المردودية الزراعية والسمكية ستنخفض وسيزداد عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء أونقص من التغذية. وسوف تنخفض بشكل كبيرمنتوج المحاصيل في افريقيا إذا ازدادت حرارة الأرض نحو 2 درجة مئوية، وستنخفض المساحات المزروعة بالذرة و الدخن أو” إيــــلان” ( Millet )بنسبة 90 في المائة إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض أكثر من 3 درجة مئوية .

وبخصوص التأثيرات على الأنظمة الإيكولوجية،فإنه مع ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، فسوف تختفي  أجزاء كبيرة من الغابات عبر العالم والعديد من الأنواع النباتية النادرة.كما أن ارتفاع الحرارة إلى 2 درجة مئوية قد يؤدي إلى انقراض بعض الانواع الحيوانية المهددة بالانقراض من 10 إلى 15 في  المائة بافريقيا جنوب الصحراء الكبرى.هذا مع العلم أن مثل هذه المشاكل ستعرفها جل الدول عبر العالم، حيث أن الخدمات البيئية المرتبطة بهذه الموارد والأنظمة الإيكولوجية ستعرفا تدهورا كميا وكيفيا لا سابق له.

وقال بهناسي، في معرض حديثه عن التأثيرات على مستوى الموارد المائية، أن الماء هو العامل الأول الذي سوف يستشعر،على نطاق واسع، بظاهرة الاحتباس الحراري التي لها تأثيرعلى جميع جوانب دورة المياه من هطول الأمطار والثلوج والجليد والأنهار ومستوى سطح البحر. أي أن بعد 2 درجة مئوية من الاحترار،يمكن لكل درجةإضافية أن تقلل من موارد المياه المتجددة بنسبة 20في المائة لأقل من 7 في المائةمن سكان العالم وفق تقرير خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ[IPCC].وستختفي مايصل الى 50 المائةمن مواردنا المائية إذا بلغت حرارة الأرض نحو 4 درجة مئوية .

مركز الكفاءات في مجال تغير المناخ 

Le-4C

واستعرض محمد بنسعيد منسق مشروع مركز الكفاءات في مجال التغيرات المناخية(C 4)بوكالة التعاون الألمانية (GIZ)تقديم هذا المشروع والذي ينشد بناء القدرات في المغرب للتكيف مع تغيرالمناخ والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فضلا عن دعم وتحسين البحث وتدبير المعلومات المتعلقة بتغير المناخ. ويذكر أن  المركزممول من قبل المبادرة الدولية للمناخ(IKI) والوزارة الاتحادية الألمانية للبيئة  (BMUB).

وتتمحور استراتيجية عمل مشروع مركز الكفاءات في مجال التغيرات المناخية بالمغرب حول دمج المركز في وزارة البيئة وتجريبها في اثنين من المراصد الجهوية للبيئة والتنمية المستدامة (OREDD) بجهتي مراكش تانسيفت الحوز و طنجة تطوان.وسيعمل المركز على تعزيز قدرات المفاوضين المغاربة في القمم المناخية، وكذا قدرات التقنيين المغاربة في ما يخص إدماج التنمية المستدامة في السياسات العمومية وفي البرامج الوطنية. وسينفتح المركز على الدول الإفريقية المهتمة لتصدير الخبرة المغربية في مجالات الفلاحة والطاقة والتنمية المستدامة في أفق الاستفادة من الصندوق العالمي الأخضر للمناخ .. وسيعمل المركز على تطوير أدوات للإدارة المستدامة للمعرفة في مجال التخفيف  والتكيف مع تغير المناخ، وستنفذ عدة دورات تدريبية وطنية وبرامج معلوماتية لتعزيز القدرات ذات الصلة بتغير المناخ.  ويذكر أن  المركز  ممول من قبل المبادرة الدولية للمناخ (IKI) والتمويل: من الوزارة الاتحادية الألمانية للبيئة  (BMUB).

 

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!