المنتدى العربي للبيئة والتنمية يقدم تقريره السنوي بالشراكة مع الجامعة الأميركية في بيروت
آفاق بيئية : بيروت
يمكن الوقاية من العديد من الأوبئة والأمراض عن طريق إدارة المخاطر البيئية، مما يجعل معالجة الأسباب البيئية الكامنة مطلباً عاجلاً. غير أن العلاقة بين الصحة والبيئة لم تحظَ حتى اليوم بالاهتمام الكافي في البلدان العربية. إستجابة لهذه الحاجة المُلحَّة، يعمل المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) حالياً على تقريره السنوي الثالث عشر بعنوان “الصحة والبيئة في البلدان العربية”، في سلسلة “وضع البيئة العربية” التي أطلقها عام 2008. ويُعلَن التقرير في مؤتمر مختلط بحضور شخصي وافتراضي، يعقد في 10 و11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، تستضيفه الجامعة الأميركية في بيروت، مع ربط إلكتروني بمراكز في بلدان عربية أخرى.
يأتي التقرير في وقت يواجه العالم جائحة “كورونا”، التي تعود في جزء كبير منها إلى أسباب بيئية. وفي حين تم اختيار موضوع التقرير وبدأ العمل عليه قبل ظهور الفيروس القاتل، إلا أن التطورات الأخيرة دفعت في اتجاه تخصيص جزء كبير منه للعوامل البيئية وراء الفيروسات المستجدة. يهدف التقرير، الذي يُطلَق في المؤتمر السنوي الدولي للمنتدى، إلى مناقشة العوامل البيئية الرئيسية التي تؤثر على صحة الإنسان في البلدان العربية، واقتراح خطة عمل تؤدي إلى التنفيذ الشامل لبند الصحة للجميع، من ضمن أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
يتعاون “أفد” في إنتاج تقريره الجديد مع فريق كبير من الباحثين من جامعات ومراكز دراسات عربية، بالاشتراك مع منظمات دولية معنية بالصحة والبيئة. وبين الشركاء الرئيسيين كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت والمركز الإقليمي لصحة البيئة التابع لمنظمة الصحة العالمية وباحثون من جامعة الخليج العربي في البحرين وجامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية في مصر. ويتطرق التقرير في فصوله السبعة إلى العلاقة بين الصحة والمياه والهواء والنفايات وتغيُّر المناخ وتلوُّث المحيطات، إلى جانب التقدم والمعوقات في تحقيق مضامين الصحة البيئية في أهداف التنمية المستدامة.
وقد نسّقت الدكتورة ريما حبيب، رئيسة قسم الصحة البيئية في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت، عمل فريق كبير من الباحثين في الجامعة. وشارك الدكتور عمرو السماك، أستاذ الجيولوجيا البحرية في كلية العلوم في جامعة الإسكندرية. كما أشرف الدكتور أحمد جابر، مدير عام «كيمونيكس» للدراسات البيئية وأستاذ الهندسة الكيميائية في جامعة القاهرة، والدكتورة رندة حمادة، نائبة العميد للدراسات العليا والبحث العلمي في كلية الطب في جامعة الخليج العربي، على فريق أعد ورقة مفصلة عن أثر التغيُّر المناخي على الصحة. وبين المؤلفين الدكتور باسل اليوسفي، مدير المركز الإقليمي البيئي لمنظمة الصحة العالمية.
ومن بين المتحدثين في المؤتمر ماركو لامبرتيني، المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة، وفضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، وعدنان بدران، رئيس مجلس أمناء أفد ورئيس الوزراء الأردني الأسبق، ومايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية. كما يتحدث مؤلفو التقرير، وهم من أبرز العاملين في مواضيع الصحة والبيئة والتنمية المستدامة في المنطقة العربية.
ووفق نجيب صعب، الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية، يؤكد التقرير أن “التأثير البيئي على صحة الإنسان سيكتسب أهمية أكبر في المستقبل، إذ تشير التقديرات إلى أنه بحلول سنة 2050 سيعيش 68 في المئة من السكان العرب في المناطق الحضرية، التي تتميز غالباً بحركة نقل كثيفة وهواء ملوث ومساكن عشوائية، إلى جانب محدودية في الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي”. وأشار إلى الدور الكبير الذي تلعبه الجامعات الرائدة في البحث العلمي حول الصحة والبيئة، والذي جسّده التعاون الوثيق في إنتاج هذا التقرير مع الجامعة الأميركية في بيروت وغيرها من مراكز البحث العلمي في البلدان العربية.
وقال الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت: “نحن فخورون بشراكتنا مع “أفد” لعقد هذا التجمُّع الفريد من الخبراء، الذي تشتد الحاجة إليه في الوقت الذي نواجه فيه هجمة الأزمات المتعددة التي لها آثار خطيرة على الصحة، ورفاهية سكان هذه المنطقة وبيئتها. بصفتنا معلّمين وعلماء ومواطنين مهتمين، من واجبنا أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان عالم أكثر إنصافاً واستدامة وحيوية، لنا وللأجيال القادمة”.
للمرة الأولى منذ انطلاق مؤتمرات “أفد”، سيتم إطلاق التقرير ومناقشته افتراضياً عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. يُشار إلى أن التقارير والمؤتمرات السنوية السابقة لـ “أفد” ناقشت التحديات الرئيسية التي تواجه المنطقة العربية في مجال البيئة والتنمية المستدامة، بما في ذلك تغيُّر المناخ والطاقة والمياه والأمن الغذائي والبصمة البيئية والاقتصاد الأخضر وتمويل التنمية المستدامة والتربية البيئية.